الجهاز الصّحي في البلاد هو احد المجالات الذي فيه الفجوة بين العاملين اليهود والعرب صغيرة نسبيا

محمد دراوشة:

يجب تقديم المنح الدراسية للمرأة العربية ليتسنى لها الدراسة في الجامعة

"النقص المُزمن في أماكن العمل في الوسط العربي يتطلب إقامة مراكز استخدام وتوظيف تُتيح للنساء وللرجال العمل بالقرب من أماكن سُكناهم"، هذا ما قاله السيد محمد دراوشه، المدير المُشارك في "مُبادرات صندوق ابراهيم" في الندوة التي تمحورت حول التشغيل والتوظيف، والتي عقدت في إطار مؤتمر هرتسليا. وأضاف دراوشة، الذي ترأس الندوة، ان مشاكل المواصلات العامة من البلدات العربية تمنع الكثير من النساء اللواتي يملكن القدرة على الخروج الى العمل، من الانضمام إلى سوق العمل.

 

وشارك في الندوة مدير عام وزارة الصناعة، التجارة والاستخدام السيد شارون كيدمي، المسؤول عن دمج العرب في سوق العمل، ومفوّضة المساواة في ايرلندا الشمالية، السيدة ايڨيلين كوليناس، والتي استعرضت المسيرة الرائعة التي انجزتها ايرلندا الشمالية في العقد الاخير في هذا المجال، كما تطرقت إلى الادوات الضرورية لتحقيق هذا الهدف. كذلك شارك الدكتور مسعد برهوم مدير المستشفى الحكومي في نهاريا والجنرال عيبال ﭽلعادي، رئيس صندوق ﭙورتلاند البريطاني، والسيد أيمن سيف رئيس سلطة التطوير الاقتصادي في الوسط العربي، الدرزي والشركسي في مكتب رئيس الحكومة.

التحديات في دمج العرب
وقال مدير عام وزارة الصناعة، التجارة والاستخدام، السيد شارون كيدمي: "كُلّنا ندرك التحديات الكامنة في دمج المواطنين العرب في سوق العمل، ولكن مع تضافر جهود القطاع العام، الخاص ومنظمات المجتمع المدني يمكن دمج الكثير من النساء العربيات في العمل ومعالجة مشاكل المواصلات العامة واقامة مراكز تشغيل، توظيف وتوجيه وكذلك دعم النساء في مجال التعليم. يمكن القول إن لكل مشكلة يوجد حلًَّ".
الجهاز الصّحي في البلاد هو احد المجالات الذي فيه الفجوة بين العاملين اليهود والعرب صغيرة نسبيا، حيث ان 9,5% من العاملين في هذا الجهاز هم من العرب (مقابل %7 فقط في خدمات الدولة)، احد المشاركين في الجلسة، د. مسعد برهوم – مدير مستشفى الجليل الغربي في نهاريا، حاول تقديم شرح لهذه الظاهرة.

تكافؤ الفرص
وبحسب رأي برهوم فهنالك سببان: الاول، ان الجهاز الصّحي لا يعتبر مجالا أمنيا، حيث يتم إقصاء العرب منه بشكل منهجي، اما الثاني فهو ان الرجال اليهود يهجرون هذا النوع من العمل، وفي هذه الحالة تصل إلى الجهاز الصحي الفئات الأكثر ضعفا، مثل النساء والعرب، الذين ارتفع عددهم بشكل ملحوظ في القطاع الطبي.
اما اڨيلين كوليناس، مفوّضة تكافؤ الفرص في ايرلندا الشمالية فأكدت على اهمية وضع المساواة في أعلى درجات سلم الاولويات. وقالت: "الحديث لا يدور فقط عن أمر أخلاقي أو اقتصادي.. معالجة عدم المساواة بين الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا ساهمت في خلق اجواء أدت في نهاية المطاف إلى عقد اتفاقية سلام بين الطرفين، نحن امام عملية تُنتج سلاما داخليا في الدولة بين مجموعتين استصعبتا العيش سويةً".
وأجمل السيد محمد دراوشة المدير المُشارك في "مبادرات صندوق ابراهيم"، الندوة بالقول ان "نسبة عالية من النساء العربيات المثقّفات يعملن ويُحضرن دخلا اضافيا للبيت، وهنّ أيضا اللواتي يلدن أقلّ، ولذلك كل من يتخوّف من التوازن الديموغرافي عليه ان يقدم للمرأة العربية منحة تعليمية ليتسنّى لها الدراسة في الجامعة".