"سياسة الخوف" كان موضوع المؤتمر الذي عقدته كلية "سبير" في النقب واستمر لمدة يومين، اشتملا على ندوات في موضوع الخوف من كافة جوانبه وتأثيره على المجتمع الإسرائيلي ودور الصراع في الشرق الأوسط، بتعميق مشاعر الخوف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وفي الندوة حول: "السياسة، الخوف والأمن" تحدث الأديب سلمان ناطور والدكتور حجاي رام- من جامعة بئر السبع والدكتور رؤوبين باز- الخبير في الشؤون الإسلامية من جامعة حيفا والدكتور دان شفطان- من جامعة حيفا والمعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة والتي قوبلت باستياء من المحاضرين وعدد كبير من الجمهور.
واختار الأديب سلمان ناطور، قراءة نص له بعنوان: نخاف على أنفسنا من أنفسنا، أكد فيه أن ما يخيف الإسرائيليين ليس السلاح العربي والفلسطيني، فإسرائيل دولة قوية عسكريا وسياسيا واقتصاديا ولكن الإسرائيليين يخافون على أساطيرهم العسكرية وقدسية الجنرالات وحبهم للديكتاتور الذي يسوقهم كالقطيع إلى الحرب وهم يهتفون للحرب بدلا من أن يعارضوها، وقال أيضا إن إسرائيل تملك ذروعا عسكرية تصل إلى كل مكان وهي تطور هذه الآلة العسكرية الضخمة وتنفق عليها على حساب حليب الأطفال وأما الشعب الإسرائيلي فبدلا من أن يخاف من هذه الآلة فهو يخاف عليها ولذلك يرعاها ويضحي من أجلها بكل شيء. وأنهى ناطور كلمته بما يسمى يوم الاستقلال وهو يوم نكبة الشعب الفلسطيني وروى عن لقاء الكاتب بشيخ فلسطيني زار في يوم الاستقلال/ النكبة بلده المهجرة وقال الشيخ : أخاف أن أموت قبل أن أعود الى بيتي. والتقى الكاتب في اليوم ذاته فنانا إسرائيليا يسكن في عين حوض قال الفنان: في هذا اليوم أنا لا أغادر البيت لأنني أعرف أن العرب يزورون بيوتهم المهجرة وأخاف أن يأتي صاحب البيت من المخيم. لا أعرف كيف أستقبله إذا جاء، هل أقدم له الشراب؟ أما إذا قال انه سيعود إلى بيته فسأقول له: روخ من هون!
وأنهى ناطور كلمته بقوله: هذا هو مصدر الخوف الإسرائيلي، الخوف من أن يكون إنسانيا بكل معنى الكلمة، ويبدو، اسرائليا"، أن "الحياة مع خوف بلا إنسانية أسهل من الإنسانية بلا خوف"!