مرت ثلاثة أشهر على الأحداث الدامية في قرية اليقيعة والتي خلالها أصيب العديد من شبان القرية في المواجهات مع قوات الشرطة بحيث دخل القرية في ساعات الليل المتأخرة مائتي شرطي لكي يعتقلوا الشباب اللذين حسب ادعاء الشرطة حرقوا شاحن الأنتينة الهوائية في القرية.

 ومن بعد هذه الأحداث أغلبية السكان اليهود في القرية هجروا وسكنوا في أماكن أخرى، وأكثر المتضررين من هذه الأحداث هم المحلات التجارية في القرية وسكان القرية التي تعتمد كثيرا على السياحة، بحيث السواح قبل الأحداث كانوا يقدمون للبقيعة ويملؤون البلدة بروح تجارية كبيرة لكن اليوم القرية تقريبا خالية من السواح والأماكن التجارية، تعاني من وضع سئ جدا، في جولة لمراسل موقع العرب في القرية التقى مع عديد من سكان القرية وأصحاب الأماكن التجارية اصغ لأرائهم بالنسبة لهذا الوضع، بداية الجولة كانت في "فندق البقيعة" والذي تم بنائه قبل 5 سنوات وهناك تم الحديث مع صاحب الفندق جمال خير والذي قال: "قبل الأحداث السياحة كانت قوية جدا، وخاصة لدى الوسط اليهودي، 95% من زبائن الفندق هم من الوسط اليهودي لكن بعد الأحداث هبطت نسبة السواح بصورة كبيرة جدا وفقط للمقارنة في الموسم المنصرم بنفس هذا التاريخ نسبة الحجز في الفندق كانت 25% واليوم هي فقط 3%، الأسباب لذلك هي الدعايات المشينة التي بثها اليمين المتطرف عن البقيعة وبذلك منعوا الزوار اليهود من القدوم للبقيعة، في هذا الفترة، حاليا  نأمل أن يرجع الوضع كما كان وأتمنى أن تعود الحياة الطبيعية للقرية ونأمل أن يعودا ويزورونا السواح وخاصة من الوسط العربي لكي يعوضوا الأضرار التي حصلت لنا، فنحن نعمل جاهدين لاستقبال جميع الزوار وننظم أيام ترفيهية للوسط العربي".

تلاه زرنا مطعم المناقيش والزعتر المشهور "مخبز ريا" والذي يقع في مدخل القرية وهناك التقى مراسل العرب مع صاحبته هدى درويش والتي قالت:"قبل الأحداث الوضع كان رائع والمطعم كان دائما يغص بالزائرين وخاصة اليهود واللذين كانوا يقدمون من شتى أنحاء البلاد لكن اليوم الوضع سئ للغاية وقليل من الزوار يقدمون للمطعم ، فنحن نعتمد على السياحة وبدون السواح لا نستطيع أن نستمر بشغلنا كما كان".

بجانب مطعم "مخبز ريا" تواجد يوسف خير صاحب حانوت "مركز السياحة"، حانوت كبيرة تبيع مذكرات سياحية عن القرية وعديد من الأشياء الرائعة للسواح التي يشتروها عند زيارتهم للقرية وقال لنا يوسف: "لا شك أن الأحداث أثرت بشكل كبير على الحركة السياحية بالقرية وأحد الأسباب لذلك هو التحريض العنصري على سكان القرية من قبل الوسائل الأعلام العبرية، حسب رأي أذا أستمر هذا الوضع في القرية فستغلق العديد من المحلات التجارية في القرية وسوف تخسر قرابة ال 50-60 عائلة مصدر رزقها".

في نهاية الزيارة وصلنا الى ساحة العين في البلدة وهي الساحة المركزية التي تجمهر بها سكان القرية وقت الأحداث الدامية وهناك شاهدنا العديد من شباب الجيل الصاعد واللذين يجلسون ويتحدثون عن الحياة اليومية الصعبة وما زالت الأحداث عالقة في ذهنهم ولم ينسوها، وفي حديث مع الطالب سلمان رضوان ابن ال 15 ربيعا يقول: "الوضع في القرية هو صعب جدا ،اليهود يخافوا من زيارة القرية والأحداث أثرت كثيرا علينا".