الى تشافيز ... نيلسون مانديلا ... احمد فؤاد نجم
هذا الكلام لك يا صديقي
بداية ما قد رأيت منذ آذار الغروب
غربت وحدك في الطريق
وسلكت نافذة التريض
لم تر عيني تبحث عن وميضك
حين قلت الدرب وحده
لا يرى إلا الخطى تمضي وتسكب إثرها
آثامنا ونبوءة أن الذي يمشي يرى
ويضيء نافذة المضي إلى الأمام
الناس أجداث صديقي إذ تنام
عبروا مسالكنا وهاموا وحدهم
لا النور يفضي للنهايات التي نرتاح فيها
والليل ليلا شابت الأحلام فيه
واهترت كأحذية قديمة
ما مشت إلا الذي يرضاه ماض
عاث فينا وابتلينا
بخطى تمضي ويرهقها الوراء
صمت بيوت الحي دفلى
والحنين خيل تثور ولا ترى إلا الحضيض
ترث التأمل في الفناء
كأننا أشباه ظل ميت
واجل أنا مما رأيت
أغلقت بابي خلف ذاكرة التسامي ونأيت
أمسكت ظل ماضي البعيد كي أرى
هل كنت وحدي سقط فعل
مشروخ معتل الحروف متآكل
لا بيت لا نافذة للريح
عيني يرهقها القذى وأناملي استعصت علي
أنا ما أنا
آه صديقي
قد ابتليت وماء وجهي نافر
وكأنني ضدي أراوح في مكان لا يرى ظلي
مستاء من صمت الكلام ومن خريف نذورنا
امضي وبي شغف الرياح
وبي خرافة ادم المهزوم فينا
ظل على ظلي
ويصمت لثغتي
كسل يخز بطانتي ويعافني
نتف أحاديثي
ووجهي مهمل والناس كل الناس متهمون
بئس الطريق بلا خطى
بئس الحديث بلا الوصايا
والله وحده لا يرى إلا الذي يرضاه ظلا
غربت أنامل لا تدون لثغتي
وتدينني وتحض قدسيا أن تنام
معتلة الروح حزين قلمي ارقني حلم الطفولة
واعشوشبت شذرات حزن فاغر فاه
سأمضي يا صديقي
خلف صمت لا نهائي المعالم
مرهق دربي وأيامي ضجيج خافت
نبحت بصوتي بحة مكلومة
وتشنجت مما رأت
ما لم أرى صوتي يوسده الثرى
مهزومة نظراتي
معلولة شفتاي
أنا ما أنا
ليل ودمع ونشيج وسنا
خرجت علي مآربي
وابتليت بالرحيل
وتململت في الحروف
توسدت شرفات عمري
هذا الذي يرتاح في ظل الغياب
مؤجل وكأنه تاريخ فعل ناقص
قط وحيد في براري العمر
زجرته أنثى
متوسلا أن لا ينام
متوسلا أن لا يرى
هو من رأى (جلجامش)
شاخت على أنامله الحروف
متبتل متوسد حزن الضيوف
يمضي وأمضى من شفير قناعة
إن الذي يأتي يرد وان لكل سيف حد
وأننا في الوهم نمضي ونمد
أيد تدون ما تشاء حين تمد
قناعة وقناعة يا يا صديقي
مهمل والله اعلم
مهمل والليل مظلم
مهمل والروح تمضي حيث تمضي
شرفة للريح صبري
وغفيري وجه أمي
وأثيري ما بشرياني يضج
وتلج درب البدايات خيولي وتضيء
عشب أيامي نساء
وزر صمتي أسئلة
وشؤوني ما تريضت
صديقي ما قد رايتك منذ آذار الغروب
أخلفت وعدك وجعلت تربتها مقيلك

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net