الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 22 / مايو 12:02

كلمات النسر الحر تطير معلنة على منبر العرب: (العشق دواء)

كل العرب
نُشر: 29/10/10 08:00,  حُتلن: 08:05

في جلسة مسائية ماسنجرية ،، جلست وإياها نتجاذب أطراف الحديث ،، وهو معها ذو شجون !!ـ

فتاة في ربيعها الثامن عشر ،، من أجمل وأذكى وأرق ما أبدع الخالق !!.. وقعت في حبّ شاب

هجرها وسافر ،، ولم يسأل عنها رغم قصة حب خيالية عاشها معها !!...

بعد التحية والسلام ،، قالت لي مباشرة : انتهيت من رواية " وسمية تخرج من البحر " ،، وقد بكيت كثيراً ... لا أذكر

أنني بكيت قط إثر رواية قرأتها !!...

هذه الرواية تسرد قصة حب جارف طاهر بين عشيقين ،، وتشاء الأقدار أن تكون النهاية مأساوية تراجيدية ...

قالت : لم أتخيل نهاية كهذه !!.. لكن لماذا يا رجل ؟؟؟

قلت : لأن المساكين مثلنا لا حظ لهم في هذه الحياة التعيسة !!ـ

عندها سألتها عن كيفية التوفيق بين المطالعة وبين الدراسة ودورة البيسخومتري فأجابت ــ وأنا أتخيل البسمة تعلو ثغرها

الزمردي ّ ــ : أظن أنني أستحق ( بريك ) قصيراً وسط هذه الدوّامة !!..

وعندما سألتني عن عملي في ذلك اليوم ،، وأخبرتها بأنه كان شاقاً جداً حدّ رؤيتي نجوم الظهر سألت : هل تريد رؤية نجوم الظهر حقاً ؟؟؟..

أجبتها بسؤال أكثر غرابة : وهل هناك نجوم في ساعات الظهر ؟؟؟

قالت : عندما ترى البحر في ساعات الظهر تماماً ،، تمعـّن فيه وحدّق جيداً ،، وابحث عنهن ّ !!.. وإذا كنت ذكياً فعلاً فستجدهن !!ـ

وتركتني في حيرة من أمري ....

ثم قذفت القنبلة ...

ــــ أودّ أن أبوح َ لك بأمر !!ـ إنني أحلم بحبيبي كل يوم !!...

قلت : عادي وطبيعي جداً ... ما نفكر به نهاراً ،، نراه ليلاً في أحلامنا !!ـ

حاولي نسيانه نهاراً !!.. تخلصي من طيفه .. طبعاً هذا صعب في البداية ،، ولا يتأتى إلا بالتدريج !!..

كان الله في عونكم أيها العشاق !!..

أما إذا شعرت منه بنية صادقة في العودة ،، فلا تسدّي الأبواب في وجهه !!ـ

قالت ــ وهنا أدركت ُ فداحة غبائي ومدى تفاهة إجابتي ــ: أأنت َ تعي ما تقول ؟؟!!؟؟ أنساهُ نهاراً !!!؟؟؟

إذا كان يلاحقني طيفه في المنام ،، فكيف تطلب مني نسيانه في اليقظة ؟؟؟

أنا يا صديقي تائهة حيرى ،، لا أدري ما أفعل !!...

قلت وقد أعجزني هول الموقف محاولاً تدارك زلتي وهفوتي : ليس لك إلا الله ثمّ الصبر !!... كلّ شيء إلا أن تهدري كرامتك وكبرياءك ،، فهما أغلى ما تملكين !!...

جاء ردها برداً وسلاماً على قلبي : اطمئن من هذه الناحية !!.. فأنا في صراع عنيف مع رغبة نفسي في مراسلته والسؤال عنه !! ... لكن هنالك حلماً يراودني ويطاردني في أحلامي !!...

