محللون عسكريون: الحرب في ليبيا قد تطول

فرنسا ترسل ضباطا الى بنغازي وتتعهد بتشديد الهجمات الجوية والثوار في مصراتة يسيطرون على مزيد من المناطق في المدينة

الثوار الليبيون لن يعارضوا نشر قوات اجنبية لحماية المدنيين وواشنطن تعتزم مساعدة الثوار وتشديد الضغوط على القذافي

ضربة قاسية جديدة للصحافة في ليبيا ومقتل مصورين بريطاني واميركي في مصراتة

قال محللون عسكريون إن إعلان فرنسا وإيطاليا الانضمام إلى بريطانيا في إرسال ضباط إلى ليبيا لمساعدة الثوار المناهضين للزعيم معمر القذافي وتدريبهم، هو مؤشر على أنه لن يكون هناك نهاية سريعة وسهلة للحرب هناك.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المحللين أن إرسال هؤلاء الضباط يؤشر أيضاً على أن خليطا من الضغط العسكري من الجو، والاقتصادي على الحكومة، وتنظيما أفضل ومنسق لقوات الثوار، وحده سيقنع القذافي أخيرا بأنه لا خيار آخر له سوى الرحيل.
وقال سفير كبير في حلف شمال الأطلسي "الناتو" إن "بعض الدول تظن أن العملية في ليبيا قد تكون سريعة جداً.. لكن لا يظن أي قائد عسكري أن الأمر كذلك".

اضطراب في حملة الناتو
وذكرت الصحيفة أن إرسال مستشارين إلى ليبيا هي الخطوة الأحدث ضمن سلسلة مؤشرات على وجود اضطراب في حملة حلف الناتو الذي تسلم قيادة عمليات التحالف الدولي في ليبيا في نهاية آذار/مارس الفائت.
ونقلت عن مدير المعهد الملكي للشؤون الخارجية في لندن، روبين نيبلت، قوله إنه يبدو أن الانقسام في حلف الناتو يضر باستراتيجية الناتو في التعامل مع تكتيكات القذافي الجديدة.
ويشارك 6 فقط من أعضاء الحلف البالغ عددهم 26 في الهجمات الجوية في ليبيا، وتشن فرنسا وبريطانيا نصف هذه الهجمات، فيما تنفذ العدد الباقي كل من الدنمرك والنروج وبلجيكا وكندا.
وقال نيبلت يجب إرسال رسالة إرادة جماعية إلى القذافي، بأن لا سبيل للخروج، وهو يواجه معارضة عازمة وموحدة.. وهو يرى حلف الناتو بقيادة أوروبية غير متماسك بشكل كاف.
وأضاف لو أنني مكانه لكنت نظرت إلى الخلافات الأوروبية وأتشجّع، خصوصاً مع ظهور المعارضة ضعيفة جداً.
واعتبر أن القذافي يحس بالهوة بين السبل والنهايات، ويمكنه النظر في الانقسامات بين أعضاء الناتو ويشعر بإمكانية أن يكون جزءاً من حل سياسي، لأنه في النهاية يشعر بعدم وجود تماسك كاف بين أعضاء الحلف لمواصلة الاستراتيجية حتى النهاية.

مسار سياسي وعسكري
وقال إنه من أجل إقناع القذافي وأولاده بالرحيل، نحن بحاجة إلى مسار سياسي وعسكري.
ويقول المحللون إن المشاكل في الناتو إلى حد ما يمكن تتبعها منذ نهاية الحرب الباردة، فقد أصبح الحلف بعد انتهاء التهديد السوفياتي، وتوسعه إلى مهمات عالمية خارج أوروبا، ائتلاف دول أكثر منه تحالفاً.
وقال الخبير الدفاعي في مؤسسة البحث الاستراتيجي في باريس، فرانسوا هيسبورغ مع توسع الناتو إلى خارج المنطقة لم يعد تحالفاً... ومع نطاقه العالمي، بات يتوجب التفاوض على كل شيء.. وهذا هو العالم بعد الحرب الباردة".
ورفض مسؤولو الناتو هذا الانتقاد، وقالوا إن الحلف قام بمهمته بشكل جيد في وقت قصير وإن الحملة الجوية على ما يرام.
وقالت الناطقة باسم الناتو أوانا لونغيسكو ليس هناك شك بشأن الإرادة الجماعية للناتو في تطبيق قرار الأمم المتحدة حول ليبيا، مضيفة أنه استلام الحلف قيادة العملية الدولية في ليبيا قبل 3 أسابيع فإننا نضعف بثبات قدرة القذافي على شن الهجمات على شعبه ونحصر بشكل تدريجي قوات النظام
.
وأشارت إلى أن الجميع يتفق على أن الخيار العسكري ليس حلاً للأزمة، بل هذه المهمة تحافظ على الضغط من أجل حل سياسي موثوق.

