الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 02:01

مرحباً بأيقونة النضال جميلة بوحيرد / بقلم: شاكر فريد حسن

كل العرب
نُشر: 04/03/14 22:30,  حُتلن: 07:45

شاكر فريد حسن في مقاله:

نرحب بزيارة جميلة بوحيرد والوفد النسائي لغزة ونقول لها وللوفد أهلاً وسهلاً ومرحباً في أرض فلسطين التي لا تزال تخضع للإحتلال وتحلم بالتحرير والإستقلال

عاشت جميلة بوحيرد عنواناً للصمود والعزة والنضال وعاشت الجزائر بلد المليون ونصف شهيد منارة للثوار وملاذاً للأحرار

من المقرر أن تزور المناضلة والثائرة الجزائرية العريقة جميلة بوحيرد، في الثامن من آذار الجاري، قطاع غزة، على رأس وفد نسائي عربي وأجنبي للإحتفال بعيد المرأة العالمي، ولدعم النضال الوطني الفلسطيني التحرري، ولأجل رفع الحصار الإحتلالي الخانق عن غزة هاشم. ولا شك أن هذه الزيارة التضامنية هي زيارة تاريخية هامة ولها أبعاد ودلالات سياسية عميقة، وخاصة أن التي ستطأ أقدامها أرض الوطن وتراب فلسطين هي أيقونة النضال والكفاح الجزائرية جميلة بوحيرد، التي حققت ونالت شهرة واسعة، وإستحوذت على إهتمام الشعراء العرب الفلسطينيين في حينه، حيث كانت الجماهير العربية على طول وإمتداد الوطن العربي ترى فيها رمزاً لثورة الجزائر ولنضال وتضحيات الشعب الجزائري ضد الإستعمار الفرنسي، منتصف القرن الماضي، عندما كان للنضال معنى وكان الثائر يدفع ثمن مواقفه وإنتمائه، إعتقالاً أو نفياً خارج الوطن أو إستشهاداً على أرض المعركة في الخنادق تحت البنادق، وليس كنضال اليوم، نضال المكاتب المكيفة.

ولا ننسى قصائد شاعر الوطن والمأساة الفلسطينية الراحل راشد حسين، الذي أطلق على جميلة لقب "لبوة الأوراس"، وشبهها بخولة بنت الأزور كأنها بعثت في الأرض حية. وأمام هذه البطلة الأسطورة والمناضلة المقاتلة، المنافحة ضد القهر والظلم والإضطهاد تجيش نفس راشد بروح الثورة والكفاح، فيتمنى أن يكون ثائراً مع الثوار، وغرسة زيتون على أرض الجزائر. ويرنو إليها كنموذج لكفاح المرأة ودورها في حياة الوطن، السياسية والإجتماعية والنضالية، فيقول في قصيدته "إلى جميلة":
"عصًبي بالمجد يا أختاه تاريخ الجزائر
وأقيمي جلوة التحرير في أرض البشائر
إن عرس الدم مستلق على معصم ثائر".

جميلة بوحيرد امرأة عظيمة من مناضلات الزمن الغابر، تجرعت آلام السجون والزنازين، وإكتوت بنيران الظلم والقهر والمعاناة القاسية، تصدت بجسدها وصدرها لقوى الإحتلال والإستعمار الفرنسي، وتحولت إلى رمز للمقاومة والبطولة والتضحية، وهي من الرموز النسائية العربية اللواتي لعبن دوراً هاماً في مسيرة كفاح شعوبهن لأجل الحرية والإنعتاق، وفي سبيل الغد المشرق والمستقبل الباسم السعيد. 

إننا نرحب بزيارة جميلة بوحيرد والوفد النسائي لغزة، ونقول لها وللوفد أهلاً وسهلاً ومرحباً في أرض فلسطين التي لا تزال تخضع للإحتلال وتحلم بالتحرير والإستقلال. وستظل جميلة إسماً خالداً في أذهاننا، وإن عاشت بعيدة عن الأضواء والأنظار، وسيبقى أسمها محفوراً ومنقوشاً على صفحات التاريخ وفي أعماق ذاكرة شعب الجزائر والشعوب العربية المناضلة في سبيل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية والسلم الأهلي، كواحدة من أبطال المقاومة وكملهمة للمقاتلين المناضلين ضد الإستعمار والإحتلال. 

*عاشت جميلة بوحيرد، عنواناً للصمود والعزة والنضال، وعاشت الجزائر بلد المليون ونصف شهيد منارة للثوار وملاذاً للأحرار.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة