افتتح في سخنين اول مركز لخدمات الاسعاف الاولي في الوسط العربي وما ميزه انه قد احتضن بين ذراعيه اكثر من 120 من الشبان والشابات العرب المتطوعين في مجال التضميد والذين تلقوا دورات الاسعافات الاولية باكثر من 60 ساعة تعليمية وقسم كبير منهم قد استزاد في تعلم دورات اخرى تنمي معلوماته الطبية وفي مجال تقديم الاسعافات في حوادث مختلفة في مجال تطوعه العملي واليومي.

المركز الجديد للاسعاف هو انجاز مهم لسخنين والمنطقة
وقد التقينا في حفل افتتاح الفرع الجديد لنجمة داوود الحمراء في سخنين بالمتطوع الشاب فادي بدارنة وهو طالب جامعي يبلغ من العمر 20 سنة ويدرس التمريض والبراميديك في الجامعة العبرية في القدس وكانت بجانبه  فتاة تدعى حنة وتبلغ من العمر هي الاخرى 20 سنة من بريطانيا وهي طالبة جامعيه لعلوم السياسيه للشرق الاوسط، امها ايرانيه ووالدها يهودي وتقول "عندما توجد النيه للعيش مع بعض بسلام فانه لا توجد اي مشكله للعيش والتأقلم مع حضارات اخرى وهذا ما يجب ان يكون في دولة اسرائيل المعقده فيها الاوضاع بسبب كثره الحضارات والديانات المختلفه".

فادي بدارنة

العمل انساني بالدرجة الاولى
ويقول فادي بدارنة "تحدثنا عن كيفيه اندماج المتطوعين العرب في نجمة داود الحمراء مع اشخاص يهود، فأجبتها نحن نقوم بعمل انساني من خلال تقديم الاسعافات والعلاجات والمساعده لكل شخص دون التطرق الى هوية، جنس، اراء سياسيه، قوميه والدين".
وتحدث فادي ان "مركز نجمة داوود الحمراء في سخنين يمثل جسر للتعايش بين ابناء الشعبين، عن كيفيه تقديم الاسعافات لاشخاص يهود من قبل متطوعين عرب وعن كيفيه تقديم الاسعافات لاشخاص عرب من قبل متطوعين يهود".
واضاف فادي"وعن مواجهتي للتميييز والعنصريه وكأنني عربي درجة ثانيه (سوغ ب)  سواء في محطة الباصات او شوراع القدس او الكنيونات ولكن  في نجمة داود الحمراء الوضع مختلف تماماً، لا تشعر انك مختلف عن اليهود انما  يتصرفون بأحترام تجاهك ويعاملونك كأنسان ".

وعن المركز الجديد يؤكد فادي "وبوجود مركز نجمه داوود الحمراء في سخنين يقرب القلوب بين ابناء الشعبين، عند حضورنا للورديه نجلس مع المتطوعين اليهود، نأكل مع بعض، نسهر مع بعض، نضحك وكل هذا يساعد في التعرف على الحضارات والعادات المختلفه ويجعلنا نفهم الطرف الاخر".
اشعر بالرضى التام
ويردف فادي "انا شخصيا اتطوع منذ جيل 15 سنه اي تقريبا 5 سنين  في نجمة داوود الحمراء كمسعف واشعر بالرضى التام  واكتفاء ذاتي من تطوعي لاني اشعر اني افيد مجتمعي وبلدي من خلال انقاذي ومساعدة المرضى والمصابين وهذا يساعدني في مواجهة حالات الطواريء لا سمح الله في البيت، الشارع في الحاره".
وينهي فادي بدارنة بالقول "كل الاحترام لمتطوعي وعاملي نجمة داوود الحمراء في سخنين على تطوعهم وخدمة اهل بلدهم واناشد الشباب والشابات بالانضمام للتطوع لما في مصلحه كبيره لبلدنا خاصة والوسط العربي عامة وفي هذا المناسبه اطالب السائقين وخاصة في الوسط العربي بالحذر على الشوارع وعدم الاستهتار في السياقه.

المهم بالتطوع ان تخفف معاناة الآخرين
اما المتطوع شادي طربيه ابن الـ 19 ربيعاً فيقول "انتسبت الى وحدة المتطوعين في نجمة داوود الحمراء في مدينة سخنين وانا بجيل 15 سنة وبدأت بدورة اسعاف اولي لمدة 60 ساعة وبعدها توجهت الى مدينة كفار سابا واجريت امتحان فنجحت به وقد انهيت الصف الثاني عشر في مدرسة سخنين الثانوية".

