الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 14:02

اربع وستون وما زال../ بقلم: د.إحسان هنية

كل العرب
نُشر: 26/04/12 19:02,  حُتلن: 13:22

د.إحسان هنيه في مقاله:

لن يسكت شبابنا وشعبنا عن حقّهم في احياء الذكرى التي سلبت أرضهم فيها وقتّل أبناء جلدتهم وأقربائهم وأهلهم فيها

لم يكتفِ الصهاينة بتلك النكبة بل يحاولون اليوم إحداث نكبه جديده على هذه الأرض الطاهرة مثل المخططات التي تُحاك ضد أهلنا في النقب 

 
الذكرى تُعد أكبر حادثة سرقه للتاريخ والحضارة والأرض والمقدسات في التاريخ على أرض فلسطين وهذه الأرض إثبات قاطع وصريح على أن هذا الشعب لن يموت وهذه الذكرى لن تُنتسى حتى ولو بعد آلاف السنين

في هذه الايام يحيي العالم الذكرى الرابعة والستين لنكبة الشعب الفلسطيني وتهجيرهم واغتصاب أرضهم ومقدساتهم ، هدم القرى وتهويد المدن، راهن الصهاينة منذ تلك الأيام أن ذكرى النكبة لن تستمرّ إلّا لوقت محدود، وبعد سنين سوف يأتي جيل جديد يتربّى في أحضانهم ويسمع كلامهم ويسير على خطاهم من العرب الباقين على هذه الأرض وحينها سوف تُنسى هذه الذكرى ولن تقوم لنا قائمة بعدها، هذا ما اعتقدوه في تلك الايام ، لكنهم وجدوا حقيقة مغايرة تماما لما اعتقدوه، فوجدوا أن تلك الذكرى تزيد هذا الشعب اصرارا وثباتا وأكثر تمسّكا في أرضهم ودفاعا عنها عاما بعد عام ، وأصبحت هذه الذكرى تُخيفهم وتهددهم ، فلم يجدوا مفرّا بأن يخضعوا للواقع وأخذوا يبحثون في حلّ لهذه الأزمة، فأصدروا قانونا بمنع إحياء هذه الذكرى وأن كل من يحتفل بها سوف يعاقب كمخالف للقانون ، فهل لنا أن نسكت !؟ هل لنا أن ننسى !؟ هل لنا أن نسامح!؟

احياء الذكرى
لا والله ، وبرغم كل هذا لم ولن يسكت شبابنا وشعبنا عن حقّهم في احياء الذكرى التي سُلبت أرضهم فيها وقتّل أبناء جلدتهم وأقربائهم وأهلهم فيها ،الذكرى التي ارتُكبت فيها افظع المجازر ، الذكرى التي تُعد أكبر حادثة سرقه للتاريخ والحضارة والأرض والمقدسات في التاريخ على أرض فلسطين ، فرُفعت أعلام فلسطين في كل المدن والقرى إحياءً لهذه الذكرى ووفاءً وولاءً لهذا الوطن وهذه الأرض وإثباتا قاطعا وصريحا على أن هذا الشعب لن يموت وهذه الذكرى لن تُنتسى حتى ولو بعد آلاف السنين.

نكبة أخرى

أربع وستون وما زال المهجّرون يؤمنون بأنهم سيعودون في يوم من الأيام ليفتحوا أبواب بيوتهم في بئر السبع ويافا وحيفا وعكا وطبريّا ، ما زالوا يحتفظون بمفاتيحهم وما زالوا يحفظون الطريق إلى بيوتهم،  ما زالوا يحفظون أسماء الشهداء على هذه الأرض الزكيّة الطاهرة ويحفظون قصصهم ويحكون الحكايا لأطفالهم ويقصّون عليهم قصص الأبطال في ذلك الزمان مثل عزّ الدين القسّام وفؤاد حجازي ومحمد فرحات وغيرهم كثير .. أربع وستون من الصبر والتأنّي وما زالوا يؤمنون بأن حق العودة لا عودة عنه. لم يكتفِ الصهاينة بتلك النكبة بل يحاولون اليوم إحداث نكبة جديدة على هذه الأرض الطاهرة في حق أهلنا في النقب الصامد ، تُحاك ضدّهم المخططات ليل نهار ، تُهدم بيوت ليل نهار ،  مصادرة أراضٍ وإتلاف محاصيل.كل هذا من أجل أن يمحوا الوجود العربي الفلسطيني في داخل اسرائيل ويخضع كل من على هذه الأرض تحت إمرتهم ، لكن ها هم الشباب أبناء هذه الأرض، مَن أكلوا مِن خيرات هذه الأرض وشربوا من ينابيعها ومائها وتنفّسوا هوائها يتصدّون ويقولون وبصوت عالٍ، صوت يخترق السماء ويُلجلج الأرض من تحت أقدامهم "لن نسمح بنكبة ثانية، هذه أرضنا وهذا عرضنا ، ومن لم يعجبه كلامنا فليعد من حيث جاء أو ليذهب إلى حيث يشاء، إنّا ها هنا باقون إمّا أن نكون عليها بكرامه أو نكون فيها بكرامة" . فلسطين عيني وعيني تبكي لما فيها .. فلسطين قلبي وقلبي يحكي مآسيها .. فلسطين قصّة تبسّم التاريخ لحاكيها .


 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة