الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 13:02

في ترقب غروب الشمس تسرد لنا سكينة علي الصالح خيالٌ لا حدود له .. خيالُ مالك

كل العرب
نُشر: 07/03/10 10:48,  حُتلن: 19:58

كنتُ جالسةً أترقبُ غُروبَ الشمس.. واذ بي أذهبُ إلى خيالٍ بعيدٍ لا يعرِفُ معناً للحدود فرأيتُ بيتاً مِنْ خشبٍ صُنِعَ بدقةٍ.. ومِنْ حولِها حديقَةٌ مليئةٍ بالوردِ الجوري, والعصافيرُ تتطايرُ مِنْ حولها وكأنها تُلاعِبُها بغنائها ففرِحتُ .. كنتُ أستخفيّ خطواتي حتى وصلتُ البيتَ ومن ثُمَ بدأتُ أترقب المنزلَ الجميل .. فمُقلتاي لَمْ ترحمَني وبدأتْ بالنظرِ هُنا وهُناك ومِن جمالِ المنظرِ لم استطع أن أقِفَ وأرحَلَ بل.. أكملتُ طريقيّ دونَ خوفٍ يُذكَر ,وكأن شيئاً مِنْ الأعماقِ يقولَ لي:" إن ألشخص ألذي أحببتِهِ موجودٌ هنا فانتظريه..سمعتُ الكلامَ وتتبعتُهُ .. وقد مرتْ ساعةٌ وفي عقلي أفكارٌ تدورُ وعجلةُ الزمنِ تلِفُ حولي .
لو قلتُ لكُم ماذا رايتُ؟, لن تُصدِقوا فقد كان رجُلاً ذو قامةٍ رائعةٍ يتمشى بخطى مُتثاقِلة ..وكأنهُ واثِقٌ مِنْ نفسِهِ, ويرفَعُ خُصُلاتِ شعرهِ بيديهِ ..,ألتي تتطايرُ مِنْ حينٍ إلى حينِ على مُقلتيهِ, ..
فقال :" اهلاً بِكِ إلى عالمِ ألخيالْ.. قُلتُ مُحدِثةً نفسي: يا تُرى هل انا أحلُمُ أم في يقظة؟
إستمرَ في النُزولِ على الدرجِ وتقدمَ نحوي.. وكان على الجانبِ مِنْ ألغُرفَةِ مقعداً رُصِعَ بالذهبِ ,فنغرسَ به وهو يُقَلِبُ أوراقَ مُقلتيهِ ليجعلني أقرأُ ماضيهِ الجميلُ والترحُ ..
فقُلتُ بلهفةٍ: مَنْ تَكونْ؟
إبتَسَمَ وقالَ: ألاّ تدرينَ مَنْ أكونُ حقاً؟ انسيتي ألحبيبُ ألذي تحلُمينَ بهِ دوماً مُنذُ رُؤيتُكِ لي.. ..(أنا هو).. ولا تتعجبي فإن ألحياةَ لا يوجدُ بِها غَيرَ ألعجائبُ..
إندهشتُ وقِلتُ: "يا إلَهي كيفَ لي أن أتواجَدُ هُنا في مَنزِلٍ صُنِعَ بدقةٍ ومهارةٍ مِنْ خشبٍ ؟.. وأرى حُلُمي هُنا.. ألا توافقونني أن هذا حُلُماً داخِلَ حُلُم؟؟
ومرتْ الدقائِقُ والساعاتِ دونَ أن أشعُرَ بِها ونحنُ نتسامَرُ ونتداولُ الحديثَ وكأننا نعرِفُ بعضنا مُنذُ زمَن..
سألتُهُ يا تُرى هذا ألجمَالُ ما قَد يكونُ أُسمُهُ؟
قال: مالِك .. وأنتِ؟
قُلتُ : حوريه ..
فبدأ يمدَحُ بجمالِ إسمي أمَ -أنا- فلم أمدحهُ بل صرحتُ بِما أشعُرُ بِهِ اتجاههُ بدقةٍ.. فقلتُ: أيا هذا ألجمالَ كيفَ لكَ أن تعيشَ بين هذه الذئابُ ؟ أليسَ حرامٌ أن تتواجدَ بين حاسِدٍ وحقودٍ.؟!..
فخرجتْ مِنهُ قهقهةٌ جميلةٍ تدِلُ على إعجابهِ بكلامي وقالَ : يا لكِ مِنْ فتاةٍ جميلةٍ تدرُكينَ الكلامَ قبلَ أن يُنطقُ.. لذا اشعُرُ بعباراتُكِ وكأنها تركتْ بِقلبي لمسةٌ حانيه .. ظهرت على وجهي ابتسامةٌ عجيبةٌ تتساءَلُ لِمَ أنا هُنا؟ ..
فقد أجابني وكأنه يقرَأُ أفكاري .. لأنك تُحبينني.. قُلتُ : يا إلهي ..كيفَ لهذا أن يُسمى حُباً ألستُ أدرِكُ مشاعري .. ألم يَقُل قلبي أن هذا إعجاباً؟! فكيفَ يخدعُني ويُصرِحُ بأن هذا عشقاً؟؟ أليس هذا جنوناً.. يا إلهي لَِم تركتُ حقيقةً تلتفُ حولَ حُلُماً؟! ..
في غضونِ حديثي المتواصل مع ضميري.. عبرَ عن خجلهِ بِنظرَةٍ صغيره ..اردفها دون أن يُبالي ما ستكونُ مشاعري .. فحسمتُ أمري وقررتُ ألرحيلَ مِن هذا العالمِ الغريبُ .. فخطوتُ خطواتٍ مُترنِحه تدِلُ على تعبي مِنْ حقيقةٍ خُضِعتْ لِحُلمٍ..
فرأيتُ نوراً يشِعُ مِنْ بابٍ طويلٍ فدخلتُهُ ,واذ بي ارى قلبي أمامي يُنادِني ‘تعالي وأرجعيني إلى حياتُكِ‘.. تعجبتُ ..إن كان قلبي هنُا! فكيفَ أحببتُ؟ .. أيا هذا الجمالَ اخبرني وبصراحةٍ أأنت الذي أحببتَ أم أن الحُلمَ قد غاصَ في ألحُبِ؟ ..
اسئلةٌ حيرتني وغمرتني بالوهمِ الداكن .. فتساءلتُ مراراً كيف قلبي قد خرجَ مني ؟.. أأصبحتُ جسدٌ بِلا روحٍ ..كيف ذلكَ وقد أُعجِبتُ بِهذا الفتى النبيل؟؟!..
فضربتُ كفاً بِكفٍ وقلتُ: يا الهي ما أحمقني ألستُ أدري أن هذا ألحُلُمَ نتيجةَ فراغٍ أعيشُهُ بسببِ قلبٍ قد جرحَ مشاعري..
فعدتُ إلى دياري أتأملُ الواقِعَ ,فنطقتُ بضحكةٍ تُعبِرُ عن فرحي وتعجُبي لهذا الزمن..
وأخيراً صرحتُ وقُلتُ: أن الحياةَ جميلةً لكن, لا تدعيها تنغرِسُ بالاحلامِ فبذلك تُتعبينَ نفسُكِ وتجعلين مِنْ الكلامِ أوهام فتذكري دوماَ أن ألقلبُ إن خُدِعَ مِنْ قِبلُكِ أو مِنْ قِبلِ غيركِ إنهُ لن يُسامِحَ أبداً مهما كانت مدى طيبةِ قلبُكِ..
 

مقالات متعلقة