الدكتور جورج جقمان:

إذا نظرنا إلى الانتفاضة الأولى فقد كانت مدنية، والثانية كانت مسلحة، ونحن الآن في بداية انتفاضة ثالثة وهي انتفاضة معولمة

انتفاضة معولمة لأن عنصر التضامن الدولي موجود فيها، إضافة إلى حروب الانترنت، وهي مرحلة جديدة من النضال ومشابهة إلى ما حصل من مسعى لعزل جنوب أفريقيا

د.جمال زحالقة:

الهدف الإستراتيجي للشعب الفلسطيني يجب أن يكون نهاية الهيمنة الصهيونية، إذ لا يمكن أن تسود العدالة والديمقراطية في البلاد

نحن في مرحلة حرجة، فيها حل الدولتين يحتضر وحل الدولة الواحدة لم يولد بعد، وما لنا في هذه المرحلة الا التمسك بالثوابت والنضال ضد الهيمنة الصهيونية

الدكتور عزمي بشارة:

يجب جمع مئات المبادرات المحلية تحت سقف التمسك بالثوابت الفلسطينية

كلنا يعرف أن هذا التمسك يحبط التسوية، فإسرائيل لن تقبل بتسوية هذه شروطها

لا بد من التمسك بحقوق ثابتة غير قابلة للتصرف، مثل حق العودة، وزوال الاحتلال، وعروبة القدس، وغير ذلك

من عاجلاً أم آجلاً يجب أن يطرح أفق أوسع للنضال يمكن أن نعتبره عنواناً سياسياً جامعاً لمئات المبادرات المحلية التي قامت دون إذن من أحد

النضال الوطني هو نضال شامل ويجري في كافة الجبهات والوسائل، من المواجهة المباشرة مع الاحتلال وحتى النشاط الثقافي والتربوي والنقابي، النضال شامل ومستمر

نظمت مؤسسة "مواطن" (المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية) مؤتمرها السنوي الذي ينعقد للمرة السادسة عشر على التوالي في مدينة رام الله، تحت عنوان "محاور متجددة في النضال من أجل الحقوق الفلسطينية"، حيث شارك فيه العديد من الشخصيات والقيادات السياسية والاجتماعية.



وطالب المحاضرون خلال جلسات المؤتمر، الذي عقدت في الأمس، بالاعتماد على أشكال متعددة من النضال ضد الاحتلال والعمل في كافة المحافل الدولية بغية محاصرة إسرائيل ومحاكمتها لارتكابها جرائم الحرب الدولية، والاستفادة من التضامن الدولي والعربي.

انتفاضة جديدة ! 
وكان الدكتور جورج جقمان، المدير العام لمؤسسة مواطن، وعضو هيئة تدريسية في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بير زيت قد أكد في مداخلته: "إذا نظرنا إلى الانتفاضة الأولى فقد كانت مدنية، والثانية كانت مسلحة، ونحن الآن في بداية انتفاضة ثالثة وهي انتفاضة معولمة، وإن عناصر هذه الانتفاضة تتمثل مثلاً في موضوع السفن التركية، وموضوع تقرير غولدستون، والمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، إضافة إلى موضوع مناهضة الجدار". وأضاف : "أقول أنها انتفاضة معولمة لأن عنصر التضامن الدولي موجود فيها، إضافة إلى حروب الانترنت، وهي مرحلة جديدة من النضال ومشابهة إلى ما حصل من مسعى لعزل جنوب أفريقيا".

ضرورة تغليب المصلحة الوطنية
من جهته دعا الدكتور ممدوح العكر في كلمته إلى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على كافة المصالح الحزبية والعمل على توحيد الجهود نحو الوحدة الوطنية والعمل على إيجاد برنامج وطني جامع يستند إليه في النضال الفلسطيني بكافة أشكاله ومراحله وتطوراته وفقاً للوضع الذي تمر به القضية الفلسطينية على كافة الأصعدة دولياً وعربياً.

