دير شبيغل :
وكالة الامن القومي الاميركية وسعت نشاطاتها حتى بروكسل، مشيرة الى انه "منذ اكثر من خمس سنوات" كشف خبراء امنيون في الاتحاد الاوروبي نظام تنصت على شبكتي الهاتف والانترنت للمقر الرئيسي لمجلس الاتحاد الاوروبي في بروكسل

دعا الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة إلى تقديم توضيح حول تقرير إخباري يتعلق بتجسس الاستخبارات الأميركية على هيئات تابعة للاتحاد الأوروبي، حسب ما قاله سفير الاتحاد الأوروبي لدى واشنطن اليوم الأحد.

وقال جواو فالي دي ألميدا، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر): "واجهت الحكومة الأميركية بتقارير صحافية حول الدخول على منظومات الاتحاد الاوروبي … وقد وعدتنا (الحكومة) بتقديم معلومات ونحن ننتظرها بتلهف. نحن نرغب في الحصول على توضيح".وكانت مجلة "دير شبيغل" الالمانية كشفت اليوم الاحد ان برنامج التجسس التابع لوكالة الامن القومي الاميركية استهدف ايضا الاتحاد الاوروبي، مستندة في معلوماتها الى وثائق سرية تمكنت من الحصول عليها جزئيا بفضل المستشار الاميركي السابق في هذه الوكالة ادوارد سنودن، الذي كان وراء المعلومات التي كشفت حول برنامج "بريسم" للوكالة نفسها.وقالت المفوضية الاوروبية في بيان "لقد اتصلنا فورا بالمسؤولين الاميركيين في واشنطن وبروكسل وواجهناهم بالمعلومات الصحافية. فردوا بانهم يحققون في صحة المعلومات التي نشرت امس وانهم سيردون علينا".من جهتها، طلبت وزيرة العدل الالمانية اليوم الاحد تفسيرات فورية من السلطات الاميركية ازاء الموضوع نفسه.

الجانب الاميركي
وقالت سابين لوثيسر-شنارينبيرغر في بيان "يجب على الجانب الاميركي ان يوضح على الفور وبالتفصيل اذا كانت هذه المعلومات الصحافية بشأن عمليات تنصت سرية غير مناسبة على الاطلاق من قبل الولايات المتحدة على الاتحاد الاوروبي، صحيحة ام لا".واضافت الوزيرة "ان اعتبار اصدقائنا الاميركيين، ان الاوروبيين بمثابة اعداء، امر لا يمكن تخيله".ومنذ مساء السبت، قال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولز "في حال تأكدت هذه المعلومات فانها فضيحة كبيرة وستضر كثيرا بالعلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة".وفي باريس، وصف رئيس الحزب الاشتراكي هارلم ديزير بـ "غير المقبول" هذا التجسس الاميركي في حال تأكد حصوله، في حين طالب زعيم حزب اليسار الراديكالي الفرنسي جان لوك ميلانشون بـ "الوقف الفوري للمفاوضات التجارية" بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة التي اطلقت منذ فترة قصيرة.ومن جنوب افريقيا، حيث يرافق الرئيس الاميركي باراك اوباما، اكتفى مساعد مستشار الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي بن رودس بالقول ان الاوروبيين "هم من بين الحلفاء الاكثر قربا" من الولايات المتحدة في مجال الاستخبارات، رافضا اعطاء تفاصيل اضافية.ونقلت مجلة دير شبيغل وثيقة تعود الى ايلول (سبتمبر) 2010 مصنفة "سرية للغاية" تشرح فيها وكالة الامن القومي الاميركية كيف كانت تتجسس على مقر بعثة الاتحاد الاوروبي في واشنطن.ولم يعتمد التجسس الاميركي على مايكروفونات زرعت في المبنى فحسب، بل ايضا على خرق للنظام المعلوماتي التابع للبعثة كان يتيح قراءة البريد الاكتروني والوثائق الداخلية.وتفيد هذه الوثيقة ايضا ان مقر بعثة الاتحاد الاوروبي في الامم المتحدة كان مراقبا ايضا بالطريقة نفسها، وان الاوروبيين كانوا يحددون على انهم "اهداف تجب مهاجمتها".

ملابسات قضية التجسس
واوضحت "دير شبيغل" ان وكالة الامن القومي الاميركية وسعت نشاطاتها حتى بروكسل، مشيرة الى انه "منذ اكثر من خمس سنوات" كشف خبراء امنيون في الاتحاد الاوروبي نظام تنصت على شبكتي الهاتف والانترنت للمقر الرئيسي لمجلس الاتحاد الاوروبي في بروكسل.وكان الاتحاد الاوروبي اكد عام 2003 اكتشاف نظام تنصت هاتفي على مكاتبه في العديد من الدول مثل فرنسا والمانيا واسبانيا وبريطانيا والنمسا وايطاليا.وكانت المايكروفونات تزرع في غرف المترجمين خلال بناء مبنى مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي في بروكسل عامي 1993 و1994، ومن الصعب معرفة ما اذا كانت "دير شبيغل" تشير الى هذه النقطة بالذات او الى شيء اخر.وبعد عشر سنوات من التحقيقات لم يتوصل التحقيق الذي قامت به السلطات القضائية البلجيكية الى اية نتيجة. وفي عام 2011 نددت "اللجنة ار" التي تشرف على اجهزة الاستخبارات البلجيكية بهذا التحقيق الذي جرى "بشكل فوضوي" كما اشارت الى ان "الهرمية في مجلس وزراء الاتحاد الاوروبي" لم تبد الحاحا لكشف ملابسات قضية التجسس هذه.ولا يزال المستشار السابق مع وكالة الامن القومي الاميركية ادوارد سنودن الذي سرب معلومات حول نشاطات تجسس هذه الوكالة عالقا في مطار موسكو الذي وصله من هونغ كونغ لان الولايات المتحدة الغت جواز سفره وتطالب بتسلمه بعد اتهامه بالتجسس.