طلب مساعدة الجزائر
وقال مصدر جزائري يوم الخميس إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) طلبا من الجزائر مساعدة قوات التحالف في حصار نظام العقيد معمر القذافي حتى إزاحته من الحكم، تتضمن تقديم تسهيلات لوجيستية في حال اندلاع حرب برية بين التحالف وقوات القذافي.
ونقلت صحيفة الخبر الواسعة الانتشار عن مصدر أمني جزائري كبير قوله إن القيادة العسكرية لحلف الناتو ووزارة الدفاع الأميركية شرعا في التحقيق حول أخطاء ارتكبت خلال الغارات الجوية على ليبيا، وزار عسكريون أميركيون الجزائر في هذا الإطار، بعد ورود تقارير عن سوء تقدير الموقف وقدرات القوات الموالية للقذافي قبل انطلاق العمليات العسكرية في ليبيا.
وأوضح المصدر أن دولا غربية طلبت من الدول المجاورة لليبيا من بينها الجزائر المساعدة في إحكام الحصار حول نظام القذافي وإغلاق الحدود أمام ممثليه ومسؤولي نظامه، وعدم السماح بمرور أي مواد ذات استغلال عسكري أو شبه عسكري وحتى سيارات الدفع الرباعي وقطع غيارها.
وقال إن دولا غربية قدمت عبر قنوات دبلوماسية قائمة بأسماء مسؤولين عسكريين وسياسيين في نظام القذافي على أنهم مشتبه فيهم بممارسة جرائم ضد الإنسانية، ومنهم أبناء القذافي ومقربوه وقادة عسكريون.

قرار قريب بحصار المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي
وتسعى دول غربية لإصدار قرار بحصار المناطق التي تسيطر عليها قوات القذافي، ويشمل الحصار منع التنقل برا مع دول الجوار لخنق القذافي تمهيدا لإزاحته من الحكم.
ولفت المصدر إلى أن لجانا أمنية وعسكرية من قيادة الناتو والقيادة العسكرية الأميركية في أوروبا تحقق في تقارير ومعلومات كاذبة سبقت التدخل العسكري في ليبيا، مشيرة إلى أن عسكريين وأمنيين جزائريين زاروا واشنطن قبل أيام بدعوة أميركية لإجراء مباحثات حول الوضع الأمني في شمال إفريقيا والساحل الإفريقي بعد اندلاع الحرب في ليبيا.
كما زار عسكريون من قيادة الجيش الأميركي في أوروبا الجزائر بعد ورود تقارير تشير إلى تأثير سوء تقدير للموقف الميداني في ليبيا على مسار العمليات العسكرية وتأثير ذلك على الوضع الأمني في الساحل الإفريقي.
وقد أجرى العسكريون الأميركيون مباحثات مع مسؤولي أجهزة الأمن والجيش الجزائريين في إطار تحقيق ميداني، تجريه وزارة الدفاع الأميركية حول تأثير الحرب في ليبيا على الوضع الأمني في الساحل وتأثير أي تدخل عسكري في ليبيا على زيادة نفوذ تنظيم القاعدة في ليبيا والساحل، وطلب العسكريون الأميركيون تسهيلات لوجيستية من الجزائر في حالة اندلاع الحرب البرية بين حلف الأطلسي وقوات القذافي، وأهم هذه التسهيلات المساعدة في إجلاء الجرحى والمصابين والسماح بتحليق طائرات النقل الثقيلة.