شادي طربيه

ويتحدث عن نفسه ويقول "منذ نعومة اظفاري ويقولون لي ان قلبي رحيم بالآخرين واحب كل من حولي وقد نمت هذه المشاعر معي بالكبر وقد يكون ان ذلك كان له تأثير على تحديد مستقبلي المهني حتى وعلى رأس ذلك مساعدة من بحاجة ماسة للمساعدة، وقد حصلت على شهادة تقدير للمتطوع المتميز من ادارة نجمة داوود الحمراء وشهادة اخرى لمساهماتي بحملات التبرع بالدم من بنك الدم المركزي في تل هشومير".
ويضيف طربيه "ان للمضمد خالد بدارنة التأثير الكبير بمساعدتي ورفع من معنوياتي ومعنويات الكثير من المتطوعين في المركز ووجدت منذ دخولي هذا المجال كم الاحترام الذي يكنه الناس من حولي للمسعفين وكنت بصدق راضي عن نفسي وعن عطائي لمجتمعي خاصة عندما تساهم بانقاذ حياة او المساهمة في تخفيف المعاناة والالم الذي يشعر به الناس ، وكلي امل التوفيق من الله لدراسة مجال قيادة سيارة الاسعاف ".

ويؤكد طربيه"واحياناً كنت اقف عاجزاً امام بعض الحالات المستعصية والتي كنت اشارك فيها ولكني لا استطيع ان اساعد اكثر وكانت تنتابني حالة من عدم الرضا الا ان هذا القدر بان اشارك في مساعدة البراميديك ممن ارافقه وبالتالي قدر كل شخص محتوم" .
حادث مصرع ثلاثة من دير حنا هز كياني
"من اصعب الحالات التي شاهدتها عينيي الحادث المأساوي الذي وقع شرق دير حنا عندما اصطدمت شاحنة بسيارة جيب وتسببت بمصرع ثلاثة من ابناء قرية ديرحنا واصعب منظر شاهدته عندما وجدنا ان الشاب المتوفى ليس به أي اصابة الامر الذي استوقفني واجهشت بالبكاء لهذا المنظر المؤلم" .

ساهر غنايم

اما ساهر غنايم ابن 19 سنة ومتطوع في نجمة داوود الحمراء منذ اربع سنوات فان انتسابه للمركز يوعزه للسيد ابو رفعات بدارنة الذي له اليد البيضاء في انتساب الكثيرين لهذا المركز.
التطوع يعلم على الصبر والسكينة
ويقول غنايم ان الهدف الاسمى من كل تطوعه هو خدمة البلد ولم يكتفي بتعلم دورة الاسعاف الاولي بل ودرس كيفية استعمال ادوات الانعاش والاجهزة المتطورة لمعالجة المصابين قبل وصول سيارة الاسعاف وانا ارى بان مستقبلي يمكن ان احققه في هذا المجال خاصة وبالوقت الحالي بالاضافة لتطوعي بعد الظهر بمركز سخنين فاني اعمل صباحاً كمضمد في سيارة الاسعاف في مركز نجمة داوود الحمراء في مدينة عكا ومن خلال عملي تمكنت من كسب الاصدقاء العرب واليهود العاملين في هذا المجال واتعرف بشكل يومي على معلومات واساليب حديثة في المعالجة مما يكسبني الكثير من المهارات، والتطوع يربي النفس على الهدوء والسكينة والراحة وفوق ذلك يعلم على الصبر في كل نواحي الحياة وهذا في اعتقادي سيساعدني في دراسة موضوع البراميديك وهو قمة العاملين في مجال الاسعاف 

 انقاذي لصبي كان وضعه متدهور
"ومن الايام التي لا انساها انني وصلت الى منطقة قريبة من سخنين ووجدت ان صبي قد سقط عن جرار زراعي لسبب غير معروف وقد قدمت المساعدة له وكان وضعه في تدهور ونزيف حاد في رأسه لولا لطف الله به ومن ثم وصولي بالسرعة الى هناك وقد عوفي هذا الصبي وكلما اشاهده احمد الله على تطوعي".
عامل كراج انحصر تحت الجك والسيارة
"وحادث آخر في كيبوتس كفار همساريك عندما وصلنا الى حادث داخل كراج ووجدنا ان احد الاشخاص موجود تحت ركام سيارة والتي كانت مرفوعة على (جك) رافعة السيارات من اجل فحصها ولسبب ما انكسر الج وسقطت السيارة عليه وقد تحدث الطاقم الطبي معه وكان يملك الوعي ولكن اثقال كبيرة كانت تمنع من سحبه من تحتها ووقف الطاقم الطبي عاجز بانتظار وصول رافعة كبيرة للاثقال وتوفي هذا الشخص قبل وصول الرافعة وطاقم الانقاذ ".
الدخان يتصاعد من جسده المحروق
"وحادث آخر وقع عندما تلقى الطاقم الطبي عن اصابات في حادث حريق في احد المصانع وعند الوصول الى هناك شاهدنا شخص يخرج من النيران والدخان يتصاعد من جسده ويطلب مني المساعدة ولا استطيع ان انجده غير اننا تمكنا من نقله الى المستشفى وبعد ايام قليلة توفي متأثراً بجراحه ".
رسالة لا بد منها للشباب
"ويوجه غنايم رسالة لجمهور الشباب بان يجدوا الاطار المناسب في بلدانهم وقراهم خدمة لاهلهم لان ذلك يساعد من حب كل منا لمن حوله والانتباه في كيفية السير على الشوارع التي تحصد المئات سنوياً من  الاعزاء علينا". 