رأيت نفسي في لباس التخرج من الجامعة ،، والقبعة المربعة تزدان جمالاً فوق رأسي ،، وشهادتي في يدي ،، والفرح يغطيني من رأسي إلى أخمص قدميّ ،، في مكان يغمره النور ويحفه من كل جانب ،، وستائر بيضاء ،، وأنا أبحث عن شيء ما !!... وإذ بي أسمع صوتاً ياتيني من السماء : أحبك ،، سامحيني !!.. أحبك ،، سامحيني !!... ولا ينفك ذلك الصوت يتردد على مسامعي !!...

وأهيم أبحث عنه كالمجنونة ،، فلا أجد احداً !!...ـ

لا شيء حولي ،، إلا شهادتي وصوته !!... إنني خائفة يا صديقي !!...

أخشى أن أبقى مع شهادة فقط ،، وصوت إنسان أحبني وأحببته !!...

وعندها ألقيت بحماقة أخرى ،، وأنا الذي أكبرها بسنوات كثيرة ،، وتنظر إليّ كمرشد وخبير ومجرب ،، قائلاً :ــ أنت لا زلت صغيرة على الزواج يا صديقتي !!..ـ

قالت بهدوء مشوب بغضب : ومــَن جاء على ذكر هذا ؟؟.. أقول لكَ حب ،، وتقول لي زواج ؟؟..

أنا أفكر في الحب ،، ولا شيء غير الحب !!.. الزواج لا زلت أراه بعيداً بعيدا ً .....

لكني رغم كل هذا ،، أحقد على حبيبي ... غضبي عليه لن يقبل إعتذاره مني إن جاءني معتذراً ...

هو غضب ،، أو عتاب ،، أو إن شئت فقل : كراهية !!...

وهنا ،، وعند هذه النقطة تحديداً ،، أفرغت كلّ ما في جعبتي من حماقة وغباء وجنون ــ وأنا

أعتقد أنني ذكي ٌ أقدّم المشورة تلو المشورة ،، رغم أنني لست مقتنعاً بما أقول !!،، لكن كيف التصرف

مع فتاة ترجو مساعدتي ونصيحتي وهي تغرق في أتون حب لا يرحم ؟؟... كنت أعلم أن نصائحي

الغبية في واد ،، وقلب فتاتي في واد آخر ... لكنها الأمانة !!... هل أمد لها يد المنقذ ،، أم أسكب على جمر الأتون نفطاً ؟؟؟... قلت وبكل برود قاتل : لو كان الأمر بيدي لسجنته ومنعت عنه الطعام

والشراب ،، لتصرفه القاسي هذا معك !!... هذا إنسان لا يستحق ظفرك ،، لأن الجنة بين يديه

لكنه يتدلل ويرفسها برجليه !!...

عندها جاءت جملتها القاتلة ،، التي عرفت منها بالضبط مدى غبائي وتسرعي وتهوري !!...

قالتها وخرجت دون إذن أو وداع ... قالت جملة ،، ألف سيف وألف رمح وألف سهم يدكون عظامي

ولحمي دكاً أهون عليّ وأرحم منها !!...

لماذا لم أقل لها : أحبيه بكل جوارحك ... احلمي بطيفه وفكري فيه كل لحظة وثانية !!.. أحبيه كما لم يحب

أحد أحداً !!... حافظي على روحه من النسمة العابرة أن تخدشها ،، ومن همسة الصبح أن تقبلها ،، ومن

عيون القمر أن تسرقها !!.. أحبيه واعشقيه وذوبي فيه رقة وتتيماً ووجداً !!... أحبيه مهما فعل ومهما قال ومهما جنى !!... فالحب أعمى لا يرى ،، وأصم لا يسمع !!... أحبيه يا صديقتي ،، فالحب حياة !!... اعشقيه حتى الموت ،، فلا دواء للعشق إلا العشق والتوحـّد في المحبوب حدّ الأنصهار !!...

قالت جملتها الأخيرة وانسلت : ضحكتني ومالي للضحك نفس يا ........................ !!!

مقالات متعلقة