قرابة الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر يوم الثلاثاء الأخير، وعندما كانت الطفلة دعاء حسني عباس في غرفة الصالون في بيتها الكائن في قرية المغار، سقطت قذيفة كاتويشا على سطح المنزل فاخترقت السقف الى غرفة العائلة التي جلست فيها دعاء فأصابتها بشظايا قاتلة لتسلّم روحها الطاهرة الى باريها على الفور.
وفور وقوع الحادث تجمّع الأهالي، ووصلت وحدات من الشرطة الخاصة والإسعاف، ولم يكن أمام الطاقم الطبي سوى إعلان وفاتها. وقد عم الحزن القرى والمدن العربية لهذه الضحية البريئة، ودفنت المرحومة في مغرب اليوم نفسه في مقبرة القرية.
وفي حديث مع أحد الجيران الذي تواجد في المكان قال: "سمعنا انفجارا قويا هز الجدران وعرفنا أن كاتيوشا قد سقطت في مكان قريب، وسقطت قذيفة أخرى في منطقة مفتوحة ولم تؤد الى ضحايا آخرين.
الدكتور منصور حسني عباس: حكومة أولمرت هي المسؤولة
وقد حاول بعض المتواجدين في المكان ركوب الموجة واستغلال ألم العائلة والكارثة التي حلت بها لمآرب سياسية ضيقة، ولكن في حديث مع الدكتور منصور حسني عباس، ابن عم المرحومة وممثل العائلة قال: "دعاء كانت طالبة مدرسة عمرها 15 عاما، كانت مجتهدة ومتفوقة في دروسها وكانت لها احلام كبيرة في التقدم والنجاح في حياتها، ساعة القصف كانت في غرفة العائلة تشاهد التلفزيون الى أن فاجأتها القذيفة فادت لوفاتها على الفور، نحن نرى في هذا قضاء من الله وقدره ونحستبها عند الله، الجو العام في القرية صعب جدا، الوالد والوالدة تحليا بالصبر والأيمان وواسوا الجميع بمصيبتهم. وأضاف عباس "في صباح اليوم نفسه كنت قد اشتركت في مظاهرة أمام الكنيست احتجاجا على العدوان على لبنان وكنت منظمها شخصياً، وقد رفعنا الشعارات وأطلقنا الهتافات المنددة بالعدوان ودعونا لوقف الحرب فورا والتفاوض من اجل الوصول الى حل سلمي لكل القضايا بما فيها قضية الأسرى من الطرفين، وقد بلغنا الخبر مباشرة بعد انتهاء المظاهرة.
لقد حاول بعض سكان القرية المعروفين جيدا الرقص على الألم، ولكن موقفنا في العائلة أصدرناه في بيان دعونا فيه لوقف الحرب حتى لا تزهق المزيد من أرواح الأبرياء في لبنان وفي اسرائيل وفي فلسطين، نحن نحمّل حكومة إسرائيل مسؤولية ونتائج هذه الحرب، فحكومة إسرائيل هي التي فرضت الحرب على لبنان وهي غير قادرة على إنهاء المقاومة اللبنانية ولا أن تحقق الأمن والهدوء لأسرائيل بالقوة بل بالتفاوض، الحكومة هي التي فرضت الحرب وهي التي بإمكانها وقف سفك الدماء وبالذات دماء المدنيين من الجانبين، في لبنان يعانون أضعاف أضعاف ما نعاني وما يعانيه الشعب في إسرائيل وخصوصا الأطفال والمدنيين المستهدفين في هذه الحرب".
وقال الدكتور عباس " لقد جاء عدد من الشخصيات الحكومية لتقديم التعازي، ومنهم وزير الصحة ( يعكوف بن يزري) استقبلناه وقدم كلمة تعزية طيبة وقد سلمته رسالة با سم العائلة طلبت منه أن يوصلها الى الحكومة ندعو فيها لوقف الحرب والبدء في عملية مفاوضات من أجل حل سلمي للقضية ولوقف سفك دماء شعوب المنطقة وحملنا مسؤولية ما يحصل وما قد يحصل لحكومة اسرائيل.