الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 08:02

تقدير الذات دعامة أساسية للشخصية ورصيدها المعرفي / بقلم: فرات ابراهيم

كل العرب
نُشر: 29/01/14 10:03,  حُتلن: 15:05

فرات ابراهيم في مقالها:

إذا كنت ممن يبذلون جهدا مضنيا للحصول على تقدير الآخرين وإعجابهم فاعلم أنه لا يمكنك تحقيق ذلك على الإطلاق إلا بعد أن تقدر نفسك أولا 

جهل الإنسان لنفسه وعدم معرفته بقدراته يجعله يقيم ذاته تقييما خاطئاً فإما أن يعطيها أكثر مما تستحق فيثقل كاهلها وإما أن يزدري ذاته ويقلل من قيمتها فيسقط نفسه

تقدير الذات دعامة أساسية للشخصية ورصيدها المعرفي وكيانها الوجداني ونشاطها السلوكي بل أكثر من ذلك قد يؤثر التقدير الإيجابي أو السلبي للذات على حاضرها ومستقبلها

 إن من نعم الله على العبد أن يهبه المقدرة على معرفة ذاته، والقدرة على وضعها في الموضع اللائق بها، إذ أن جهل الإنسان لنفسه وعدم معرفته بقدراته يجعله يقيم ذاته تقييما خاطئاً فإما أن يعطيها أكثر مما تستحق فيثقل كاهلها، وإما أن يزدري ذاته ويقلل من قيمتها فيسقط نفسه. فالشعور السيء عن النفس له تأثير كبير في تدمير الإيجابيات التي يملكها الشخص، فالمشاعر والأحاسيس التي نملكها تجاه أنفسنا هي التي تكسبنا الشخصية القوية المتميزة أو تجعلنا سلبيين خاملين، إذ أن عطاءنا وإنتاجنا يتأثر سلباً وإيجاباً بتقديرنا لذواتنا، فبقدر ازدياد المشاعر الإيجابية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما تزداد ثقتك بنفسك، وبقدر ازدياد المشاعر السلبية التي تملكها تجاه نفسك بقدر ما تقل ثقتك بنفسك.

تقدير الذات دعامة أساسية للشخصية ورصيدها المعرفي وكيانها الوجداني ونشاطها السلوكي، بل أكثر من ذلك قد يؤثر التقدير الإيجابي أو السلبي للذات، على حاضرها ومستقبلها، وعلى اختياراتها وقراراتها. وعلى نجاحها وفشلها.
لذلك فان تقدير الذات هو النتيجة المباشرة للعلاقة بين إنجازاتنا وانتظاراتنا، أو بتعبير أوضح، هو التعبير عن العلاقة بين من نكون (الذات الفعلية أو الواقعية)، وما نريد أن نكون (الذات المثالية). وكلما كانت الهوة كبيرة بين الذات الواقعية والذات المثالية، تكون نسبة تقدير الذات ضعيفة.
-مكونات تقدير الذات الاساسية:-
1-الكفاءة الذاتية: معناها تمتع المرء بالثقة بالنفس وايمانه بأنه قادر على التكيف والتعامل مع التحديات الاساسيه فى الحياة.
2-قيمة الذات: تعني فى الاساس قبول المرء لنفسه من غير شرط او قيد وان يكون لديه شعور بانه اهل للحياة وجدير بان يبلغ السعادة فيها.

-العوامل المؤثرة على تقدير الذات:

يتشكل تقدير الذات لدى الفرد بفعل كل من العوامل الداخلية والخارجية:
العوامل الداخلية: تلك العوامل التى يولدها الفرد لنفسة مثل افكاره عن ذاته والتطلعات الشخصية والانجازات الشخصية والعوامل المختلفة التى تحدد مستوى تقدير المرء لذاتة .
العوامل الخارجية: هي العوامل البيئية مثل تأثير الآباء والاشخاص المهمين فى حياتنا. والعوامل الخارجية تلعب دورا حاسما في تشكيل تقدير الذات لدى المرء اثناء الطفولة خصوصا اثناء السنوات الثلاث او الاربع الاولى.
وبالنسبه للبالغين او الكبار تكون العوامل الداخلية هب الحاسمة. حيث يمكننا ان نعيد تربية انفسنا ونتحرر من العقبات الداخلية والافكار السلبية الى تحول بيننا وبين تقوية تقديرنا لذاتنا.

 أما إذا كنت ممن يبذلون جهدا مضنيا للحصول على تقدير الآخرين وإعجابهم، فاعلم أنه لا يمكنك تحقيق ذلك على الإطلاق إلا بعد أن تقدر نفسك أولا وتحرص على وضعها بالمنزلة التي تستحقها. أن يحاول الشخص التعايش مع من حوله واحتلال منزلة في قلوبهم فهذا أمر جيد ومرغوب، فالإنسان بطبعه كائن اجتماعي يسعى دائما إلى التفاعل مع غيره كما يهمه أن يكون مرغوبا في الوسط الذي يعيش ويعمل به. ولكن لا يمكن أن يتحقق ذلك كله إلا بتقدير الذات والاعتزاز بالنفس. لأن الصورة التي يراك بها الآخرون من حولك ما هي إلا انعكاس لصورتك عن نفسك. فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحقق لك ذلك وأنت غير راض عن نفسك.. ومن العجب أن تطلب من الآخرين أن يرفعوا من شأنك في الوقت الذي تحط فيه أنت من قدرك.
ان تقدير الذات ينمو ويتطور من خلال عملية عقلية تتمثل في تقييمك لنفسك، ومن خلال عملية وجدانية تتمثل في إحساسك بأهميتك وجدارتك. والثقة بالذات مهارة يمكن تعلمها بالتدريب الذهني اليومي، الذي ينبع من ذواتنا، من مواقفنا تجاه ذواتنا والحياة. ولكي نعزز تقدير الذات داخلنا من المهم اتباع بعض النقاط، وهذه أهمها:
ا تدع الصفات السيئة التي توسم بها من قبل الأهل أو الأصحاب أن تؤثر على حياتك بشكل سلبي، فكثيراً ما يقول الآخرون أشياء سلبية لا يعنوها بالفعل.
ولا تخف من الأخطاء، فهي تعلّم النجاح في المستقبل لكن، تجنب أن تتحول أخطاءك إلى عادات سيئة ودائمة، ولا تلم نفسك على كل شيء فالخطأ وارد، فكر بالصفات الحسنة التي تملكها وبالمواقف الجيدة، وعددها عشرات المرات بدل أن تعطي أهمية للأخطاء فقط.

إعلم أن الرغبة المفرطة في إرضاء الآخرين تلحق الضرر بك وتعرّضك للإستغلال وأنها غاية لا تدرك. لا تهمل مظهرك الخارجي، فهو يجذب من حولك ويزيد إطراءهم لك وبالتالي تقديرك لنفسك. فكر بنفسك واسعَ لإعطاء رأيك بثقة بين أصحابك وأمام أهلك، محترما في الوقت عينه آراء وأفكار الآخرين، أعطِ رأيك، ولا تفرضه.
إذن لا بد أن يكون تقديرك لذاتك نابعا من داخلك وألا تنتظر هذا الأمر من الآخرين ولا تعتمد على الظروف الخارجية في تحسين تصورك عن نفسك، فالظروف ممكن أن تتغير ولكن تقديرك لشخصيتك لا بد وأن يكون ثابتا، انطلق نحو تقدير أفضل وأكبر عن نفسك وذاتك...

عاملة اجتماعية، دبورية

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة