حنان الياس

وسطنا العربي اليوم يتخطى صعوبة اقتلاع المسنين من بيوتهم ومن انتماءاتهم، وتأتي العائلة مع شعور بالذنب لأنهم قاموا باقتلاع المسن من بيته

د. عايدة خبيص - بلال

قسم المسنين يقام على قاعدة مستشفى الأمر الذي يعفي المريض من التوجه للعيادات الطبية والتوجه إلى أماكن مختلفة لإجراء الفحوصات المختلفة

في الماضي كنا نرى الدموع بعيون الأهل عندما يرافقون عزيزهم للإقامة في القسم، لكن اليوم بعد الزيارة التي يقومون بها في البداية تجعلهم يعدلون عن أفكارهم الخاطئة

بدأ الاحتفال في قسم المسنين في المستشفى الفرنسي في الناصرة، احتفاءاَ بعيد شفيعة المسنين والمقعدين " القديسة كاترينا"، بمسابقات مميزة كان المشاركون فيها من جمهور المسنين الذين يقيمون في القسم، بتشجيع صاخب من قبل ذويهم الذين وصلوا للاحتفال معهم، بالبرنامج الترفيهي المميزة المقام بهذه المناسبة في المستشفى الفرنسي.

احتفال أشرفت عليها الأخت ليديا، المسؤولة الإدارية عن القسم، وحنان الياس، العاملة الاجتماعية في القسم والممرضات والعاملات هناك، احتفال تضمن العديد من الفعاليات المميزة، والتي تقام بشكل دوري بالتنظيم بين إدارة المستشفى والعاملين في القسم.
البسمة التي ارتسمت على وجوه المسنين وذويهم دفعتنا للتساؤل، هل اختفت المعارضة الشديدة التي كانت تلقاها إقامة المسنين في بيوت المسنين أو المستشفيات التي كنا نسمعها حال ما يجري الحديث عن مسن جديد دخل إلى احد بيوت الرعاية.


د. عايدة خبيص - بلال

د. خبيص: متعلقات النزيل الشخصية ترافقه في غرفته الخاصة
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع د. عايدة خبيص – بلال، المديرة الطبية للقسم، أكدت لنا أنه: " مثل هذه الفعاليات تقام لفحص واختبار حواس المسن، وقدرتها على التجاوب مع المحيط، حيث تقام هذه الفعاليات مع الحرص الشديد على تواجد ذوي النزلاء معهم في الفعاليات، ليشعر النزيل بأنه ضمن جو عائلي لم يفصل عن محيطه الذي عاش معه لسنوات، الأمر الذي يدفعنا أيضاً للإصرار على أن يصطحب النزيل كل ما يرغب اصطحابه من أدواته وملابسه الشخصية لغرفته في القسم". وأضافت د. خبيص:" نحاول تهيئة الجو كجو بيتي للنزيل من خلال الفعاليات، والمعاملة اليومية، والقسم يقام على قاعدة مستشفى الأمر الذي يعفي المريض من التوجه للعيادات الطبية والتوجه إلى أماكن مختلفة لإجراء الفحوصات المختلفة، فالعلاج متوفر بشكل دائم للنزلاء".
وأنهت د. خبيص: "في الماضي كنا نرى الدموع بعيون الأهل عندما يرافقون عزيزهم للإقامة في القسم، لكن اليوم بعد الزيارة التي يقومون بها في البداية تجعلهم يعدلون عن أفكارهم الخاطئة ففي البيت لا يمكن منح المسن أكثر من50% ما يقدم له في البيت، ولاطمئنان الأهالي أن عزيزهم بيد أمينة".


عواطف مرجية

مرجية: فكرة العيب والحرام تلاشت من مجتمعنا وبيوت الرعاية تلقى رواجاً
وفي حديث مع المربية عواطف مرجية، ابنة إحدى النزيلات في قسم المسنين، أكدت لموقع العرب: " الطاقم في قسم المسنين رائع في تعامله مع المسنين، فهم من يرسم لوحة العطاء التي تنسج من قبل كل العاملين في القسم لسهر على راحة النزلاء، يجب أن يصل الكل لاقتناع تام بمرافقة المسنين على دور وأقسام المسنين، لأنه رغم اعتناءنا بهم لن نمنحهم مثل ما يمنح لهم بهذه الأقسام".
وأضافت مرجية: " وسط هذه الحياة السريعة لا يستطيع أي أهل الاعتناء بمسنهم، فانا انصح الجميع لتقبل هذه الفكرة التي أصبحت تلقى رواجاً وتلقى تشجيعاً وذلك يعود بالفائدة على المريض وذويه، وسط هذه الحياة التي لم يعد الشخص قادر خلالها على منح المريض كل ما يلزمه".


حنان الياس

الياس: الأجواء العربية بدور الرعاية تمنح الأمان للمسنين
وفي حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب مع العاملة الاجتماعية، حنان الياس، أكدت: " يجب التشديد على تواجد الأهالي برفقة الأهالي، لتصل حتى زيارات يومية للأهالي القريبين جغرافياً، الأمر الذي يقوي علاقتهم مع المسنين، وسطنا العربي اليوم يتخطى صعوبة اقتلاع المسنين من بيوتهم ومن انتماءاتهم، وتأتي العائلة مع شعور بالذنب لأنهم قاموا باقتلاع المسن من بيته ولكن هذه الأفكار بدأت تتلاشى بعد الاكتشاف بتواجد طبي، وعاملين ووجود المسن بجو عربي يعطيه شعور بالأمان".
وفي حديث مع محمد أبو الهيجاء، والد إحدى النزيلات في القسم، أكد ان القسم لا يقتصر على رعاية المسنين بل أيضاً المقعدين وذوي القدرات الخاصة، الامر الذي دفعه للوصول مع ابنته إلى القسم، وبعد جولة في القسم أطمئن بان ابنته في ايدي أمينة، يقومون بزيارتها أسبوعياً، ويؤكد ابو الهيجاء ان ابنته رفضت العودة معهم إلى البيت في عيد الأضحى .