الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني تنظر بعين الحذر إلى السياسات الرسمية وغير الرسمية فإنها أول الأمر تتوجه إلى كل من يتحمل أدنى أنواع المسؤولية من أبناء الداخل الفلسطيني أن يرتفع عنده منسوب الحذر والأمن والحيطة

نفذت عناصر فاشية من رعاع المستوطنين والمتعصبين حملة على مقابر للمسلمين والمسيحيين في مدينة يافا أواخر الأسبوع المنصرم ، وذلك في سياق حملة مسمومة على أوقافنا ومساجدنا ومقدساتنا تخللتها حملة يقودها متطرفون يطالبون بمنع الأذان في البلاد ويعملون على جمع 200 ألف توقيع تحت عنوان "نريد هدوءا في الشرق الأوسط" ، وما من شك أن وتيرة الاعتداءات تزداد يوما بعد يوم على مقدساتنا في ظل عجز السلطات المختصة عن ملاحقة هؤلاء المتطرفين وفي ظل وجود حماية أيديولوجية لهم بين صفوف الأجهزة الأمنية والسياسية في البلاد .

وهذا كله جزء من مسيرة العنصرية التي أمسكت بلباب المؤسسة الإسرائيلية منذ قامت على أنقاض شعبنا الفلسطيني تتجلى بعض جوانبها فيما ذكرناه في هذا السياق وبعضها الآخر في تقليص الميزانيات وثالثها في التحريض على قيادات العرب في الداخل وكان آخرها إخراج السيد سامر قاسم احد المعدمين من مدينة يافا ممن من لم يجد لها بيتا يؤويه فأوى إلى الخيام ، فلما حلت أوى إلى بيت مهجور لتمنعه شرطة إسرائيل من الإيواء الى هذا البيت وليلقى الطرد والضرب والامتهان والاعتداء عليه وعلى أفراد أسرته من قبل شرطة يافا ، وكأنها خطة محكمة تلك التي تستهدفنا يشارك فيها الجميع بإيقاع موزون هدفه الأساس ترحيلنا عن أرضنا ووطننا وبلادنا .

السياسات الرسمية
إن الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني إذ تنظر بعين الحذر إلى السياسات الرسمية وغير الرسمية فإنها أول الأمر تتوجه إلى كل من يتحمل أدنى أنواع المسؤولية من أبناء الداخل الفلسطيني أن يرتفع عنده منسوب الحذر والأمن والحيطة ، وان يكون على يقين أن ماكينة العنصرية لن تتوقف عند هذا الحد الذي نراه بل ستستشري استشراء النار بالهشيم ، وإذا كان الغيب لا يعلمه إلا الله فان من سنن الحياة أن نعقل ونتوكل ، وان نقرأ الواقع ونستشرف المستقبل ، وما تقوم به هذه السوائب يتحمل مسؤوليته الكاملة المؤسسة الإسرائيلية كما وتتحمل تداعياته التي باتت من الواضح لكل ذي لب رشيد .
والله تعالى يقول مخاطبا أهل الإيمان : " يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا" (النساء – 71 )