الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 05:02

زن كلامك قبل أن ينطق لسانك ولا تشهر بالناس/ بقلم: الدكتور صالح نجيدات

كل العرب
نُشر: 10/09/13 14:34,  حُتلن: 08:08

الدكتور صالح نجيدات في مقالته:

الكلمة هي وسيلة الإعلام ومادته فالإعلام يستمد وصفه من طبيعة وحقيقة الكلام الذي يستخدمه فإن كان الكلام صادقاً كان الإعلام صادقاً والعكس صحيح

نظراً لخطورة الكلمة والإعلام وأثرهما في الحياة والناس كثير جداً سنت الكنيست في الماضي قانون يمنع التشهير أي يعاقب على الكلام البذيء والضار الذي يشهر بالناس

 

المرحلة التي يمر بها مجتمعنا هذه الايام عشية انتخابات السلطات المحلية هي مرحلة حساسة، فيكثر فيها القال والقيلوبث الاشاعات. لذا أنصح نفسي واياكم بأن نزن كل كلمة ننطق بها لكي لا نمس بأحد بقصد أو دون قصد لأن الكلمة سلاح من نوع آخر، وهي سلاح ذو حدين، إما أن تؤدي إلى البناء والإعمار والتقارب بين الناس وإصلاح ذات البين، وإما أن تؤدي إلى الهدم والخراب، ذلك لأن الكلمة هي التي تشكل التصور، وتوجه الفكر وتحرك الوجدان، ومن ثم تحدد الموقف وتدفع إلى السلوك، فإن كانت الكلمة صادقة أمينة صالحة أدت إلى الخير والبناء، وان كانت كاذبة باطلة فاسدة قادت إلى الشر والدمار.

خطورة الكلمة 
ولقد كانت رسالات الله إلى البشر كلاماً في التوراة والانجيل والقرآن، ولكنه كلام جمع الحق والخير والصدق للناس، فمنهم من آمن به وطبقه في حياته فسعد باطناً وظاهراً، ومنهم من كفر به وصد عنه، وكم عانى الأنبياء والمرسلون من كلام هذا الصنف الأخير من الناس، إذ أشاعوا حولهم الأباطيل والقرى، ووصفوهم بالكذب والجنون والسحر والكهانة، وكان هذا نموذجاً للإعلام المضلل في ذلك الوقت المبكر من التاريخ. وقال الله عزوجل" ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء".  يسوع المسيح عليه السلام قال: وحينما تصلون لا تكرروا الكلام باطلاً كألأمم ( انجيل متى 6 عدد5-6 ). لأن الكلام الباطل كله مضرة وإثم ويؤدي لخلق مشاكل وخلافات بين الناس وأحياناً الى شجارات وخراب بيوت. ومما يدل على مدى خطورة الكلمة أن حروباً كانت ولا زالت تقوم بكلمة هنا وكلمة هناك، فمثلاً في المدينة المنورة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إليها، فقد كانوا يحرضون الأوس تارة والخزرج تارة بما قيل من شعر في معاركهم السابقة، لتحريض القبيلة المغلوبة على القيام للثأر من القبيلة الأخرى، فتشتعل الحرب الطاحنة فيما بينهما، واليوم نرى أن شجارات تحدث بين العائلات في قرانا نتيجه الكلام والقال والقيل وبث الاشاعات المغرضة. واليوم دول كبرى تقطع علاقاتها مع بعضها البعض أو تنشب حروب بينها بسبب كلام وتصريحات معينة.


لسانك حصانك ان صنته صانك
والكلمة هي وسيلة الإعلام ومادته، ولذلك فإن الإعلام يستمد وصفه من طبيعة وحقيقة الكلام الذي يستخدمه، فإن كان الكلام صادقاً كان الإعلام صادقاً، والعكس صحيح ونظراً لخطورة الكلمة والإعلام وأثرهما في الحياة والناس كثير جداً فقد سنت الكنيست في الماضي قانون يمنع التشهير، أي يعاقب على الكلام البذيء والضار الذي يشهر بالناس. وقال المثل العربي: لسانك حصانك ان صنته صانك، وقالت العرب مصرع الفتى بين فكيه أي نتيجه كلامه الضار للآخرين.  لهذا أدعو بعضنا البعض بقلب صادق إلى أن نأخذ بعين الاعتبار ما تحتويه كلمتنا عند نطقها من معان خافية ومضامين بين حروفها لتكون بإذن الله مفتاحا لكل خير مغلاقا لكل شر.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة