عضو الكنيست عفو إغبارية: العنصرية تبدأ في الحكم وفي السياسة!

عضو الكنيست شلومو مولا: حزب يسرائيل بيتينو أكثر الأحزاب عنصرية!

الإعلان عن إنطلاق حملة الائتلاف لمناهضة العنصرية وشوتفوت - شراكة لمحاربة العنصرية!

الحالات الموثقة في التقرير هي فقط الحالات التي وصلت إلى الإعلام أو تلك التي عالجتها المؤسسات في ائتلاف مناهضة العنصرية

سالم الوقيلي: العنصرية بالنسبة لي هي أن الحكومة تمنح المواطنين اليهود امكانيات أن يبنوا مزارع واسعة في النقب تتبع لشخص واحد بينما تمنع قرى كاملة تقع على الطرف الآخر من الشارع، من الاعتراف ومن أبسط الخدمات كالمياه والكهرباء

عرض صباح أمس الثلاثاء 20 آذار 2012، الائتلاف لمناهضة العنصرية في اسرائيل تقرير العنصرية السنوي، والذي يستعرض حالات العنصرية تجاه أقليات في البلاد في شتى المجالات سنويا، ويعرض حالات العنصرية ضد العرب، الشرقيين، القادمين من اثيوبيا، اللاجئين والعمال الأجانب. وتم ذلك في مؤتمر ضد العنصرية تحت عنوان "التمييز والعنصرية في التربية والتعليم والإسكان" بمبادرة من الائتلاف لمناهضة العنصرية واللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية والمجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها وضمن حملة إعلامية لمناهضة العنصرية بالتعاون مع شوتفوت – شراكة.

 

وقد تولت عرافة الجلسة الفنانة أمل مرقس والفنان الأثيوبي الأصل شاي بيدو. أول المتحدث كان عضو الكنيست د. عفو اغبارية الذي يرأس اللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية والذي يضم 12 عضوا حتى الآن. تلاه رئيس اللوبي أيضا عضو الكنيست شلومو مولا، في حين استعرض المحامي نضال عثمان – مدير الائتلاف لمناهضة العنصرية في اسرائيل، معطيات من تقرير العنصرية للعام 2012، والذي يغطي الفترة بين 15 آذار 2011 وحتى 15 شباط 2012، أي 11 شهرًا، 510 حالة وحادثة. هذه هي الحالات الموثقة فقط، وبطبيعة الأمر فإنّ هذه الأرقام لا تشمل كافة التعابير الفعلية للعنصرية في العام الأخير. الحالات الموثقة في التقرير هي فقط الحالات التي وصلت إلى الإعلام أو تلك التي عالجتها المؤسسات في ائتلاف مناهضة العنصرية. كما يشتمل التقرير على مقارنة متعدّدة السنوات لتوثيقات الائتلاف، وهي مقياس قائم بحد ذاته، يمكنه التدليل على الفوارق بين السنوات، وعلى الارتفاع الحاصل في حالات العنصرية، لكنه لا يؤشر على الكم غير المعروف من الحالات العنصرية التي وقعت في إسرائيل. وتقديرنا هو أن ثمة عشرات الحالات التي لم تصل إلى الإعلام أو إلى المؤسسات الشريكة في الائتلاف.

حرية النشاط السياسي
ويتضح من التقرير أنه شهد العام الماضي 60 حالة عنصرية من منتخبي جمهور وقادة رأي عام، 37 حالة مس بحرية النشاط السياسي لقيادة الجمهور العربي مقارنة مع 73 في العام المنصرم، 13 حالة مسّ بالمشاعر الدينية مقارنة بـ26 شهدها العام السابق، 155 حالة عنصرية من مؤسسات الدولة ومصالح تجارية ومؤسسات خاصة وعامة، 22 حالة عنصرية بين مواطنين مقارنة مع 68 شهدها العام المنصرم، 63 حالة عنصرية من أذرع الأمن (الشرطة) ما شكّل ارتفاع مقارنة مع العام المنصرم، 37 حالة عنصرية في المؤسسات التربوية والأكاديمية، 55 حالة عنصرية في الرياضة وهو ارتفاع نسبة لـ21 من العام الماضي، 12 حالة عنصرية في الإعلام باللغة الروسية مقارنة بـ32 في التقرير الماضي.

