الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 21 / مايو 10:01

الى برجوازيه مع امتناني هي كلمات ترصعت في خاطرة دعاء الحيدري

كل العرب
نُشر: 29/03/10 15:22,  حُتلن: 10:19

الشمس لم تعد من غروبها آلأخير , أودعنا للشموع تقلباتنا وبحثنا عن نحيب آخر نستطيع به اكمال الأنصراف الى العقول التائهة , ربما ترمقك نظراتي وتسكنك عباراتي ربما تنتحرين قبل ان ينشطر التراب . اما انا وعبثياتي وحزني قد أخذنا القرار في التماثل ودخلنا مشتاقين ليوم غير يوم ونمنا في بداية بلا نهايه .

ترجعني الذكرى ان لم يخونني النسيان الى ثلاث سنوات مضت رفعت سماعة الهاتف , من الهاتف ؟
اقول لك آلأن يا سيدتي ان صوتك كان شديد العذوبه وروعة في الجمال , هز كياني وضعضع الأوراق في مذكرتي , ثم انك يومها آثرت الكبرياء وآلتواضع في نفس الوقت , وانا شعرت بان لا حاجة لي بآلاناث بعد اليوم . هذه حوريه تأتي من بعيد البعيد تعرفني ولا تعرفني ولكن المهم هو الثورة , ثورة الورود ثورة الوجود ثورة النبات والجمال والبحار وثورة الخرافات وآلمشعوذين وثورة الحب والمنطق والسلام وآلأطمئنان , وثورتنا نحن , ثورة الاشئ في كل شئ .
لا شئ هناك غير الشئ الذي لم نألفه .

لم تقفلي سماعة الهاتف فحسب بل اقفلت أمور كثيره كانت ضائعه بين العبثيات ,
ولأننا فاقدون لا نستطيع أن نعطي ,
ولأنك تحبينني وضعت الوقت بين يديك وركضت الى اطراف الطريق ,
ومشيت هناك بين حقول الكستناء
في وقت ليس ببارد ولا ارهاصات للشتاء

هذا الوقت يا سيدتي هو ملكك انت فحسب , هذا الوقت هو لك انت , ان شئت او اردت او احببت تحكمت به كما شئت وكيفما شئت ولأجل هاذا , اليوم طوينا ثلاث سنوات عظيمه في تاريخ الشعوب ثلاث سنوات متيمه , طرقنا خلالها ابواب الجامعات وكراسي المطاعم , وآستعملنا زهور رخيصه ليست من أعمال بتهوفن , حتى أننا ولو للحظه نسينا سمفونية ضائعه وراء نظامنا اليومي وآلأسبوعي وقطعنا طريق طويلا متعبا , لعلك نسيت بعده أين جلسنا وكيف خاننا الغروب لان الرجوع وقتها بدا امرا لا مناص منه . . . وآنتصر الرجوع .

تذكرين أسس العلاقه الغراميه التي حملناها , أتمنى ان لا تعلميها حتى للمذكرات كي تبقى حصريا بيننا ونبقى الوحيدين في اضباط الوقت والقوانين وآلنظريات , وانا يا سيدتي ممتان لك عطفك السخي وجنونك الرائع ...
الم يحن الوقت للبداية وبدأ المحادثات وآلوصول الى المنعطفات ثم الطرق الفرعيه البريئه ,
الم تكوني تعرفي عن البداية ؟
اذا كيف بدأت ؟

أبدت لنا الصراعات الدائمه بيننا دور يقدر , دور توج بآلنجاح , ولو كان هناك جماهير لآستحوذ تصفيق كل الحاضرين وانت منسابه بين التوهان وبين مخالب الزمن , اذا عاد آلزمن مره اخرى وآرتقينا وفهمنا بعضنا آلاخر واصبحنا لا نذهب الى متاهه الا وأدخلنا في قلوب آلحاضرين عبثيات من الدعابة . . . وضحكنا كثيرا
اذا فعليك أن تستبشري خيرا , وعلينا أن نعترف بآلظروف التي تمنعنا من آلاعتراف , ومن آلان وصاعدا لا تنسي شغف النهايات ولا تكترثي لكثرة الابتهالات , وتهيئي , تهيئي كثيرا , لأنني اصبحت متسكع ثوري المزاج فاشل بكل ما حمل الفشل من معنى وعليك القيام لصلاة الفجر وحدك لان الساعات المنبهه فقدت اعمالها المألوفه وآنتفضت من الروتين اليومي وهربت من الزمن .

لا باب للانفراج غير الله . . . . وأنت
نعم انت . نهنأك انا وطاقم الغرام وجمعية أساليب الحب ونظام المراهقه الرسمي وكل الورود
على جهودك الطيبه في احتمال حماقتي وأسلوبي أللاواعي وأعصابي البدائيه المكروهه ونشكر لك بكائك السخي ورسائلك المعاتبه والحب ألمبعثر حتى كاد يقتلني .
وآلان اصبحت فجأة عاشق جيد , لم أعد متآمر على اعصابك آلتي حرقت , ويداك آلتي دعت , وأسلوبك في ان تجعليني
أخلد الى النوم كي لا أنام , ثم أنا حبي وصل به الأمر في أن يجعلني اكتب لك مفكره فاليك مفكرتي . . . .

لما تعبثين بجوارحي , ها أنا الآن مديون لك في أن اكون عاطل عن العمل وخلوق في نفس الوقت , كي تفكري ولو للحظه في ان تسامحيني .
قريبا انشاء الله سأرجع الى نظام رومنسي آخر بعد أن فرج الله كربي , سنرتب أللانهائيات بشكل دقيق اكثر تتقبله البشرية , فآجمعي الزهور اليائسه وبدليها بأخرى ضاحكه وآرمي افكارك من النافذه المقابله وآقرئي مقكرتي سريعا كي لا
تفقديها .
أشكرك وعاجز عن وصف جل اهتمامك بآلحب , أحببت وأبدعت وأعطيتني حتى مرحلة ألارتواء

دعينا نخرج آلان من المفكره كي لا تفاجأنا الحروف , فأنا أشعر أني شديد ألاحتياج في أن اقول لك . . .
حماك الله وأبكاني , وأسكنك قلبا دافئا , وأن علينا آلبقاء حتى يأتينا قدر الرحيل , لكني الى جنبك دائما .
سوف يحسدك كل الوجود على يتامتك , بعد ان يلاحظ انتعاش شراييني بتمردك آلدائم وحين لا نسمع اصوات التفاعل فعلى آلارجح ان كيمياء هذه المواد معطله , اذا فعلينا البحث عن مصير آخر .

الم يحن الوقت للخروج من الحوانيت وآلأسواق وآلسفر في متاهات الكلمات ألم تستقبلنا آلبدايات مره اخرى وأخيره كي نستطيع ان نبدأ , وتحدثنا الزهورعن استسلامها تحت الفراشات , وتستنشق الجذور ظلمة التراب . الم يحن الوقت لنرفع ايدينا الى السماء ونركض نحو الوضوح كي ترمقنا العيون , ونترك الضياع كي لا يفقدونا
. . . انهم حتى لو لم يتقنوا فن البحث والصراخ , فأين ترانا ذهبنا ؟ . . . نحن هنا !!
جلسنا ومشينا وتركنا آلجوء ورائنا كي لا نضيع , آلأن نحن بحاجة الى كلمات وسيمه من صنع آلظروف لكي ندخل مسابقة القصيده آلأجمل , ونحتاج الى بكاء اكثر ودموع رقيقه شبه ساخنه كي يكون حزننا في مستوى توقعات الفراق .

ليس لأني أكره نفسي او اعشق آلظروف ,
ولا لأن طريقنا تخلف عن آلمسير ,
ولكن كي لا تضيع الكلمات بآلكلمات وترحل آلمعاني وتسقط الحروف ,
انت انثى عظيمه الى ابعد الحدود . .
. . . واغلقت المفكره .

مقالات متعلقة