علي عثمان شحادة

اول حادث شاركت فيه كان به قتيل
اما علي عثمان شحادة هو الآخر ابن 19 ربيعاً يقول كنت اشاهد اصدقائي يلبسون القميص الابيض ويتوجهون للتطوع في مركز نجمة داوود الحمراء وشعرت اني وحيداً وعندما نجلس سوياً اسمع منهم حديث فيه روح المبادرة وخدمة بلدنا سخنين وكم الحالات التي تمكنوا من المساعدة فيها للمصابين الامر الذي دفعني لانتسب لهذا المركز قبل ثلاث سنوات وقد درست دورة الاسعاف الاولي واتذكر ان اول سفرية مع سيارة الاسعاف كانت لحادث طرق كان فيها شخص قتيل وقد صدمت في البداية الا انني سرعان ما احسست بالرضا عن نفسي وعن مساهمتي في هذا المجال واصبحت اشاهد المنظر المؤلمة والصعبة بعين اخرى وهي كيفية المساهمة في انقاذ هؤلاء المصابين او التخفيف من آلامهم ومعاناتهم .
طفلة بريئة متوفية في سريرها
"ومن الحوادث التي مرت امامي انني انضممت الى سيارة اسعاف من اجل الوصول لقرية وادي سلامة كانت هناك رضيعة ترقد في سريرها وقد فارقت الحياة بما يسمى موت سريري وكانت الرضيعة تشع نوراً ربانياً مما اشعرني بحرقة وغصة ".
 شاب يترنح على شجرة
"وحادث آخر تم استدعاء الطاقم الطبي الى احد الاحراش القريبة من المدينة لنجد شاباً في مقبل عمره وقد اقدم على ايذاء نفسه شنقاً الامر الذي شعرت بمرارة وحرقه على هذا الشباب ".

محمد عدنان طربيه

اما المتطوع محمد عدنان طربيه والذي يدرس في الصف الثاني عشر في المدرسة التكنولوجية في مدينة سخنين ومتطوع منذ سنتين ونصف في مركز نجمة داوود الحمراء فيقول "انه قد شاهد في حياته الكثير من الحوادث على الشوارع وكان يراقب عمل المسعفين والمضمدين بشغف وهذا الامر قد تحول الى حقيقة يوم ان توجه للمركز بطلب انتساب ودراسة دورة مدتها 60 ساعة في مجال الاسعاف الاولي وهو لن يثنيه أي شيئ من الدراسة للوصول لدرجة البراميديك" .
واضاف طربيه "انه لا يرى بالوقت الذي يقضيه في التطوع في المركز بانه هدر للوقت بل هو خدمة لمن حوله من اهل بيته وبلده والناس جميعاً وما اجمل من ان يكون المتطوع محباً للعمل الذي يتطوع فيه لانه سيكون مخلصاً له ومتقناً له ".
دعوة للمواطنين باخلاء منطقة الحوادث
وتطرق طربيه الى ظاهرة يومية تتكرر امام ناظريه عندما يقع حادث طرق وتتجمهر العشرات واحياناً المئات من الشبان والاشخاص من حول الحادث ضاربين بعرض الحائط توجهات المسعفين لهم باساح المجال امامهم لمساعدة المصابين وتمرير الهواء النقي لهم مما يأتي بالنتائج العكسية على المصابين وتقديم الاسعاف لهم مع التأكيد ان احداً منهم في كثير من الاحيان لا يجيد تقديم الاسعافات الاولية البسيطة للمصابين ".
حادث طرق واشخاص مبعثرين في كل اتجاه
وعن الحوادث الصعبة التي واجهها قال طربيه" ان حادثاً بالقرب من قرية الرامة نتج عنه اصابات عديدة وعند وصولنا شاهدنا اشخاصاً كثر ينزفون دماً وكل يصرخ فلم اعرف من اين ابدأ بالمساعدة ووقفت متجهماً الا انه سرعان ما بدأنا بمعالجة الاصابات الاخطر فالاقل خطورة".
وينهي طربيه حديثه بالتوجه للشباب بالتوجه يوماً بالاسبوع للتطوع ودراسة أي موضوع كان فيه خدمة لاهل بلده والمجتمع الذي يحيى فيه.