مناهضة العنصرية
ويثبت تقرير العنصرية 2012، والذي أعدّ لمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنصرية، مجددًا، أننا نعيش في واقع مشبع بالعنصرية، لكن طالما أنها موجّهة للآخر، فيمكن تجاهلها.
نعمل في ائتلاف مناهضة العنصرية سنويًا على جمع وتصنيف الحالات العنصرية التي وثقت في البلاد، من شهر آذار في السنة الماضية وحتى شهر آذار في تلك التالية. تتضمن الحالات الموثقة في التقرير ما وصل إلى الإعلام أو الحالات التي عالجتها المؤسسات في ائتلاف مناهضة العنصرية، والتي تمثل و/أو تعمل من أجل مجوعات مختلفة من الجمهور: العرب، الشرقيين، الأثيوبيين، الناطقين بالروسية، ومهاجري العمل.

ارتفاع في هدم البيوت
وأكد عثمان أن من أبرز أحداث هذا العام المساس العنصري بالحق في المسكن، والذي انعكس في ارتفاع ملحوظ في هدم بيوت المواطنين العرب، وفي عدم تأجير الشقق للعرب والإثيوبيين، وفي إخلاء خيم فاقدي السكن، ومعظم المقيمين فيها شرقيون من أحياء وبلدات الفقر والضواحي الاجتماعية، بما في ذلك أحياء جنوب تل أبيب و"هتكفا" و"كفار شاليم". كما أشار الى أن "أدى بنا الارتفاع الكبير في الحالات العنصرية في المؤسسات التربوية والأكاديمية إلى إضافة فصل جديد خاص بها. إنّ التهجّم العنصري من مسؤولي جهاز التربية التعليم في المدارس والسلطات المحلية يستوجب عملا من قِبل الحكومة ووزارة التربية والتعليم. إن مثل هذه الحالات، والتي حدثت هذا العام في "بيت شيمش" و"نتانيا" وغيرها تستوجب تدخلاً حكوميًا، إلا أنّ من يقوم بهذا العمل هو جهات في المجتمع المدني وأعضاء كنيست كمحمد بركة ودوف حنين وعفو اغبارية وحنا سويد، الذين قدّموا مشروع قانون "حقوق الطالب" (تعديل – المساواة والشفافية في القبول لمؤسسة تربوية)، 2009".

المتحدثون
كما تحدث خلال المؤتمر كل من أعضاء الكنيست، أحمد طيبي، دانيئيل بن سيمون، طلب الصانع، غالب مجادلة، وسعيد نفاع، وحضره أيضا أعضاء الكنيست محمد بكرة ومسعود غنايم ونيتسان هوروفيتس.
من بين المتحدثين كانت أيضا دوريت أبراموفيتش، من شوتفوت شراكة التي تحدث عن الحملة الاعلامية العملاقة التي يطلقها قريبا الائتلاف لمناهضة العنصرية بالتعاون مع شوتفوت- شراكة، مشددة أن الاحداث العنصرية الكثيرة التي شهدتها الاعوام الأخيرة لا تطاق ويجب محاربة ظواهر العنصرية على شتى الأصعدة!!

مبعوثة الاتحاد الأوروبي تشدد على ضرورة اللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية
وتحدثت ليفيا ستيلا مبعوثة الاتحاد الاوروبي الى اسرائيل عن النشاطات التي ينفذها الاتحاد الأوروبي لمحاربة العنصرية والمشاريع التي يدعمها، ومن بينها الائتلاف لمناهضة العنصرية، مشددة على أهمية هذا المشروع والانجازات التي يحققها بالتعاون أيضا مع اللوبي البرلماني لمناهضة العنصرية والذي حقق إنجازات كبيرة في تغيير نص العديد من اقتراحات القوانين العنصرية لتصبح أقل عنصرية، ومواصلة محاربته للعنصرية في أروقة بيت التشريع الاسرائيلي – الكنيست، والذي شهد العام المنصرم 35 اقتراح قانون عنصري مما شكّل ارتفاع نسبة للعام الذي سبقه (24 اقتراح قانون عنصري)، كما أشادت بضرورة التنسيق بين العمل المؤسساتي لمناهضة العنصرية، الاجتماعي والبرلماني..

