تنظيم المؤتمر يأتي على خلفية تزايد حوادث العمل وارتفاع نسبتها خاصة بين عمال البناء، 50% من القتلى في حوادث عمل هم عمال بناء و30 عامل بناء يُقتلون سنويا في حوادث عمل

اسماء اغبارية زحالقة من نقابة معا العمالية:
الموت في العمل نابع من مشكلة رئيسة واساسية هي ان هنالك العديد من قوانين الوقاية الا انه لا يتم تطبيقها على ارض الواقع بسبب انتشار ظاهرة المقاولين الفرعين الذين لا يهتمون بالموضوع او يقللون من نفقات الوقاية سعيا وراء الارابح السريعة والكبيرة وبالتالي العمال هم من يدفع الثمن

فايز اشتيوي، مدير عام صحيفة كل العرب، والمتحدث بأسم عائلات الثكلى لضحايا حوادث العمل، سرد قصة حياته التي افقدته شقيقه نادر، اثر حادث عمل وقع أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي، عندما سقط عن الطابق الثالث في ورشة بناء في مدينة كريات طبعون،

نظمت نقابة معا العمالية اليوم السبت في فندق العين بمدينة الناصرة مؤتمر حول الوقاية في العمل بمجال البناء وهو الاول من نوعه في الوسط العربي بعنوان عمِّر وارجع بيتك بسلام!.

 
ويأتي تنظيم المؤتمر على خلفية تزايد حوادث العمل وارتفاع نسبتها خاصة بين عمال البناء، 50% من القتلى في حوادث عمل هم عمال بناء و30 عامل بناء يُقتلون سنويا في حوادث عمل، نسبة كبيرة منهم من العرب. وفي كل 22 دقيقة يقع حادث عمل بسبب السقوط عن علو واكثر من 6000 عامل بناء يصابون سنويا. و نقابة معًا ترى في حادثة العمل ليست قضاء وقدرا بل جريمة بفعل فاعل هناك قوانين وتعليمات ووسائل للوقاية ولكنها في كثير من الحالات لا تطبق وهناك استهتار بارواح وحياة العمال.
وتطرق المؤتمر الى ما مسؤولية الحكومة، المشغلين والعمال؟ وماذا يمكن العمل للحد من نسبة حوادث العمل في فرع البناء. والمؤتمر هو ذروة مشروع التوعية لوسائل الوقاية في فرع البناء الذي تشرف عليه نقابة معا بدعم من صندوق مانوف التابع لمؤسسة التأمين الوطني.

الوقاية والامان في العمل
وفي حديث مع اسماء اغبارية زحالقة من نقابة معا العمالية قالت:" بادرت جمعية معا العمالية الى عقد هذا المؤتمر الهام حول الوقاية والامان في العمل وذلك بعد الارتفاع الحاد في نسبة ضحايا حوادث العمل واغلبهم في مجال البناء والماساة التي يعيشها الوسط العربي عموما حيث في كل سنة يقتل 30 عامل بناء اي اكثر من 50% من قتلى حوادث العمل والازمة الكبيرة التي تحدث ان لا احد يهتز من جراء كل ما يحدث ولا احد يهتم او يدفع الثمن او يدخل السجن على هذا الاهمال ".

قوانين الوقاية
واضافت اسماء اغبارية زحالقة :" هذا الموت نابع من مشكلة رئيسية واساسية هي ان هنالك العديد من قوانين الوقاية الا انه لا يتم تطبيقها على ارض الواقع بسبب انتشار ظاهرة المقاولين الفرعين الذين لا يهتمون بالموضوع او يقللون من نفقات الوقاية سعيا وراء الارابح السريعة والكبيرة وبالتالي العمال هم من يدفع الثمن واحيانا العمال انفسهم غير واوعيين وقد يضطرون احيانا للعمل دون وجود الظروف الوقائية خشية فصلهم من العمل ".

توعية العمال
وتابعت اسماء اغبارية زحالقة :" نحن في نقابة معا بادرنا في السنة الماضية الى مشروع توعية العمال في القرى والبلدات العربية وبمساعدة مختصين في مجال الامان في العمل وخلال السنة قمنا بتوعية وارشاد 300 عامل بناء وقمنا ايضا بالدخول الى المدارس الثانوية لتوعية الطلاب حول مخاطر العمل ".
واضافت :" الهدف اليوم من المؤتمر هو طرح موضوع الامان في العمل على جدول العمل القطري ليكون موضوع رئيسي فنحن هنا نتحدث عن ارواح واشخاص فهنالك عشرات القتلى والالاف المصابين ".

مشروع التوعية للأمان بالعمل
وتحدث خلال المؤتمر والذي تولت عرافته اسماء اغبارية زحالقة والتي قدمت شرحا عن مشروع التوعية للأمان بالعمل ومن ثم تحدث  فايز شتيوي المدير العام لصحيفة كل العرب وموقع العرب باسم عائلات ثكلى لضحايا حوادث العمل . كما تحدث ايضا صابر كيلاني، عامل بناء والذي قدم شهادات حية من ورشات البناء حول حوداث العمل ودعا ايضا المسؤولين الى التحرك ووقف هذه المصائب على العائلات في البلاد . وفاردا ادواردس، نائبة المراقب الرئيسي على العمل، وزارة الصناعة والتجارة والتشغيل والتي قدمت محاضرة بعنوان "عامل البناء- من المسؤول عن سلامتك وصحتك؟"  وبروفيسور يحيئل روزنفلد، رئيس برنامج ادارة البناء في التخنيون والذي تحدث عن "الأمان بالعمل من اجل العائلة" .ود. سامي سعدي، مدير لواء حيفا والشمال، معهد الأمن والسلامة "حادث العمل، معناه وطرق مواجهته" و
حسن شولي، محاضر ومسؤول الوقاية في العمل والمختص بالبناء والبناء الهندسي والذ تحدث عن "حوادث العمل ليست قضاء وقدرا" واساف اديب، المدير العام لنقابة معًا عن "تنظيم العمال مفتاح للحفاظ على حياتهم" .

عائلات ثكلى لضحايا حوادث العمل
من جهته سرد فايز اشتيوي، مدير عام صحيفة كل العرب، والمتحدث بأسم عائلات الثكلى لضحايا حوادث العمل، قصة حياته التي افقدته شقيقه نادر، اثر حادث عمل وقع أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي، عندما سقط عن الطابق الثالث في ورشة بناء في مدينة كريات طبعون، وبقي مدرجاً بدمائه ساعات قبل ان يلاحظ المتواجدون في المكان غيابه، ليكتشفوا حقيقة وفاته المرة.
وأكد اشتيوي في كلمته انه لم يتوقع في اصعب واشد فترات حياتيه ان يصعق بمصرع شقيقيه نادر ولم يتخايل في يوم من الايام ان يحدث معه مثل هذا الامر وخاصة ان شقيقه يعمل منذ عشرات السنين في مجال البناء. ودعا فايز اشتيوي الجميع الى اخذ الحيطة والحذر اثناء العمل لان هنالك من ينتظر عودتهم الى البيت على احمر من الجمر .