الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 25 / مايو 03:02

محمد ابراهيم المدهون:بين يدي مصالحة القاهرة

كل العرب
نُشر: 08/05/11 14:33

أبرز ما جاء في المقال:

نحن بحاجة إلى إشاعة أجواء إيجابية وذلك عبر تثقيف عالٍ لقواعد حركتي حماس وفتح للاتفاق وبنوده وروحه وسبل تطبيقه وضرورة الالتزام به

 التحقق من تطبيق الاتفاق يبدأ بإجراءات الميدان التي تمنع انتكاساً يعيد الأحداث إلى مربعها الأسود المرعب والتي تحقق التزاماً تنظيمياً عالياً وتحصيناً لمواجهة الخروقات أو تجاوز غير محسوب

المصالحة الفلسطينية الذي تم اليوم الأربعاء 4/5/2011 في القاهرة "وألف بين قلوبهم"، على الرغم من بعض المنغصات التي تحتاج إلى ملاحقة في مهدها "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول وإلى أولي الأمر منكم" وأجلاها الاعتقال السياسي والتنسيق الأمني ومعركة الإعمار.
يجب أن لا نعود بحال إلى مربع الفتنة الداخلية التي تسر العدو وتحزن الصديق، لذلك كان لزاماً علينا جميعاً أن نؤسس لواقع فلسطيني أكثر متانة وتراصا وتآلفا وترابطا بعيداً عن المناكفة السياسية أو الاستقواء بالخارج، "يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين"، ولا ينبغي أن ننسى يوم شاس بن أوس حين أشعل دعوى الجاهلية فأطفأها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلها تحت قدميه.

قضية القدس واللاجئين والأسرى

لترسيخ اتفاق سياسي رصين لكافة الملفات نحن بحاجة إلى إشاعة أجواء إيجابية وذلك عبر تثقيف عالٍ لقواعد حركتي حماس وفتح للاتفاق وبنوده وروحه وسبل تطبيقه وضرورة الالتزام به حتى تسود ثقافة التعايش والتآخي "الفتحمساوي" على أساس وطني وبأولوية عليا للأجندة الفلسطينية، ومن الضروري أن يترافق ذلك مع خطاب إعلامي يعزز هذه الثقافة لتكون روحاً جديدة تسري في أوصال مجتمعنا العطش إلى الوئام الداخلي والسلم الأهلي والمصالحة الثابتة الأركان.
كل ذلك سيسهم في إدارة الملفات السياسية الفلسطينية بشكل مشترك مما يُسهم في تشجيع قرار مصر برفع الحصار وفتح المعبر ويحقق الإعمار لشعبنا، كما قد يُحدث ذلك حراكاً سياسياً يحقق شيئاً لشعبنا أو يعزز من بروز عدونا بوجه البشع كمحتل ومغتصب للحقوق وقاتل للأطفال.
كما أن ذلك يسهم في إحياء الملفات الوطنية الكبرى كقضية القدس واللاجئين والأسرى والمستوطنات، في إطار من إدارة المقاومة والممانعة في المنطقة من أجل استعادة الحقوق، أو بالحد الأدنى عدم التفريط بها صوناً لحقوق الأجيال القادمة.

فعلٌ أساسي لا مناص منه
إن التحقق من تطبيق الاتفاق يبدأ بإجراءات الميدان التي تمنع انتكاساً يعيد الأحداث إلى مربعها الأسود المرعب والتي تحقق التزاماً تنظيمياً عالياً وتحصيناً لمواجهة الخروقات أو تجاوز غير محسوب لنغلق الباب بذلك أمام قضيتنا العادلة ونتراجع بها خطوات إلى الوراء.
ومن ثم نُقذف جميعاً في أتون شريعة الغاب وفي زوايا الإهمال والنسيان ونغرق في بحر دمنا وعجزنا عن مواجهة تحديات الاحتلال. ومن هنا فإن السيطرة الميدانية والملاحقة القضائية والأخذ على أيدي العابثين ضرورة لا مناص منها، ومن ذلك تكون حتمية التواصل اليومي الفاعل بين حركتي حماس وفتح وفي شتى المدن والمخيمات والقرى والأحياء.
وتفعيل وتأسيس المكاتب المشتركة في كل مكان فعلٌ أساسي لا مناص منه، والمسؤولية في ذلك مشتركة مع ضرورة أن يشمل ذلك كل مكان في قطاع غزة والضفة الغربية حيث إن الاتفاق يعبر عن موقف واحد موحد لحماس وفتح في كل مكان وبكل مؤسساتهما ومكاتبهما ودوائرهما، ومن هنا لا بد من إدارة حثيثة ومثابرة عالية ونفس طويل وحس وطني عال يقود إلى تحقيق المصالحة واقعا حياً وتجسيداً حقيقياً تحفظ لشعبنا دمه وحقوقه.

مقالات متعلقة