تشجيع الطلاب على النقاش حول العنصرية
كما تحدث سالم الوقيلي من المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، د. ايتسيك سبورتا – باحث في مجال علاقات العمل وعدم المساواة الاقتصادية ومدير موقع "هعوكيتس"، بالاضافة الى ياعيل بن ييفت – مديرة القوس الديمقراطية الشرقي التي تحدثت عن العنصرية تجاه الشرقيين، مؤكدة أن حتى الطلاب الذين يتواجدون في جهاز التربية والتعليم يتقبلون الاختلاف بين الطلاب شتى من أصول مختلفة، وأن اليوم (الأربعاء) هو يوم مناهضة العنصرية العالمي، وأنه يجب على وزارة التربية والتعليم تشجيع الطلاب على النقاش حول العنصرية في البلاد!
وتحدث ايضا كل من ايتسيك دسا – مدير جمعية تيبيكا للقادمين الجدد من اثيوبيا، المحامية عنات هوروفيتس من المركز اليهودي التقدمي، الحاخام ميخائيل ريفكين مدير مؤسسة موراشتينو وعضو الائتلاف، وعاطف معدي – مدير لجنة متابعة قضايا التعليم العربي والذي أشار في استعراضه لمعطيات جمعتها اللجنة الى مدى العنصرية والتمييز تجاه الطلاب العرب في جهاز التعليم.
كما تحدثت كيرن شيمش برلموتر – مديرة جمعية ايتاخ – معكِ عن العنصرية تجاه النساء العربيات واليهوديات في المجتمع الاسرائيلي، بينما تحدث الطالب جابرئيل منصور عن العنصرية تجاه الطلاب العرب في كلية صفد.

اغبارية: العنصرية تبدأ في الحكم والسياسة!
من جهته أكد د. عفو اغبارية: "عنوان المؤتمر هو العنصرية في التربية والتعليم والإسكان، ولكننا نعرف أن العنصرية تجاه المجتمع العربي تتعدى مجالي التربية والتعليم والإسكان، فالبلدات العربية تفتقر لمخططات بناء ولا تنجح البلدات في توسيع مسطحات البناء بسبب البيروقراطية وكذلك بسبب السياسة العنصرية من قبل الحكومات المتوالية، وبشكل خاص هذه الحكومة".
وتابع: "كما أننا نعلم بالمشاكل التي يواجهها الجماهير اليهودية في مجال الاسكان وكذلك الجماهير الأثيوبية، وهذا العام شهدنا منع إيجارهم بسبب لون بشرتهم. العقبات كثيرة، وهي نتاج الحكومات المتوالية، لدرجة أنه ينقص اليوم أكثر من 9000 غرفة تعليمية في المجتمع العربي، وكذلك العوائق الكثيرة في وجه الطلاب العرب في القبول لمؤسسات التعليم العالي، وقد يكون الحدث الأبرز هو عدم تأجير الشقق للطلاب العرب في كلية صفد بتوصية من الحاخامات العنصريين هناك. ولم نشهد رد الحكومة ضد هذه الظواهر ولا حتى استنكار الحاخامات الذين هم موظفو حكومة لهذه الظاهرة. نحن نقول أن العنصرية تبدأ في الحكم وفي السياسة، هذه السياسة والقوانين العنصرية في هذه الحكومة هي أساس التحريض للعنصرية وترجمتها على أرض الواقع في المجتمع"!.
وأضاف: "في الحراك الاجتماعي الأخير في الصيف، شاهدنا كيف يتضامن جميع الشرائح المجتمعية شتى التي تعاني العنصرية الحكومية، في تل أبيب، وحيفا، وبئر السبع وكل مكان، هذا الضمان الوحيد لنبذ العنصرية، أن يناضل المواطنون لأجل المساواة الكاملة بين المواطنين. فدولة لا تتم فيها المساواة بين المواطنين لن تصبح ديمقراطية ابدا"!!

