الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 21 / مايو 14:02

الموقع الجغرافي عامل لإتمام فريضة الصيام/طارق بصول

كل العرب
نُشر: 19/07/12 13:14,  حُتلن: 14:16


بسم الله والحمد لله الذي أتم علينا فريضة الصيام من اجل الاكثار من الطاعات والتقرب الية، والصلاة والسلام على عبده ورسوله سيدنا محمد الذي علمنا كيف نتقرب الى الله:
قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ) (البقرة-185)
نهنئ الامة الاسلامية بقدوم شهر رمضان المبارك الذي عاد مليئاَ بالحسنات والمغفرة والتوبة الى الله سبحانه وتعالى,هذا الشهر فرصة لكل مسلم يغتنمها من اجل زيادة ميزان حسناته.
عاد شهر رمضان هذه السنة وموجة حر تسود البلاد والحديث السائد بين الناس هو مدى استطاعة بني البشر اتمام فريضة الصيام في هذا الحر الشديد . منهم من يتمنى لو أنة يعيش في إحدى القطبين (شمالي او جنوبي) ليتم الفريضة بعدد ساعات اقل وطقس بارد وأخر يتمنى لو أن رمضان فقط في الشتاء.
في هذا المقال سوف نبحث بمدى تأثير الموقع الجغرافي الذي يعيش فيه الإنسان لتأدية فريضة الصيام دون ان يتأثر من الجو الحار وعدد ساعات أطول. قبل ذاّلك لا بد لنا من التطرق بلمحة بسيطة وسريعة لأسباب تغير عدد ساعات الصيام من عام لأخر.
ألشبكة الجغرافية للكرة الأرضية مكونة من خطوط طول وخطوط عرض . في هذا المقال لم نتطرق لخطوط الطول ونكرس قدر الامكان لأهمية خطوط العرض المسببة الاساسية لازدياد عدد ساعات النهار خلال ايام الصيف وكون شهر رمضان هذه السنة يتصادف مع ايام الصيف فساعات الصيام سوف تكون اكثر.
تقسم خطوط العرض بالشبكة الجغرافية إلى قسمين , 90 خط عرض شمالي خط الاستواء و-90 خط عرض جنوبي خط الاستواء.الخطوط الأكثر أهمية بين خطوط العرض هما خط عرض 23.5 شمال (السرطان) و 23.5 جنوب (الجدي) فبواسطتهم تحدد فصول السنة ألأربعة , بحيث تتنقل الشمس بين هذين الخطيين على مدار السنة وعندما تتواجد الشمس على مدار ألجدي خط 23.5 جنوب (اي انها تشرق وتغرب بخط عامودي على نفس الخط) يبدأ فصل الشتاء في القسم الشمالي ويكون التاريخ بذاَلك اليوم 12-22 وهو اقصر يوم في السنة شمال الاستواء وأطول يوم في السنة بالقسم الجنوبي. والعكس صحيح عندما تتواجد الشمس على خط عرض 23.5 شمال (سرطان) 6-21 فيكون اليوم الاول من فصل الصيف وهو أطول يوم في السنة في القسم الشمالي.وفقاً لذاَلك فان عدد ساعات النهار في فصل الصيف (شمال خط الاستواء) تكون اكثر كّون الشمس تشرق مبكراً وتغرب متأخرة.

إذاً بعد معرفة سبب اختلاف عدد ساعات الصيام من سنة لأخرى نعود لتأثير الموقع الجغرافي على فريضة الصيام. وقفا للشريعة الإسلامية سن البلوغ الذي يلزم بة الصبي الصيام هو 10 سنين حسب ما حدده العلماء بالاستناد على حديث النبي صلى الله علية وسلم (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ : عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ ) رواه أبو داود . هذا العمر لم يتم اختياره عشوائياَ أو مجرد رقم,بل له أهمية بتأقلم الإنسان ونمو جسمه بشكل يلاءم البيئة التي يعيش فيها من درجة الحرارة منخفضة او مرتفعة.الأمر الذي يهيئه قبول كل التغيرات التي تطرأ علية دون تأثير. بمعنى أخر يتطبع الإنسان للموقع الجغرافي الذي ولد فيه من خلال فترة زمنية محددة ويصبح ذات فدرة لتحمل التغيرات التي تحيط فيه دون أي عائق. هذه النظرية وضعها سيد البشرية سيدنا محمد علية أفضل الصلاة والسلام , واعتمد علية جميع العلماء والمفكرين الغرب مثل (ماركس اريكسون وفرويد ) حيث تشير أبحاثهم الى مدى أهمية الموقع الجغرافي والبيئة التي يعيش فيها الإنسان على نمو جسمه وتأقلمه (הסתגלות) مع التغيرات التي تحدث على بيئته.بالتحديد بعد سن العاشرة.
الموقع الجغرافي والبيئة المحيطة للإنسان تعد من أهم العوامل المأثرة على نمو جسمه من خلال التأقلم مع الموقع الجغرافي الذي ولد فيه , هذه النظرية تطرق لها سيد البشرية ومن ورائه مفكرين وعلماء الغرب.موجة الحر التي تسود البلاد وازدياد عدد ساعات الصيام ليس عائق للقيام بفريضة الصيام ألمباركة , فكيف يمكن أن نفسر صيام الشعوب الإفريقية التي تعيش بمنطقة الاستواء ذات طقس حار كل ايام السنة وعدد ساعات صيام اطول.

للختام : لا يوجد مانع للصيام سوى لمن أجازة له النبي علية الصلاة والسلام كالمريض والمسافر وغيرهم. أما بالنسبة للحر فقد بينا أنة ليس عائق وبقي عامل الإرادة التي تنبع من الأيمان والإيمان ينبع من ذكر الله عز وجل. رفعت الأقلام وجفت الصحف.
والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد المعلم والمفكر للبشرية جمعاء.

(ماجستير في الجغرافيا والدّراسات البيئيّة)
 
موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة