نبيلة دوحا رحبت بالحضورمؤكدة على أهمية هذه اللقاءات الروحية

المسيحيون في هذا المشرق العربي هم أصيلون في أوطانهم سواء كان هذا في العراق أم في مصر أم في فلسطين أو في غيرها من الأقطار العربية

بدعوة ومبادرة من أخوية حاملات الطيب الأرثوذكسية في الرامة أقيمت بعد ظهر اليوم أمسية روحية أنجيلية برعاية وحضور سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس والأب جورج حنا كاهن رعية القديس جوارجيوس في الرامة. كرست الأمسية للتضامن مع المسيحيين في العراق ومع كافة أبناء الشعب العراقي. حضر الأمسية حشد من عضوات جمعية حاملات الطيب الأرثوذكسية في الرامة أضافة الى عدد من عضوات أخوية حاملات الطيب في قرية البعنة المجاورة.

أبتدأ اللقاء بصلاة أفتتاحية ووقفة تضامن مع مسيحيي العراق الذين يستهدفون في كنائسهم. منسقة الجمعية نبيلة دوحا رحبت بالحضورمؤكدة على أهمية هذه اللقاءات الروحية ثم قام الأب جورج حنا كاهن رعية الرامة الأرثوذكسية بألقاء كلمة ترحيبية في الحضور ودعى سيادة المطران على لألقاء محاضرته.
سيادة المطران تحدث عن الموعظة على الجبل وأبرز الآتية التي تقول " طوبى للمضطهدين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات". وقال سيادته : أننا نكرس أمسيتنا في هذا المساء للتضامن مع شهداء كنيسة سيدة النجاة في بغداد الذين سقطوا نتيجة عملية أجرامية غاشمة أستنكرها وشجبها كل عقلاء العالم بكافة أديانهم وطوائفهم. وأضاف سيادته بأن أولائك الذين يستهدفون مسيحيي العراق ويهددون بحرق كنائسهم وذبحهم هم ذاتهم الذين يستهدفون المساجد ويستهدفون الأماكن العامة دون رأفة و رحمة بالأبرياء الذين بقيوا في العراق وهم صامدون فيه لأنهم ينتمون اليه بكل جوارحهم. أن المسيحيين في هذا المشرق العربي هم أصيلون في أوطانهم سواء كان هذا في العراق أم في مصر أم في فلسطين أو في غيرها من الأقطار العربية.

تفجيرات وتهديدات
ليسوا أقليات غريبة وليسوا طوائف منعزلة عن المحيط العربي الذي يعيشون فيه. أن من يقف وراء هذه التفجيرات والتهديدات بحرق الكنائس في العراق وفي مصر هي جهات دخيلة تخدم مصالح أستعمارية باعت ضمائرها للشيطان وهذه الجهات المشبوهة أنما تهدف الى أفراغ الشرق الأوسط من المسيحيين وفي هذا خسارة فادحة لأمتنا العربية وللقضايا الوطنية كافة. رد المسيحيين على هذه التهديدات يجب أن يكون بلغة الأنجيل وهي لغة تسامح ومحبة لا حدود لها. وعلى مسيحيي المشرق رغما عن كل التحديات والظروف أن يصمدوا في أوطانهم وأن يكونوا ملحا وخميرة لشعوبهم وأقطارهم. وقال سيادته بأن المسيحيين في مشرقنا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتشبث بالأرض والحفاظ على بقائهم لأنهم جزء أصيل من مكونات أمتنا ومشرقنا.

ترسيخ ثقافة التسامح والأخوة والحوار والوحدة الوطنية
لا خيار أمامنا سوى بترسيخ ثقافة التسامح والأخوة والحوار والوحدة الوطنية والأنفتاح على الأخر. فاخوتنا المسلمون هم ايضا أستنكروا هذه العمليات الأجرامية ومنهم من عبر عن تضامنه ببيانات ومواقف غاية في الأنسانية وفي الحكمة والأصالة. ولكي لا تتكرر مثل هذه الأعمال الأجرامية نحن بحاجة الى مبادرات وخطوات عملية في نبذ التعصب والتطرف بكافة أشكاله وألوانه. أتمنى من المسيحيين الا يكون ردهم على هذه الأحداث بالتقوقع والأنعزالية والتصلب. فالتعصب لا يعالج بالتعصب والكراهية لا تعالج بالكراهية وأنما بالتسامح والمحبة والحكمة لكي نفشل معا مسلمين ومسيحيين المؤامرة الخطيرة التي تستهدفنا جميعا في هذا المشرق. وعلينا أن نعمل معا مسلمين ومسيحيين لكي لا تتكرر هذه المظاهر المسيئة لوجه أمتنا الحضاري وللأخوة الأنسانية والوطنية بين أبناء الأمة الواحدة. كما قدم سيادته التعازي للكنيسة في العراق ولكافة أبناء الشعب العراقي. في ختام المحاضرة أجاب سيادته على الأسئلة. كما أحتفلت جمعية حاملات الطيب بعيد ميلاد سيادته والأب جورج حيث تم قطع قالب الحلوى الخاص بهذه المناسبة. أختتم اللقاء بمائدة محبة على وقع بعض الترانيم الدينية.