الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 08:02

فتيات يفوتهنّ قطار الزواج بسبب العنصرية العائلية / بقلم: خالد قريناوي

كل العرب
نُشر: 12/06/11 20:39,  حُتلن: 08:59

خالد قريناوي:

يحتاج كل من الشاب والفتاة إلى شريك له في حياته يتقاسمها الرأي والحياة

كثيرة هي القصص التي تجعل الحليم حيرانا والعاقل تائها حائرا بهذه العادة التي تقف عائقا في وجه الفتاة والشباب

الكثير الكثير منكم من يعرف عائلات وصلت بهم الحال إلى أن تجعل فتياتها من تصل منهن جيل العنوسة حتى لا تتزوج من شاب أو رجل ليس من نفس العائلة أو بالأحرى لا ينتمي إلى فصيلة دمّهم أو لونهم

شرع الله الزّواج وجاء بالنصوص الكثيرة الآمرة به والمرغّبة فيه كقوله تعالى:( فانكحوا ما طاب لكم من النساء)(النساء آية 3), كذلك جاءت السنة النبوية تحثّ عليه فقال صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج" روعه البخاري. فخلق الله الذكر والأنثى وجعل الرجل والمرأة ,الأم والأب ,الشاب والفتاة وجعل الزوج والزوجة وجعل بينهما المودة والرحمة, فجعل الزواج سنّة من سنن الخلق والكون جعل له أهداف عدّة منها : جعل الله الزواج قاعدة من قواعد الخلق فمن كل شيء خلق الله زوجين كذلك الرجل والمرأة.

شراكة ودّية
كذلك هدف الشراكة الودّيّة والسكن إليها : يحتاج كل من الشاب والفتاة إلى شريك له في حياته يتقاسمها الرأي والحياة ,ويسكن إليها قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها ) ( الروم آية 21)أيضا من أهدافه بقاء النسل والتكاثر بالأولاد فهم ثمرة الزواج , ومن الأهداف  أيضا أن تنشأ الروابط والعلاقات بين الناس . وهنالك أهداف كثيرة ليس هذا سر حديثنا لكنن أردت أن أبدأ بهذا حتى تفهم أخي القارئ أنّ الزواج سنّة إلهية لا يستطيع احد أن يمنعه أو يوقف عجلته .
ومن هنا انتقل إلى موضوعي وهو أن هنالك العديد من الآباء الذين لا تسمح لهم أنفسهم أو عائلاتهم بحكم انّه من عائلة كذا بأن يزوّج ابنته من شاب أو رجل ينتمي إلى عائلة لا تمتّ إليه بصلة , سواء صلة قرابة أو بما يسمونه بقرابة الدّم وهو ما يسمى بالعصبية القبلية التي حاربها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام .

النهج القبلي
آباء أو عائلات بأكملها تسير حتى هذا الزمان وتنهج هذا النهج القبلي الجاهلي في زمن العلم والتحدي زمن القرن الواحد والعشرين، وهذه من الأمور والظواهر السلبية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
الكثير الكثير منكم من يعرف عائلات وصلت بهم الحال إلى أن تجعل فتياتها من تصل منهن جيل العنوسة حتى لا تتزوج من شاب أو رجل ليس من نفس العائلة أو بالأحرى لا ينتمي إلى فصيلة دمّهم أو لونهم ، أنا لا اعرف لماذا هذا الحرمان؟ لماذا هذه الظاهرة المتفشيّة حتى هذا الزمان؟ لماذا يكون الأب أو الحاج في سباق مع المؤذن أو الإمام في المسجد، وتجده في السطر الأول يكاد يؤمّ الناس , حتى إذا جاءه شاب يخطب ابنته تجده يحمرّ وجهه ويشتدّ غيظه بطلب هذا الإنسان الشاب المسلم الذي ينتمي إلى نفس الدين نفس الإسلام لا فرق بينه إلا بدرجة التقوى، حتى أنني اعرف قصصا وهي مليئة في زماننا وبكل أسف , من تجده قد دفع المهر وكتب الكتاب واشتهر الأمر بين الناس ثم جاء الخبر من عائلة الفتاة للشاب أن لا زواج له عندهم بحجة انه لونه كذا أو من عائلة كذا وفصيلة دمه( بالجاهلية ) لا يطابق دمنا وعرقنا ومن هذه المسمّيات.