مولا: هناك ظاهرة عنصرية تدعى "يسرائيل بيتينو"!
اما عضو الكنيست شلومو مولا فقال: "حاخام عنصري يتوفه بتصريحات عنصرية تجاه الجماهير العربية ويصدر فتوى بعدم ايجار الشقق للعرب يجب أن يقدم للمحاكمة، ولكن هذا الامر لم يتم، بل وأن الكنيست رفضت قانونا يمنع التفوهات العنصرية كهذه!!! هناك ظاهرة تدعى حزب "يسرائيل بيتينو" هذه ظاهرة غريبة من نوعها ويجب محاربتها، هذا حزب عنصري كليا... ومثال على ذلك أن هذا الحزب يطلب ألا إلغاء لجنة عضو الكنيست أحمد طيبي التي تعمل على دمج المواطنين العرب في سلك الدولة والمكاتب الحكومية! برأيي هذا الأمر هو عنصري بحد ذاته!! لا أتفق مع الطيبي بكل شيء، ولكن واجبنا هو أن ندعو الجمهور الى هنا وأن ندافع عن حقوق الأقليات كاملة.

تقليص الميزانيات
هذا الحزب يدعو أيضا لتقليص ميزانيات القادمين الجدد من اثيوبيا، وتحدد تقليص حوالي 13 مليون من ميزانية الجماهير الأثيوبية، هذا الامر غير معقول.. أنا سعيد بالتعاون بين الأثيوبيين والعرب وبقية المجتمعات في اسرائيل، فالعنصرية ظاهرة تمس بالانسان، ولا يهمني لغة المواطن، عربية أو عبرية، ولذلك أشكركم على هذا العمل الجبار الذي تقومون به بشكل يومي".
وقال عضو الكنيست د. أحمد طيبي: "هل تعتقدون أن الشرطة تتعامل مع عملية قتل في أم الفحم كما تتعامل مع عملية قتل في كفار سابا؟ كلا!! لذلك فإن الشرطة لا تعمل ما يجب أن تقوم به بكل ما يخص العنف والسلاح في المجتمع العربي".

العنصرية!
أما سالم الوقيلي فأكد في مداخلته: "العنصرية بالنسبة لي هي أن الحكومة تمنح المواطنين اليهود امكانيات أن يبنوا مزارع واسعة في النقب تتبع لشخص واحد، بينما تمنع قرى كاملة تقع على الطرف الآخر من الشارع، من الاعتراف ومن أبسط الخدمات كالمياه والكهرباء"!.
بينما نوّه د. ايتسيك سبورتا: "مظاهر العنصرية المطبعة داخل المناهج والمؤسسات الحكومية، ليست جديدة، فهذه المؤسسات أقامها قادمون جدد يهود من اوروبا، بعضهم كانوا عنصريين وبعضهم الآخر وطنيين.. يمكنكم رؤية ذلك بوزير التربية بن تسيون دينور، الذي حصل على جائزتي اسرائيل، وقال بكل وضوح أنه في اسرائيل ثلاثة مجتمعات، ولم يتطرق للعرب بتاتا، بالنسبة له ليسوا قائمين، وقال أنه هناك الأوروبيون القادمون من المانيا وأوروبا الغربية، وهناك الأوروبيون الشرقيون الذين بالنسبة له هم 100 سنة الى الوراء، وهناك اليهود القادمون من الدول العربية – الشرقيين الذين بالنسبة له هم متخلفون بـ 300 سنة، لذلك العنصرية متشرشة في مؤسسات الدولة"!.
أما مدير جمعية تيبيكا للأثيوبيين ايتسيك دسة فقال: "رئيس الحكومة الذي يعرف العنصرية عن كثب، لن يفهم معنى أن تكون ضحية لها الا اذا اختبرها على جلده!! وزيرة القادمون الجدد لا تخدم مصالح الجماهير الاثيوبية بتاتا، بل وتعمل على تقليص ميزانياتها.. فعندما لا يستنكر رئيس الحكومة مظاهر عنصرية تجاه مجموعة كاملة، وعمليا هو بالتالي يدعم العنصرية بنفسه"!.