الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 17 / مايو 06:02

لو يرجع شهداء عيد الأرض لرأوا منا عجباً !!! بقلم: الشيخ خالد مهنا

كل العرب
نُشر: 30/03/10 22:10,  حُتلن: 07:59

 - الشيخ خالد مهنا في مقاله:

* ماذا سيفعل الشهداء إذا عادوا مجدداً للحياة ؟؟

* يا أصحاب الرأي والقرار رفقاً بالشهداء .. والأيتام والنازحين ... لا تقتلوا أمانيهم وأشواقهم !!!

* ماذا لو رجع شهداء يوم الأرض الخالد ورأوا حالنا في هذا اليوم فماذا ستكون ردة فعلهم حين يحطموا قبورهم؟

على الرغم من أن الحدث لم يهدد يومذاك كل الأرض الفلسطينية المحتلة عام النكبة , ولكن يتعلق بمصادرة 20 ألف دونم من أراضي سخنين – عرابة – دير حنا في منطقة الجليل الأعلى , إلا أن القرار الصهيوني عام 1976 كان سبباً من أسباب توحيد الكلمة والصف وجميع قطاعات الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر , والقوى السياسية على اختلاف مشاربها ومؤسسات المجتمع المدني , فكان الدرس الأول الذي جسدته الجماهير الفلسطينية رداً على ذلك القرار الجائر هو وحدة الصف والكلمة والموقف للحفاظ على ما تبقى من أرض وليشارك الجميع بلا استثناء في الاضراب بعدما راهنت الصهينونية على منطق القوة والإحلال , وأثبت الفلسطينيون يومذاك أنهم ليسوا لقمة سائغة وجاءت هذه الانتفاضة الأقوى لتثبت أن ثقافة الانتماء للأرض والوطن والأم في مقام راقي بل عالية الجودة بين الفلسطينيين ومتينة وأن الأجيال الصهيونية التي راهنت على عامل الزمن والنسيان والأسرلة قد فشلت في ترويض الوعي والوجدان الفلسطينيين الذي كان يوم الثلاثين من آذار ( مارس ) من عام 1976 مقاوماً عنيداً للظلم والعدوان , والتي أعلنت ساعتذ أن الجسد الفلسطيني الذي أنهك من شدة ما ذاق من سياط وقهر عصياً على الزوال والإبادة , يطلق روحه الخضراء على حرائق المغتصب , وأن التراب سيظل يحتضن شجرة الزيتون . ومضت الأيام تترى , وتعاقبت الأجيال وخلف من بعد عام 1976 خلف ضبابي غابت لديه الخطة الوطنية واضحة المعالم لمواجهة مد الصعلقة فكيف إذن مع غياب برنامجه يحافظ على بقية الأرض من الابتلاع والقضم ووجدت بلعين ونعلين والمعصرة التي تتعرض أراضيها للمصادرة أو المهددة بالمصادرة أو إقامة جدار الفصل العنصري نفسها وحيدة – إلا من إسناد متواضع – لم نرص الصف حولها .. تركناها وسائر البلدات والقرى الأخرى تبكي وتندب حالها ...

ماذا لو رجع شهداء يوم الأرض الخالد؟
فماذا لو رجع شهداء يوم الأرض الخالد ورأوا حالنا في هذا اليوم فماذا ستكون ردة فعلهم حين يحطموا قبورهم المتواضعة في إجازة عابرة وتنفسخ الأرض من تحتهم وانتصبوا كأشجار اللوز والليمون والسنديان ؟ ماذا ستكون ردة فعل الشهيدة خديجة قاسم شواهنة ابنة سخنين والشهيد محسن طه من قرية كفر كنا , والشهيد خير ياسين من قرية عرابة , والشهيد رأفت علي زهيري من قرية نور شمس الذي استشهد على تراب مدينة الطيبة , والشهيد رجا أبو ريا من قرية سخنين , والشهيد خضر خلايلة من مدينة سخنين أم الشهداء وهم الذين يتوقعون أن نمد في عرس الأرض " اوصالنا المقطعة بكل الخلجات والنبضات كي يذهب نشيد الوطن عالياً فوق الأسوار والجدران العازلة وفوق الأسلاك الشائكة في التحام القرى الرافضة للمصادرة والقرى والبيوت المدمرة منذ أن حفر الكيان الفاشيستي مجزرته الأولى في لحمنا وترابنا لتقوم من خرائبها منتفضة على آلامها وخالعة قمصان الندب والبكاء معانقة الهواء والنسيم العليل القادم نلملم اشلاءنا في يوم الأرض الفلسطيني , ونطلق الحناجر بالنشيد , يشاركنا شرفاء الأرض وأحرار العالم في هتاف إنساني متناسق ضد صانعي الموت والخراب , أولئك الذي يلطخون بهاء الوجود وينشرون في الكوكب الأرضي الذي لوثوه كل أسباب الدمار والإبادة " .

ماذا لو رجع الميت إلى الدنيا ؟؟
ماذا سيفعل الشهداء إذا عادوا مجدداً للحياة ؟؟
وما هג الحال التى سيرى عليها أهله وذويه ؟؟
فى اعتقادى الخاص أن من أجاب على هذا السؤال إجابة صادقة وتميل للواقع بدرجة كبيرة مع اختلاف طفيف انه اجاب عنه بوجه العموم لا الخصوص ، هو العلامة (( محمد رجب البيومى )) ( * ) ففى ديوانه الشعرى ( صدى الأيام ) الصادر فى 1963م أجاب البيومى عن هذا السؤال الغرائبى : ماذا لو رجع الميت إلى الدنيا ؟؟ وما هى الحال التى سيرى عليها أهله وأحبابه ؟؟؟
فى قصيدة : (( لو يرجع الموتى )) صورالبيومى حال الميت وهول المفاجأة التى سيُلاقيها عند عودته مرة أخرى ؛ فى البدء يصور البيومى صخب الموقف قائلاً :

إذا مـات إنـسان بكاه iiحميمه
وقـامت عليه من ذويه iiمناحة
تـمر فيُشجيك النواح iiمجلجلا
فتحسب أن الأرض وهى منيعة
وود بـجدع الأنف لو عاد iiثانيا
يرن بها صوت النوادب iiعاليا
وتبصر أخلاف الدموع iiهواميا
أصـيبت بزلزال يدك الرواسيا

وبعد هذا التصوير المبدع يُفاجأ البيومى القارئ بغرض عودة الميت ليرى أهوالا :
ولـو رجـع الثاوي كسابق عهده
لأبـصـر والأيـام ذات عجائب
وتـرضـى بديلا عنه يحتل iiقلبها
تـهـيم به جهد الصبابة iiوالهوى
وتـجـفو قريناً كان زهرة iiعيشها
كـأن لـم يكن يوماً فتى ii صبواتها
إذا مـا أتـاهـا يـستميل ii فؤادها لـشـاهد أهوالا تشيب iiالنواصيا
حـلـيلته تنسى العهود iiالمواضيا
ويـقطف من بستانها الغض iiلاهيا
وتـضفى عليه الحب فينان iiزاهيا
فشاء الردى أن يُصبح الزهر ذاويا
تـنـيـط بـه أحلامها iiوالأمانيا
تـفـر وتـستعدى عليه iiالعواديا

نرى البيومى يعالج موضوعاً فى منتهى الخطورة
ومن خلال الأبيات السابقة نرى البيومى يعالج موضوعاً فى منتهى الخطورة ألا وهو (( الغدر )) أى غدر الزوجة تلك التى تصطنع حُباً زائفاً ، وأنها خُلقت لأجل زوجها ، وتعاهده على الوفاء والإخلاص ، بل وتدعي أنه الحب الأول والأخير ولا حب بعده مهما كانت الأسباب ، وأنه غاية أمانيها ، وقمة أشواق ترتجيها، وحين يرجع الزوج (( الميت )) فيرى الخيانة والغدر من زوجة مخادعة تزوجت بآخر وراحت تنزله مكاناً فى قلبها متناسية بذلك أى عهد كانت قد أخذته على نفسها ؛ رغم أنها كانت تقول لزوجها الميت أنه حلمها الأول والأخير ، وأنه غاية أمانيها ، ولكن بمجرد موته كأن شيئاً لم يكن بل إنه حين عاد وراح يذكرها بالماضى ؛ ليستميل قلبها ، فرت منه وراحت تألب عليه الناس ..
وبعد هذا المشهد المفزع يواصل البيومى تصويره للميت الحي وذهابه إلى ابنه وشقيقه :
فـيـكظم غيظاً ثم يمضى لنجله
يُـسـائـلـه عن ماله قبل iiإرثه
ويـطـلـب مـنه ما يقيم iiحياته
ويـلـحـف فـى تسآله iiفتنوشه
قـذائف من هجو أثيم لو iiانتحت
ويـكـظـم غيظا ثم يأتى iiشقيقه
فـيـحـظـى بتكريم لأول iiمرة
ويـسأله قرض اليسير فلا iiيرى
فيغضى على سخط ويسأل مرغما
وتـكـشـفُ عيناه لعينيه iiنظرة
فـيرحلُ مقهوراً إلى غير iiرجعة
وقـد ظـنـه جم المروءة iiوافيا
فـيـبهت إذ يأتى له الرد iiقاسيا
فـيـأبـى ومـا يزداد إلا iiتماديا
قـوارص يـنغرن الفؤاد iiدواميا
ذرى جبل لا نهال كالرمل iiهاويا
وكـان أخـا قـبل المنية iiحانيا
فـإن عـاد لم يلق التلطف iiباديا
سوى الصمت بدءا والتأفف iiتاليا
لـيسمع عذرا هلهل النسج iiواهيا
تـقول مضى عهد يصون iiالتآخيا
وفـى قـلـبـه جمر توقد ii واريا

نذالة الابن والشقيق
فى الأبيات السابقة يصور البيومى نذالة الابن والشقيق ؛ الابن الذى يرفض أن يعطى أبيه شيئاً يقيم صلبه ، ويا ليته اكتفى بذلك ، بل إنه يهجو أباه ويسبه ، حتى الشقيق الذى كان يفيض حباً وحناناً ورأفةً ورحمة ،ومشاعر فياضة يحوط بها شقيقه ، بمجرد موته يتنكر له ، ويُبدى سخطه وغضبه من طلب أخيه ، ليُعلن بذلك عن الغدر فى أبشع وأقبح صورة ، ولم يبق أمام هذا وغضبه من طلب أخيه ليُعلن بذلك عن الغدر فى أبشع وأقبح صوره ، ولم يبق أمام هذا الميت (( الحي )) إلا أن يذهب لأمه عله يجد عندها ما يشفى غليله ، فماذا بعد أن غدرت به الزوجة وتزوجت من آخر ، وغدر به ابنه وشقيقه ؟؟؟؟؟؟
يُصور البيومى المشهد الختامى لهذه التراجيديا المتمثلة فى تنكر الجميع لميت عاد من الأموات ليرى الكذب والزيف فى أشكال عديدة وصوراً متنوعة :
ويـكظم غيظاً ثم يسعى يسعى لأمه
وقد أصبحت شمطاء وتنتظر الردى
لـه أخـوة مـنـهـا تسلت iiبقربهم
تـعـيش على ماجاءها من iiفتاتهم
يـنـاشـدهـا بر الرءوم ولم iiتكن
فـيـشرد فى الدنيا طريداً ولا iiيرى
ويـلـمس فى الموت الشفاء iiلحزنه
هـل الموت مهما قيل فيه سوى iiسنا
ولـو لـم يكن لاستذأب الناس iiشرة
ألا هـل أتـى الـباكين أن دموعهم
ولـيس حنان الأم فى الناس iiخافيا
فـما ترتجى فى العيش صفوا مواتيا
عـن الراحل الثاوى وإن كان غاليا
وإن كـان غـثـا ليس يُشبع iiطاويا
لـتملك ما يروى النفوس iiالصواديا
لـه مـوطـنـاً يلقى لديه iiالمواسيا
ومـا ظن يوما أن فى الموت iiشافيا
يـلـوح لجواب طوى الليل iiساريا
فـلست ترى غير الوحوش iiضواريا
تـضـيـع هباء حين يبكون iiثاويا

ينهى التراجيديا بشئ من الحكمة
وهكذا أراد البيومى أن ينهى تلك التراجيديا بشئ من الحكمة تمثل فى قوله :
ألا هل أتى الباكين أن دموعهم تضيع هباء حين يبكون ثاويا
فلو كانت تلك الدموع حقيقة لما تنكروا لصاحب تلك المأساة ، ولما تزوجت زوجه بآخر ، ولما طرده ابنه ولما تنكر له شقيقه ، فياليتنا نصدق مع أنفسنا ومع الآخرين.
* * * *
وهؤلاء الذين يقفون اليوم ليشيدوا بانجازاتنا مع مجيء هذه الذكرى أو في لحظات نشوتهم وهم يهزون المنابر ليسوا مبرئين أبداً من المتاجرة بشهداء هذا اليوم عن اولئك الذي يأتيهم اليوم فلا يتذكرون كيف جاء ومتى انتهى ؟ بل ينتظرون مجيء هذا اليوم لشمات الهوا واللهو والترف ؟

ماذا لو عادوا للحياة وأبصروا كم عدد المستوطنات
ماذا لو عادوا للحياة وأبصروا كم عدد المستوطنات والمستعمرات التي بنيت على أنقاض قرانا دون أن نحرك أو تحرك الأمة ساكناً ولم تتحرك لها قصبة ؟
ماذا لو عادوا للحياة ورأوا كيف أن الحياة في هذا اليوم تبدو شبه روتينية , فإن إضربت الجماهير قضت يومها في أحضان الطبيعة الخلابة وكأنها أوكلت أمور الدفاع عن أرضها وخيراتها ومقدساتها لمجموعات متفرقة متحزبة لقبيلتها وعشيرتها وفصيلها , كلٌ يريد المغنم لها دون أن يدفع المغرم ؟
ماذا لو عادوا للحياة ورأوا فرقتنا وتشرذمنا وتناحرنا وتعدد راياتنا , ومن المؤسف القول أن بعض أبناء جلدتنا المنتفعين أو المتساقطين أو المغرر بهم قد تناسوا قوة حقهم الفلسطينيين الذي حققوه في وطنهم عبر مساقات كثيرة أمعنوا فينا تنكيلاً وتنكروا لدم الشهداء ففرقوا أبناء شعبهم إلى فئات ومسميات تنسجم مع المخططات الصهيونية ... عرب اسرائيل .. بدو ... ضفاوية .. غزاويين ... لاجئين ... معتدلين .. متطرفين ... ومستوردات البراغماتية والعقلانية ومحاولة نرجسة الأمور وتثبيت الباطل .
ما أشد حاجتنا اليوم أن نرهف أسماعنا لصوت شهدائنا ليقرأوا على مسامعنا من جديد خواطرهم وأمانيهم وأحلامهم على رأس كل ذكرى تتجدد ...

هل يسمع الأحياء منا ما الموعظة
فهل يسمع الأحياء منا ما الموعظة البليغة التي سيضعها شهداؤنا أمانة في أعناقنا .. ولتنصتوا لهم بخشوع وهم يرددون على مسامعنا مرثيتهم فينا :
" إن كان يوم الأرض للذكرى
ودق الزار والخطب
فإنا سوف نلغيه
ونترك أهلنا في الأرض قرباناً على النصب
وإن كان اكتتاباً بالدم المسفوح فوق الأرض
إنا سوف نكتتب
ونرفع راية للأرض عالية على السحب
ونروي قصة التغريب بين مضارب العرب
سنروي قصة العيد الذي يأتي ولا يأتي
سنرويها كما تجري
لجيل بعد لم يأت
سنرويها عن الطفل الذي ما زال فوق الأرض
يطعم لحمه للرعب والتعذيب والموت
ينادينا
كفاكم فرحة صفراء
إن الفرحة الصفراء لا تغني عن الجوع
ومدوا لي يداً لتفك حبل الموت عن عنقي
فإن الشمس تصنع رونق الشفق
وتهوي خلف أحزان الملايين
وصوت الجند من خلفي يلاحقني
وفي الظلمات يلقيني
وصوت الموت في أذني يناديني
ويصلبني على الأبواب والأشجار والجدران
يحملني إلى فك الذئاب الجائعات دماً
ويلقيني كما تلقى القمامة في صناديق النفايات
يقاسمني فراشي راغماً أنفي
يعد علي أنفاسي وأيامي وميلادي وموتي
وعند الصبح يبصق في جبيني ثم يمضي
تاركاً جرحي ينز دماً وأشلاء وعارا
وها أنتم
وها نحن
يجز الصوف عن أجسادنا في البرد والحر
وبين مضارب العرب
تعانقنا أمية مرة وتصدنا أخرى
وبين القيس واليمن
وبين البر والبحر
وبين مدائن الإسفنج والزيت
ومن نفق إلى نفق
ومن بيت إلى بيت
مطاردة أمانينا
مصادرة لواعجنا مشوهة أغانينا
وبين الحرب والحرب
وبين السلم والحرب
تضيع بنا الطريق نضيع بين قبائل الأنساب والحسب
ولم يبق
سوى التنجيم
نسأل ضاربات الكف والبخت
عن العيد الذي يأتي ولا يأتي
عن الوطن الوليد بلا أب يحميه أو نسب
وقالوا سوف ترجع بعد صيف
قلت أنتظر
وما مرت لنا للغرب قافلة
ولا أفضى لنا عن غيبة
نجم ولا قمر
وعام مر تلو العام (لا حس ولا خبر)
أنا ما زلت وحدي أيها القمر الحزين
ألم أطرافي من المهجر إلى المهجر
وأرسم صفحة الوجدان فوق مشارق المدن
وتنقط من جبيني دمعة الإنهاك والتغريب
أسكن خيمة الكفن
وأمشي فوق أجفاني
ألاحق طيفك الباقي مع الزمن
وألهث خلف أوهام السراب فأشرب الآلام
حتى أدمن الأحزان والنسيان
عام مر تلو العام تلو العام
أعشب درب قافلتي
أخاف
أخاف أن تلغى مع النسيان بعض ملامحي
وتموت كل جوارحي
وأضيع بين سواحل الترحال من بيد إلى بيد. "

لو أصغينا السمع إليهم بنية التنفيذ فاننا سنعاود مثل الأمس نثر النصر بذوراً
ليس لدي أدنى شك اننا لو أصغينا السمع إليهم بنية التنفيذ فاننا سنعاود مثل الأمس نثر النصر بذوراً لتنبتها الأرض مسافات من حبٍ لذيذ يربطنا بالديار , وأحلام طفولة حية فينا وتتجدد لقرص الشمس , تكسوه الخضرة , ودم ممسك في مرج ابن عامر , فأقراص الشمس تغازل الشمس في كل صباح تنبض بنبض الأرض , إذ لم يمت النهار بأرضنا ولن يموت , ففي كل ليل تولد الأقمار وإن غابت من سمانا فنور زيتها يكفي السماء لكي تواصل رسم الخريطة للتائهين في تفاصيل الليالي ..
لقد غابت فرحة الأعياد من حياتنا , وفي يوم الأرض ظلت الأرض تحتفل بمجدها وعرسها ... بعيدها ... بفرحها .. بطهرها ولكنها تنتظر من يشاركها عيدها , فلا تدعوا الشهداء وحدهم هم المدعوون .. أفلا نشاركهم وهم أشرافنا وساداتنا أن نحيي وإياهم عيد الأرض ؟

رفقاً بالشهداء .. لا تقتلوا أمانيهم وأشواقهم
لقد انتهى يوم الأرض وانتهت المسيرات وعاد كل حيّ إلى حيه وظلت أرضنا المطرزة بأناث أطفالنا وتنهدات شيوخنا المحرومين من أرضهم وألمها جرين النازحين فوق الرمال وفي الهجير , يقبضون على مفاتيح الدار , وصك العودة والطابو , وآمال الانتصار , وكم كنت أتمنى اليوم أن أتوج أرضنا في ذكرى انتفاضتها الرابعة والثلاثين بعقد من الياسمين تلتئم حباته من دموعي الهاتنة ...
فيا أصحاب الرأي والقرار رفقاً بالشهداء .. والأيتام والنازحين ... لا تقتلوا أمانيهم وأشواقهم !!! 

مقالات متعلقة