قصص محيرة
كثيرة هي القصص التي تجعل الحليم حيرانا والعاقل تائها حائرا بهذه العادة التي تقف عائقا في وجه الفتاة والشباب, ما ذنب الفتاة أو الشاب إذا وفّق الله بينهما ؟ ما ذنب الفتاة إذا جاءها وطلبها شاب مسلم , تقي , صاحب خلق يريد أن يتزوجها ويكرمها ثم تصادم بالجواب ابحثي عريس آخر فانه لا يطابق دمه دمنا وعرقه عرقنا , وكأن الأمر عبارة عن سوق لكن في هذا السوق لا يحق لك أن تشتري من أي دكان يعجبك عليك أن تشتري من رجل يناسبك فقط وحينها تجد أن الكل لا يناسبك فتنصرف دون أن تشتري أي شيء , هكذا جعلنا الزواج جعلناه منوطا بحدود وبشروط لا تتفق مع ديننا البتّة فيأتي الشاب إلى هذه ثم إلى تلك فلا يتزوج أي منهما بسبب القيود العائلية ...
أنا لا افهم عقول هؤلاء، ما المانع أن تزوّج ابنتك من شاب يحفظ كرامتها ويعزها ؟ أتقول لي الدم، العرق، العائلة ... قل ما شئت لكن أظنه الكبر والعياذ بالله، نعم انك تتكبّر على هذا الشاب بحجّة كل ما تدّعيه، وهنا أنصحك أن تتقي الله فان الكبر داء, ذلك الداء الذي يجعل المرء يعيش الوهم بكل معانية، يحسب بسببه المرء نفسه في أعين الناس عظيما، وهو عندهم حقير ذليل لكبره على الناس فإذا قال له رجل عاقل اتّق الله ، الزواج سنّة ولا يجوز لك أن تقطع نصيبهم من الزواج أجاب بكل كبرياء أنت لا تفهم أي شيء إنها العادات ... وما أدراك ما العادات ! إنها الجهالة والكبرياء سواء كان مقصودا أم لا ، أسال الله أن لا تكون ممن قال الله فيهم مثل فرعون: "وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بالإثم فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ" (البقرة:206).

تحريم الظلم
قد تقول لي أنا بالذات لا أتكبر، أحسبه إذا الظلم، لأنك بهذه الفعلة وبهذا العمل أنت تظلم ابنتك بحرمانها من شاب طلبها أو أرادت أن تتزوّج منه، أنت تظلمها وتسلبها حقّها الشرعي لأنك لم تستمع إلى رأيها أو حتى تشاورها في الأمر والظلم يا أخي قد حرمه الله سبحانه وتعالى على نفسه وحرمه على الناس، فقال سبحانه وتعالى فيما رواه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسييي يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً، فلا تظالموا )(رواه مسلم)

حق الإختيار
أنا احيي كل أب يحترم ابنته ويعطيها حق الاختيار بعد النصح والإرشاد لها , احيي كل أب يشاور ابنته في الشاب الذي تقدّم لخطبتها , انه الإسلام انه الدين فالرسول صلى الله عليه وسلم جعل للفتاة حقها في الاختيار وجعل لوليها الأمر في مشاورتها .
عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها". أيها الأب الكريم أنا احترمك واحترم رأيك إلا في مثل هذا الموقف , أتعرف لماذا؟ الرسول هو الذي يجيبك عن هذا , لأنه أجدر أن تعرف منه وليس مني يقول لك الرسول ولكل مسلم يعتبر نفسه مسلم يقول : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "( رواه الترمذي وغيره ).

اقتنع لأنك مسلم!
ماذا تقول في هذا الحديث، أتمنى انّك قد اقتنعت بهذا، يجب أن تقتنع لأنك مسلم، ثم انظر إلى آخر الحديث إذا لم تفعل سوف تكون فتنة وفساد كبير والفساد في هذا الزمان لا يحتاج إلى ذكر أصلا...
وفي المقابل ليس كل من يأتيك طالبا الزواج بابنتك فهو أهلا للزواج, فعليك أن تعرفه وتتفقده وتسأل عنه وتعرف أصحابه وهل يستوفي شروط الكفاءة أم لا، ثمّ تقرر...
أتوجه إلى كل أب، أم ، شاب، مرب ، شيخ عائلة، إمام مسجد أو خطيب والى كل مدرّس ومثقّف أن نسعى جاهدين إلى أن نجعل هذا الظاهرة السلبية والمليئة بالظلم للشباب والفتيات والتي لا تبشّر بخير أن نجعلها خلفنا , وان ندعو إلى دحرها كفانا عادات وكفانا سلبيات.
إلى الشباب والفتيات أقول لا تفقدوا الأمل، جاهدوا واستمروا في الإقناع وابحثوا عن الرجال الذين يستطيعون إقناع الأهل، لا تيأسوا، وفي المقابل لا تتصرفوا بما لا يليق بمكانتكم وإذا كان ولا بدّ فابحثوا عن بديل لعل الله يجعل الخير فيه.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il 

مقالات متعلقة