الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 22:01

رزمة هدايا كيري! بقلم: أ.محمد خليل مصلح

كل العرب
نُشر: 19/07/13 08:54,  حُتلن: 21:19

أ. محمد خليل مصلح في مقاله:

الولايات المتحدة ترى في فوز الاصلاحيين الايرانيين مسألة مهمة جدا في السيطرة على الملف النووي الايراني وفتح قنوات التفاوض مع النظام الجديد

الائتلاف الحكومي هدد بإفشال كل الجهود لعملية السلام وكأن حال نتنياهو يقول؛ نحن لسنا بعجلة من أمرنا إذ لا نملك ما نعطيه للفلسطينيين

وزير الخارجية الامريكي جون كيري وإدارة الرئيس اوباما قررت العودة الى المنطقة وهي تحمل كثيرا من الوعود؛ وإن لم تكن المرة الاولى إلا أن هذه المرة يبدو أنهم يحاولون اقناع الطرف الفلسطيني وأبو مازن بأنها مختلفة؛ أولا تصميم السيد كيري ألا يعود الى الولايات المتحدة إلا والمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية قد بدأت رحلتها من جديد، والوفود جلسوا الى طاولة المفاوضات، واجتماع كيري مع وفود عربية سواء في عمان او الفلسطينيين في اراضي 48 كورقة ضاغطة على ابو مازن لإقناعه بجدوى العودة هذه المرة جزء من هذا التصميم. ثانيا رزمة الهدايا التي تحدث عنها؛ احياء المبادرة العربية، والموقف العربي؛ بعد تفكيك الوضع الداخلي لمصر، والدور الامريكي الخليجي الاسرائيلي فيه، والحزمة الاقتصادية وهذه مهمة جدا للسلطة الفلسطينية والإفراج عن بعض الاسرى لإسكات تلك الاصوات وثالثا الموقف الاوروبي الذي اضفى الصفة غير الشرعية والقانونية على الاستيطان ووضع شروطا قاسية على اسرائيل بالا تستفيد أي مساعدات او مشاريع اوروبية مناطق الاستيطان؛ لاشك أنه موقف اوجع اسرائيل وحكومة نتنياهو، واعتبروها من العيار الثقيل، وائتلاف نتنياهو هدد بإفساد جولة كيري إن لم يفلح نتنياهو بثني اوروبا عن موقفها هذا، واعتبروه تدخلا في الشؤون الاسرائيلية، وإن هذا الموقف يجرد اوروبا من اهلية الراعي للمفاوضات، والشريك لعملية السلام؛ هذا الموقف الاوروبي من غير المعقول أن يمرر دون مصادقة الولايات المتحدة عليه، بل في اغلب الظن انه جاء للضغط على اسرائيل من جهة ومن جهة اخرى استدراج ابو مازن للعودة الى طاولة المفاوضات.

بيئة للمفاوضات
قد يرى البعض أنه من غير المعقول؛ أن الولايات المتحدة تلعب بهذه القوة في المنطقة للعودة الى ما قبل الربيع العربي، بل لإفساد كل ما ترتب على ذلك، وخرج عن السيطرة الامريكية؛ تحت ضغوط اللوبي الصهيوني، وجماعة المصالح الامريكية والعربية ومن جملة هذه الاوراق الصراع العربي الاسرائيلي؛ كاشف عورات النظام العربي متعهد مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة من دول الخليج العربي والمؤسسة العسكرية في مصر والنظام الاردني؛ هذا كله دون أن نغفل الحدث الايراني أن الولايات المتحدة ترى في فوز الاصلاحيين الايرانيين مسألة مهمة جدا في السيطرة على الملف النووي الايراني، وفتح قنوات التفاوض مع النظام الجديد، وطمأنة اسرائيل حول هذا الملف؛ حتى لا يعود اولوية لنتنياهو؛ حيث كان اسقاط الثورة المصرية والرئيس مرسي اكبر ثمن قدمته الادارة الامريكية لإسرائيل، وهو ما اسمية " البيئة الاستراتيجية الآمنة " لإسرائيل وحلفائها في المنطقة وهذا ما عبر عنه في اسرائيل " سقوط مرسي كان حدثا اكثر اهمية من هزيمة المصريين في حزيران 1967م ".

تقريب وجهات النظر
كان واضحا جدا في تصريحات كيري عقب لقاءاته التركيز على فكرة نجاحه بتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن التباينات والاختلافات تم قصرها الى مسافات متقاربة، وانه ينصح اسرائيل بإعادة النظر في المبادرة العربية، والتعديلات التي ادخلت عليها بتبادل الاراضي بين الطرفين لمصلحة اسرائيل، ومتطلباتها الأمنية، والديمغرافية.

سذاجة كيري
يبدو أن ما يقوله الاسرائيليون عن سذاجة كيري وأن المسألة بالنسبة له شخصية اكثر منها وهو لا يدرك أن كل الوسطاء والمبعوثين رجعوا بخفي حنين في محلها؛ سيد كيري بإمكانك خداع الفلسطينيين وجلبهم الى طاولة المفاوضات وهذا ما نريده؛ لكن إياك أن تتعهد لهم بشيء، وقبل كل ذلك على اوروبا أن تتراجع عن موقفها الاخير، فالائتلاف الحكومي هدد بإفشال كل الجهود لعملية السلام؛ وكأن حال نتنياهو يقول؛ نحن لسنا بعجلة من أمرنا إذ لا نملك ما نعطيه للفلسطينيين؛ فهو ملك للشعب اليهودي ولكل الاجيال!!.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة