الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 12 / مايو 01:01

مشروع كيري..مقايضة التعويضات/ بقلم: أحمد عارف لوباني

كل العرب
نُشر: 10/02/14 17:45,  حُتلن: 07:48

أحمد عارف لوباني في مقاله:

ساذج جدا من يقلل من خطورة هذه خطة كيري المبنية على اساس المقايضة وكيف يخططون لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين وتصويرها بنفس درجة اليهود الذين تركوا الدول العربية بارادتهم

عاش اليهود في الدول العربية كمواطنين وليس كغرباء وما زال البعض منهم يتمتع بهذه المواطنة بعكس اللاجئين فقد اجبروا على ترك مدنهم وقراهم التي دمرت عنوة ناهيك عن المذابح التي ارتكبت بقصد ارهاب وتخويف المتمسكين بالارض

من المعروف والمتعارف عليه أن الرئيس الراحل عرفات اعترف بوجود اسرائيل وفقا لاتفاق اوسلو عام 1994 والامر ليس بحاجة الى اعتراف جديد الا اذا كان سببا لافشال العملية التفاوضية

آخر ما تم تسريبه لوسائل الاعلام، أن اللجنة الرباعية ستبحث خلال اجتماعها في «ميونيخ» خطة»وثيقة» وزير الخارجية الامريكي كيري. تعويض العائلات اليهودية التي اجبرت «حسب الوثيقة» على ترك البلاد العربية بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948. علما ان اسرائيل طالبت قبل عامين تقريبا الدول العربية بدفع 300 مليار دولار كتعويضات لليهود العرب الذين هاجروا من الدول العربية والمقدر عددهم بـ 870 الف يهودي يستحقون هذه التعويضات.

ساذج جدا من يقلل من خطورة هذه الخطة لكيري المبنية على اساس المقايضة، وكيف يخططون لشطب قضية اللاجئين الفلسطينيين وتصويرها بنفس درجة اليهود الذين تركوا الدول العربية بارادتهم، أو تحت قرارات الحركة الصهيونية، أو حتى بلجوء الحركة الصهيونية الى اساليب الارهاب والترهيب والتخويف الذي وصل في احيان كثيرة للعنف، مثل ما حصل مع يهود العراق.

محاولة خبيثة
الوزير الاسرائيلي سابقا «شولمو هيلل» ذكر في مذكراته. ان الاجهزة الامنية الاسرائيلية تعمدت تفجير قنابل في المعابد اليهودية وخاصة في العراق لدفع يهود العراق للهجرة. رجال المخابرات اليهود والمتعاونون معهم لغموا المقاهي التي كان يرتادها اليهود وفجروها لاجبار يهود العراق على المغادرة. واللجوء الى الدولة التي اقاموها بعد ان طردوا وهجروا سكانها. وما يجري حاليا محاولة تعويض اليهود الذين هاجروا من الدول العربية برضى كامل عن ممتلكاتهم مقابل ممتلكات الفلسطينيين، يا له من طرح يعتمد على القوة قوة الاستعمار الامريكي وعلى ضعف وهوان الموقف العربي، وبالذات موقف سلطة رام الله. انها محاولة خبيثة لإيجاد معادلات تطوي ملفات سجلها التاريخ بتوقيع الشرعية الدولية نصها أن اللاجئين الفلسطينيين طردوا واخرجوا من وطنهم الاصلي وهدمت قراهم بعكس اليهود الذين تركوا اماكن عيشهم واقامتهم كمواطنين بإرادتهم من الدول العربية بناء على دعوة الحركة الصهيونية بالعودة حسب ذلك الادعاء الباطل «ارضهم التاريخية» وحسب اعتباراتهم الباطلة. أرض بلا شعب لشعب بلا ارض، لقد عاش اليهود في الدول العربية كمواطنين وليس كغرباء وما زال البعض منهم يتمتع بهذه المواطنة، بعكس اللاجئين فقد اجبروا على ترك مدنهم وقراهم التي دمرت عنوة ناهيك عن المذابح التي ارتكبت بقصد ارهاب وتخويف المتمسكين بالارض والمنزل، فهل هناك من مقارنة بين هذا وذاك؟! وهل صحيح القول: ان نظما عربية اضطهدت يهودها العرب لاجبارهم للرحيل من بلادها؟

ارتفاع المقاطعة الاقتصادية والثقافية على اسرائيل
حذر رجال اعمال من كبار الناجحين في الاقتصاد الاسرائيلي من ارتفاع المقاطعة الاقتصادية على اسرائيل خلافا للمقاطعة العربية في الماضي، هذه المرة يدور الحديث عن مقاطعة خطيرة جدا على الاقتصاد الاسرائيلي.
ومن ضمن ما ذكرته وسائل الاعلام بخصوص رجال الاعمال الاسرائيليين المشاركين في مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي في «دافوس» مطالبتهم باحلال اتفاق سلام مع الفلسطينيين من اجل مصلحة الاقتصاد الاسرائيلي ومنع الانحراف الدولي نحو مقاطعة اقتصادية واكاديمية وثقافية ومؤسساتية بما في ذلك الدبلوماسية على اسرائيل مما يؤدي الى تكبيدها الخسائر. من ناحية ثانية اعلنت ادارة بنكين اوروبيين يعتبران من اكبر البنوك في شمال القارة الاوروبية، مقاطعة البنوك الاسرائيلية. بنك مزراحي- طفحوت- وبنك هبوعليم - وليئومي على خلفية نشاطاتهم في المستوطنات، حيث يصنفها الاتحاد الاوروبي غير قانونية وتضر بمسيرة التسوية. وذكر مصدر اسرائيلي ان بنك «نوردا» السويدي وهو البنك الاكبر في الدول الاسكندنافية وبنك «دنسكابنك» الاكبر في الدنمارك يخدمان 16 مليون زبون في ارجاء اوروبا وتقدر قيمة ممتلكاتهما بمئات ملياردات الدولارات. وفي اعقاب هذا الاعلان اعلن مصدر اسرائيلي مسؤول قوله. ان المقاطعة الاوروبية اصبحت اخطر من اي وقت مضى وهي آخذة في الازدياد. ومن المعروف والمتعامل عليه بين دول العالم حسب قرارات البنوك الدولية، ان اسرائيل لا تستطيع ان تقدم احتجاجا للحكومات الاوروبية بسبب مقاطعة البنوك لانها شركات خاصة لا تستطيع الحكومات ارغامها على التعامل مع البنوك الاسرائيلية.

اذا قالت حزام فصدقوها
بدون الاعتراف باسرائيل «دولة يهودية» لن تكون اية تسوية بين اسرائيل وسلطة رام الله، هذا ما قاله مؤخرا رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو. من المعروف والمتعارف عليه أن الرئيس الراحل عرفات اعترف بوجود اسرائيل وفقا لاتفاق اوسلو عام 1994، والامر ليس بحاجة الى اعتراف جديد الا اذا كان سببا لافشال العملية التفاوضية. تصريحات نتنياهو المشروطة، الاعتراف بالدولة اليهودية، تعني شطب الثوابت الوطنية الفلسطينية ولكي تبقى اسرائيل دولة الحدود المؤقتة.. ولتبقى اقوال مناحيم بيغين وشارون عنوانا رئيسيا. لسوف نفاوض الفلسطينيين 20 عاما بدون أن نعطيهم شيئا.

الناصرة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة