إدارة جمعية سند للامومة والطفولة كرمت الأسيرة المحررة وردة بكراوي التي شاركت في البرنامج منذ بدايته

مؤتمر المراة العربية من جمعية سند تضمن ندوة بعنوان "أبناؤنا مرآتنا" تمركزت حول العنف والعلاقة الزوجية وأثرها على الأبناء

نظم صباح اليوم السبت مؤتمر جمعية سند للأمومة والطفولة في قاعة أبو شقرة في أم الفحم بحضور مئات النساء من مختلف مناطق البلاد في الداخل الفلسطيني.

وتناول المؤتمر هذا العام قضية تربية الأبناء، وذلك لإرشاد الأمهات وتوعيتهن في كيفية التعامل مع أبنائهن خاصة في ظل ظروف العصر ودخول عناصر كثيرة في عملية التربية مما يجعل مهمة التربية خاصة عند الأمهات مهمة صعبة تحتاج الكثير من الوعي والجهد وضبط النفس والعلم باحتياجات الأبناء وكيفية حل مشاكلهم.
أفتتح المؤتمر الذي أدارته العاملة الاجتماعية مها نجيدات، بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم تلتها سهير سليمان، وعن البلد المضيف تحدثت ناهدة محاميد- مسئولة الدعوة في أم الفحم، رحبت فيها بالمشاركات والقائمات على جمعية سند للأمومة والطفولة حيث يشكل هذا المؤتمر شمعة مضيئة ومتجددة كل عام كما جاء في كلمتها.

يا بني اركب معنا
وأضافت: "يا بني اركب معنا..." نداء ردده سيدنا نوح عليه السلام ... وهذا النداء يردده كل أب: "يابا التحق بحراء.." "يابا قم للصلاة" "يا بنيتي البسي الحجاب" ... آباء وأمهات يدعون أبناءهم إلى سفينة النجاة لا يملون...ولا ييأسون...كما دعا نوح ابنه، ولكن الفرق بيننا وبين قصة سيدنا نوح أن سفينته كانت ملموسة ومرئية ماديًا أما سفينتنا فهي محسوسة غير مرئية، نوح يريد أن ينقذ ابنه من الماء والغرق...ونحن اليوم كآباء وأمهات نريد أن ننقذ أبناءنا من الفتن. لكننا اليوم نستعجل الثمار، فتصدر منا سلوكيات أقل ما يقال عنها أنها غير مناسبة، ونحن أولى الناس بالاستجابة إلى قوله تعالى :"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" فالتربية ليست مجرد أمر يجب عمله إنما هي عملية توجيه ومتابعة ومعاهدة وهي اولًا وأخيرًا لن تنجح إلا بتوفيق الله سبحانه وتعالى".

كوني كأم انس بن مالك
أما كلمة جمعية سند فألقتها -رئيسة جمعية سند- الأستاذة سوسن مصاروة، قالت فيها بعد الترحيب بالحضور: "للمرة التاسعة على التوالي نجتمع معكن في المؤتمر السنوي لجمعية سند، قدمنا فيها الكثير من المحاضرات والندوات والحوارات، خضنا خلالها مواضيع جمة تخص المرأة بشكل مباشر في دينها ودنياها، تحدثنا عن المؤتمرات التي حيكت في دهاليز الأمم المتحدة، ليس ضد المرأة بل ضد الإسلام والمسلمين بل وضد نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وما زالت هذه المؤتمرات تحاك حتى يومنا هذا حتى أنها أخذت تطعن في القرآن وتطالب بإلغاء أو تعطيل آيات من آياته جل في علاه بزعم أنها تظلم المرأة.
وأضافت: " لقد طرحنا في الحركة الإسلامية مشروعًا كبيرًا، وهو مشروع "نحو مجتمع آمن" وذلك لمعالجة مشاكل العنف، هذه الظاهرة التي استشرت في مجتمعنا نتيجة للصحبة غير الصالحة وإدمان الانترنت، مشاهدة المسلسلات والبرامج الفاسدة فمتى ندرك حجم الكارثة التي نحن واقعون فيها؟ المسئولية تقع علينا جمعيًا وعليكِ أنت عزيزتي الأم بالذات، فكوني كأم انس بن مالك عندما كانت تعلم ابنها الشهادتين وهو ما زال ابن شهر واحد وكوني مثل داوود عليه السلام الذي قال "إلهي، كن لابني كما كنت لي:فأوحى الله تعالى إليه: "يا دواود، قل لابنك، يكن لي كما كنت لي، أكن له كما كنت لك".
وفي النهاية وجهت الأستاذة سوسن مصاروة تحية إلى شيخ الأقصى، فضيلة الشيخ رائد صلاح حفظه الله ونرفع أكف الضراعة إلى الله بأن يحفظه في سجنه ويمن عليه بالخلوة والطاعة والمنح الربانية التي ترضيه وتقر عينيه وأن يعود سالمًا غانمًا.

التغيرات الحديثة في التربية
أما الفقرة التالية فكانت إبداعية باختيارها وأدائها، زجلية للأخت صفاء إغبارية تناولت التغيرات الحديثة في التربية بصورة ساخرة، مضحكة ومبكية في ذات الوقت لملامستها الواقع المرير الذي يعانيه منه مجتمعنا حيث هناك أخلاقي وتربوي واضح.

عُذراً بني لتطوير العلاقة بين الأم والابناء
المحاضرة الأولى ألقتها العاملة الاجتماعية وعضوة جمعية سند للأمومة والطفولة هناء حسن بعنوان "عُذرًا بني" تحدثت فيها عن جملة من النقاط المهمة التي من شأنها أن تطور علاقة الأم بأبنائها ومنها: أن الأم هي مرآة أبنائها، تصرفاتها تنعكس على أبنائها، فإذا كانت الأم تعاني من تصرفات ابنها السلبية، فربما كانت هي السبب في ذلك من خلال تصرفاتها، وأن هناك خطأ كبير تقع فيها الكثير من الأمهات وهي إلقاء اللوم على أحد الأبناء عند مشاجرتهم مع بعضهم البعض دون أن تفهم المشكلة أصلًا مما سينعكس سلبًا على أبنائها، ومن الأخطاء التي تقع فيها الأمهات هو عدم احترام مشاعر الأطفال وضعف الاتصال معهم وفي هذا الشأن عرفت العاملة الاجتماعية هناء حسن الأمهات ببعض الأدوات التي تحل من خلالها المشاكل التي تواجهها الأم في بيتها، مواقف يومية مثل عدم استجابة الأبناء المراهقين الشباب خاصة لترتيب غرفتهم أو كثرة التغيب عن المدرسة. وفي النهاية تطرقت إلى أهمية التشجيع والإصغاء وعدم استعمال العنف كوسيلة للتربية لأن من شأنها أن تترك المشاعر السلبية وتساهم في تفكيك الأسرة.

مش مهم تصرخن بها فتيات الناصرة
مسرحية بعنوان "مش مهم" أدتها مجموعة من الفتيات من الناصرة تناولت فيها بأسلوب ساخر وممتع وجذاب كيف تقضي بعض الأمهات وقتها في الغيبة والنميمة وتترك مسئولية تربية أبنائها، وكيف تنظر بعضهن أيضًا إلى أن الإجازة الصيفية هي ثقل كبير عليها فلا تجد لتجاوزها إلا توجيه الأبناء نحو التلفاز والكومبيوتر بينما تجد القلة القليلة البديل حيث تجد في الإجازة الصيفية فرصة لتوثق علاقاتها بأبنائها وتفيدهم من خلال مشاركتهم الترتيب والطبخ والزيارات وتعلميهم بطريقة ذاتية.

أبناؤنا مرآتنا تظهر العنف الأسري والعلاقة الزوجية
أما الفقرة التالية فهي ندوة بعنوان "أبناؤنا مرآتنا" تمركزت حول العنف والعلاقة الزوجية وأثرها على الأبناء شاركت فيها كل من: المستشارة التربوية أماني مرعي –محروم، والعاملة الإجتماعية هيام محاميد، والداعية والمربية وداد ناصر ، وأدارتها مديرة جمعية سند هبة هريش عواودة .
ومن جملة النقاط التي طرحت خلال الندوة: تعريف العنف الزوجي، وأنواعه، وآثاره على الأبناء، وكيفية التغلب على الغضب لتجاوز المشكلات الزوجية، ضعف التحصيل الدراسي نتيجة الخلافات الزوجية، أهمية التوعية للخاطبين والخاطبات في كيفية تعاملهم مع القضايا الزوجية، قصص من حياة الصحابة تعكس الأمن والاستقرار الأسري والزوجي قصة زين العابدين كمثال نموذجي.

رمضان والتوبة إلى الله
في ختام مؤتمر جمعية سند ألقت الأخت فدوى عبيد محاضرة إيمانية قيمة تحدثت فيها عن رمضان والتوبة إلى الله تعالى، وارتقاء الهمة لتسعى إلى إرضاء الله تعالى فرمضان منحة على المسلمة أن تستثمر كل طاقتها وامكانياتها لتصل إلى هدفها ونصحت الأخوات المسلمات بكثرة الدعاء وخاصة في هذا الشهر الكريم وكثرة الاستغفار والانابة الصادقة.
هذا وكرمت إدارة جمعية سند الأسيرة المحررة وردة بكراوي التي شاركت في البرنامج منذ بدايته.