إبراهيم جبارين:

لم نجتمع بتاتًا على ما يغضب الله أبدًا فما عرفتهما إلّا شابين من خيرة شباب مدينتنا رحمة الله عليهم وأدخلهم فسيح جناته

مركبة الشرطة حاولت أن تغلق علينا الطريق كي تقوم بتفتيش السيارة فشعرت بالهلع انا وصديقيّ رحمهم الله وقمت بمحاولة الهرب منها إلّا أنّها أصرّت على مطاردتنا حتى حدث ما حدث

فارق الشّابان عبادة وأنس جبارين الحياة قبل ثلاثة أسابيع في حادث طرق مؤلم، لم ولن يغيب عن بال أهالي مدينة أم الفحم، خصوصًا بأن الشّابين معروفين بأخلاقهما الحميدة وحبهما وإلتزامهما للآخرين. وقد أكّد العديد من أهالي ام الفحم في تصريح أنّ مطاردة الشرطة لهم هي السبب الرئيسي بالحادث، لكن الشرطة في وقته كانت قد أصدرت بيانًا مؤكدةً عدم وجود أية مطاردة للشبان خلال الحادث، علمًا أنّ سائق السيارة إبراهيم جبارين ما زال حتى الآن يستصعب تصديق ما جرى، ولكن حديث الناس والإشاعات التي أثيرت حول وفاتهما ألزمته أن يخرج ويتكلم على ما جرى من لحظة وقوع الحادث حتى لحظة زيارته لأضرحة صديقيه.

وقال الشاب إبراهيم جبارين بالخطأ:" أعترف أنّ ما أقدمنا عليه هو خطأ وما كان علينا أن نقود مركبة بدون رخصة، إلّا أنّ كل ما ذكرته الشرطة عارٍ عن الصحة، فبعد أن قمنا بشراء بعض الأغراض من إحدى محلّات الـ 24 ساعة في مدينة أم الفحم، وأثناء طريقنا بالعودة، قمت بالتبديل مع صديقي لأقود السيارة وإذ بمركبة شرطة تحاول أن تغلق علينا الطريق كي تقوم بتفتيش السيارة فشعرت بالهلع انا وصديقيّ رحمهما الله، وقمت بمحاولة الهرب منها إلّا أنّها أصرّت على مطاردتنا حتى حدث ما حدث".

خيرة الشباب
وأردف الشاب إبراهيم جبارين قائلًا :"أنا أؤمن بقضاء الله وقدره، إلّا أنّ الشرطة هي أيضًا مسؤولة عمّا جرى، وقد قامت بمطاردتنا". في الوقت نفسه فقد تحدّث إبراهيم عن أصدقائه المرحومين أنس وعبادة وقال:" لقد عرفتهما منذ الصغر طلاب للمساجد ولحلقات الذكر، فقد تعرّفت بهما في المسجد، وإنطلقت صداقتنا من هناك، لقد كنّا نتسابق على حفظ القرآن الكريم، وعلى أداء الصلاة في جماعة، فقد كانت كافة جلساتنا جلسات ذكر وصلاة، ولم نجتمع بتاتًا على ما يغضب الله أبدًا فما عرفتهما إلّا شابين من خيرة شباب مدينتنا، رحمة الله عليهم وأدخلهما فسيح جناته".

صاعقة الحادث
من جانبه أشار طالب جبارين، وهو والد إبراهيم جبّارين، الى أنّ الحادثة وقّعت عليه وعلى العائلة وكل من عرف هؤلاء الشباب كالصاعقة، وأنّ عبادة وأنس هما أيضًا أبنائه، تربّيا مع إبنه، لم يكن يفرّق بينهما أبدًا، داعيًا الله أن يدخلهما فسيح جناته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان على هذا المصاب الجلل. 

تعقيب الشرطة
هذا وقد كانت الشرطة عن طريق الناطق بلسانها قد اصدرت وردت وعقبت عدة مرات سابقًا في بيانات لها عدم وجود أية مطاردة شرطيّة للشباب خلال الحادث المروّع.