الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 10:02

صرخة قلم في منبر العرب/ بقلم: معين أبو عبيد

كل العرب
نُشر: 27/09/13 12:16,  حُتلن: 12:19

معين أبو عبيد:

قَلمي التزمَ بالجوهر بعيداً عن المظهر هادفاً التوعية لا يهمّه سوى إظهار الحق وتحقيق العدلِ والعدالة قولاً وفعلاً

قلمي سلاحي، حمدًا للعلي القدير، أنّ حبره لم ينفذ بعد، أكتبُ عمّا يجول في وجداني ، وأعزفُ أروع ألحاني، فالكتابة شريان حياتي، من الصّميم تنطلقُ وتتسربُ عباراتي، وكلماتي لم تكن يومًا مبعثرةً على مكتبي، تتراقصُ بين جدرانه، وإنما في الذاكرة ...
سعادتي أن أحدقَ بها مطولاً، أتأمل معاني ما سطرت مرةً تلوَ الأخرى، هادفًا الصّدق والشفافية، وإرضاء الضمير، ثم الانطلاق إلى الأفضل .
عندما أجلسُ وحيدًا أتأمّل الكون وسر الوجود، وما يجري ويدور على مسرح الحياة، وخاصةً هذه الأيام، أترقّبُ الممثلين، كيفَ يحاولون أن يلعبوا أدواراً لا تليقَ بهم، أمّا أداؤهم الخارج عن السيناريو والإيقاع، فلا يتلاءم مع رغبة المخرج . أحاول أن أتهرّب من هذا المشهد، أبتسم ابتسامةً مختلَقةً، شبه عريضة، استقبالاً لشهر "الهلا "، وعذرًا إن أسميته بشهر الصفقات، المؤامرات، المجاملات، الأكاذيب والنَفاق!! إذ يرتفع فيه منسوب بَيع الضمير، وتتدفّق مختلف المصطلحات التي لا مجال لذكرها، فتتسارع دقاتَ قلبي، وتختنقُ أنفاسي، وتكادُ تَتشوه أفكاري، فلا أدري إن كنت في حُلُمٍ أم في عِلم .
تَهبُّ نسمة شبه عليلة، يَغلبني النعاس بين الزحامِ وثِقَل المشاعر، تسدل أهدابُ عينيّ، أغفلُ بُرهةً، أطوفُ في شوارعِ مدينتي الحزينة، أحاول أن أعبِّر بصدقٍ عن واقعها خاصةً، وأوضاعنا عامةً، أُحاكي الماضي والمستقبل المبهم ، أسرد الأسباب، أبحثُ عن الحلولِ، لكن دونَ جدوى .
قَلمي التزمَ بالجوهر بعيداً عن المظهر، هادفاً التوعية، لا يهمّه سوى إظهار الحق وتحقيق العدلِ والعدالة قولاً وفعلاً، وإيصال الصورة واضحة، صريحة وبالنغمة التي أراها مناسبة، ولن أخضع للقيلِ والقال وبعض ِ الضغوطاتِ والإشاعاتِ النابعةِ من وراء مكاسب وأهداف شخصية، مؤكداً أني لن أتخلى عن توجيه رماحي نحو الهدفِ ما دمتُ أؤمنُ بصدق مشاعري، ولم أشعرْ يوماً بالندمِ أو التردد، كذلكَ، لن أغيِّر حياتي وأفكاري من أجلِ ...
بل أغيِّر ألف شخص من أجلِ حريّة التعبير، وأصالة أفكاري، وصفاء حياتي، ولن تسكتني تلكَ الضحكةُ المُختلقة، وتلكَ النظرة السِّحرية التي تُخفي وراءها الترصّد وانتظار الفرصة الأولى، أكتب لمن يقرأ وأتوقُ لمن يحبّني، وأبكي على مَنْ يستحقُّ البكاء.
أناشدكَ قلمي، رَفيقَ دربي أن لا تتركني، لأنك سلاحي، به تُعيدُ البسمة، وأرسُمُ سعادتي، وأخلِّد ذكرياتي، وأرمي همومي وأحزاني. وأعاهدكَ أن لا أستسلم، ولن يفرغ قلبي من الأغاني المفرحة، ولن أتّخذ الظلمَ والشّرّ أملي لتستقرَّ في واحات صدري!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة