ازاح ستار نافذتي كأن يداه تعانق الستار لتودعه ونظر الى اسفل كأنه يقول آخر مرة سأنظر من هنا, ثم ادار وجهه الي وقال كلمات دخلت مثل جمرة ملتهبة وكوحت قلبي : آسف يجب ان نفترق ...قالها بكل برودة ولم يكترث لدموع حرقت وجهي من لهبتها, لم يكترث لسنين مضت اتعذب من نار حبه واتلوع من اشتياقي لأن اراه ... ثم مسك يدي وقال : ليس بيدي ولا كل ما يتمنى المرء يدركه... قال ذلك كأنه اسمعني جملة اول مرة اسمعها او انه يعطيني درس في فلسفة الحياة... فعاد ليقول احببتك يوما ولاجل ذلك لن انساك فاسمحي لي بقبلة اخيرة...ويا ليته لم يقلها فهذه جعلتني اشعر انني انسانة بلا قيمة واعدها احدهم وعذبها بحب اعتقدت ان من وراءه امل واخيرا فلها اجر كبير وهو فبلة اخيرة... فاقترب مني ووضع شفاهه على جبيني وقبلني, كانت قبلة باردة لم اعهدها منه من قبل, قبلة ليس لها معنى ولا اسلوب ولا شكل, قبلة ليست كباقي القبل انها اتفه قبلة قبلني احد في حياتي, وبينما كان يدور كل ذلك في ذهني فاذ بي استيقظ على صوت غلقة باب... لقد رحل الجبان , رحل دون ان يقول حتى وداعا...