"النضال الوطني هو نضال شامل "
وقد شارك الدكتور عزمي بشارة، وهو عضو شرف في مؤسسة مواطن، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، وذلك عبر الفيديو كونفرنس، حيث ألقى مداخلة حول مستقبل النضال الفلسطيني، أكد فيها أن "النضال الوطني هو نضال شامل ويجري في كافة الجبهات والوسائل، من المواجهة المباشرة مع الاحتلال وحتى النشاط الثقافي والتربوي والنقابي، النضال شامل ومستمر، وقد تتخلله هدنات وترافقه مفاوضات ومحادثات سياسية وغير ذلك، والمهم أن المفاوضات لا تطرح كبديل للنضال قبل تحقيق الحقوق". وتابع قائلاً: "لا بد من التمسك بحقوق ثابتة غير قابلة للتصرف، مثل حق العودة، وزوال الاحتلال، وعروبة القدس، وغير ذلك. كلنا يعرف أن هذا التمسك يحبط التسوية، فإسرائيل لن تقبل بتسوية هذه شروطها. من عاجلاً أم آجلاً يجب أن يطرح أفق أوسع للنضال يمكن أن نعتبره عنواناً سياسياً جامعاً لمئات المبادرات المحلية التي قامت دون إذن من أحد في مرحلة تهميش م.ت.ف. يجب أن تجمع مئات المبادرات الشبابية والطلابية، واللجان المحلية في مختلف أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، تحت سقف سياسي، عنوانه رفض التنازل عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وأنه تعذر التوصل إلى تسوية عادلة بين كيانين في دولتين. الأفق الوحيد لأي تحرر يحمله جيلنا أو الجيل القادم هو أن يعيش سكان فلسطين كلها كمواطنين متساوي الحقوق في دولة واحدة، ولكي يحصل ذلك يجب أن تقوم هذه الدولة على المواطنة الديمقراطية المتساوية فتفكيك الصهيونية شرط لتحقيق المواطنة، وان تنتمي فلسطين الديمقراطية إلى حاضنة اكبر هي الوطن العربي".

"الهدف استراتيجي"
من ناحيته أكد النائب د.جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، أن الهدف الإستراتيجي للشعب الفلسطيني يجب أن يكون نهاية الهيمنة الصهيونية، إذ لا يمكن أن تسود العدالة والديمقراطية في البلاد ولا يمكن أن تُصان حقوق الشعب الفلسطيني إلا بزوال الهيمنة الصهيونية، فلا سلام حقيقي مع الهيمية ولا سلام فعلي بلا عدالة.
وقال زحالقة: "نحن في مرحلة حرجة، فيها حل الدولتين يحتضر وحل الدولة الواحدة لم يولد بعد، وما لنا في هذه المرحلة الا التمسك بالثوابت والنضال ضد الهيمنة الصهيونية."
وقد شدّد النائب زحالقة في محاضرته، التي تمحورت حول إستراتيجيات النضال الفلسطيني المشترك، على أن "الصهيونية العنصرية يجب أن تُهزم لا أن تُساوم"، مضيفاً: "حتى لو تمت أي تسوية سياسية أو اتفاق سياسي بين الطرفين، فما دامت الصهيونية مهيمنة فنحن فلسطينيو الداخل سنبقى نتحدى الصهيونية وسنبقى شوكة في حلوقهم".

وحدة الشعب الفلسطيني هي بديهية أساسية
ودعا زحالقة إلى ضرورة التصدي لمحاولات التجزئة والتقسيم، مؤكداً: "أننا شعبٌ فلسطينيٌ واحد وعلينا استنتاج الاستنتاجات السياسية من هذا القول وعدم التسليم بواقع الشعب الفلسطيني المجزّأ"، مضيفاً: "وحدة الشعب الفلسطيني هي بديهية أساسية ويجب أن تنعكس على السلوك السياسي والممارسة الفعلية لا أن تبقى مجرد قول". هذا وقدم الكاتب والباحث خليل شاهين مداخلة حول المقاومة الشعبية الشاملة، قال فيها: "ربما نقصد بذلك المقاومة المدنية الجماهيرية، وهو خيار في طبيعة الحال لا يستبعد الخيارات الأخرىا". وأضاف: "إن حل الدولتين فعلياً غير قائم، ولا اعتقد أن هناك حل وفقا لمفهوم الدولة كما يراه الفلسطينيون بمعنى دولة في حدود الرابع من حزيران عام 67، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وتقرير المصير".
جديرٌ ذكره أن المؤتمر ينعقد على مدار اليومين وهو يبحث عدة محاور أساسية في النضال الفلسطيني، وذلك من خلال عدة جلسات، لمناقشة القضية الفلسطينية من منظور القضاء الدولي، ومقاطعة إسرائيل، وآفاق النضال الفلسطيني، بالإضافة إلى حال الشباب الفلسطيني والنضال المعولم.