الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 08:02

ومضات من حياة حواء- بقلم: سكينة محاميد من قرية معاوية

كل العرب
نُشر: 05/03/10 13:14,  حُتلن: 07:47

* أقول لحواء: لا تعتبري هذا الكلمات نوع من الاستسلام، فهي رؤية واقعية لمجتمعنا الذي نعيش فيه وفقط أحببت لفت الانتباه

* عن النساء الأرامل والمطلقات فحدث بلا حرج، فإذا تزوجت الأرملة قالوا: (كيف تتزوج مبين نسيت زوجها السابق وخانت ذكرياته...

* إذا تزوجت الفتاة وهي في خضم دراستها تكثر النصائح حيث يقول الأخ أو الأب أن من المفروض أن لا تتزوج الآن فالزواج مع الدراسة متعب جدا

تكثر الأقاويل حول مظاهر التمييز والظلم الذي تعانيه المرأة العربية اليوم، من عنف وإقصاء وتجاهل ووو... أعزائي أبناء شعبي العزيز ألا ترون أن الظلم بحق المرأة يبدأ مع أول أنفاسها في الحياة أي منذ ولادتها وهي ما زالت تبتسم للجميع ببراءتها. فإذا بشروا الأب أن المولود أنثى يحاول الشخص المبشر ومن خلال كلمات التبليغ والتبشير أن يخفف الصدمة ويقول له مبروك (جاتك بنت) ثم يردف قائلا ( ترى البنت زى الولد), وكأنه يواسيه.
وكذلك النساء يقلن للأم ( ولا يهمك اللي جابت البنت تجيب الولد)، ولكن الجميع يعلم أن الفضل يبقى للولد دون البنت في جميع مجالات الحياة حيث يتخذ القرارات الإدارية والمصيرية له و للأسرة أما الفتاة فلا تملك القرار حتى بأمور تخصها.

دعوني يا أعزائي أن اكتب لكم مقتطفات مما تعانيه حواء، فهي تعاني الكثير على مر العصور والدهور، أولا عندما تصل الفتاة إلى سن الزواج , فمثلا إذا تزوجت الفتاة وهي في خضم دراستها تكثر النصائح حيث يقول الأخ أو الأب أن من المفروض أن لا تتزوج الآن فالزواج مع الدراسة متعب جدا، ولن تستطيع أن توفق بينهما ومن المؤكد أنها ستفشل في الدراسة!، أما إذا تزوجت بعد إنهاء الدراسة الجامعية قالوا ذهبت نضارة شبابها وهي تدرس (وفاتها القطار وأصبحت عانس)، وإذا تزوجت قالوا من حسن حظها إنها وجدت من يتزوجها، وإذا سكنت في بيت لوحدها بعيدا عن حماتها قالوا مسؤولية كبيرة وستشعر بالملل لوحدها، أما إذا سكنت مع أهل زوجها بعد الزواج قالوا مسكينة سلبت منها راحتها وحريتها وستعيش بضغط ومشاكل (وقيل وقال).

وإذا كانت من الفتيات اللواتي يحافظن على صلة الرحم و تذهب لزيارة أهلها باستمرار، فيدعوا أنها مسيطرة على زوجها (ومخليته مثل خاتم بإصبعها) . وفي حال تفضل التواجد في بيتها والحفاظ على أولادها وزوجها فيقولون إن زوجها معقد ويحد من تحركها (وعيشتها معه صعبة الله يعينها).

إذا حملت بعد الزواج مباشرة قالوا: مسكينة لم تشعر بالاستقرار بعد والهدوء بعد الآن في حياتها أو (ما تهنت في أول زواجها واستعجلت على الحمل) وعلى كاهلها وقعت مسؤولية تربية وأولاد . وإذا ما حملت بعد زواجها مباشرة قالوا أكيد فيها مرض وتعاني من عقم وفي بعض الأحيان يقولون أنها سعيدة مع زوجها.
ليس هذا فحسب فإذا خلفت وأنجبت طفلة فكثر النصائح قائلين: (لازم تحمل مرة أخرى بسرعة لتجيب الولد). وإذا أنجبت ولد مثل ما يهوون، قالوا (لازم تحمل مرة أخرى بسرعة لتجيب أخ يؤنس وحدت هالولد)، معتقدين أن المرأة "ماكنة تفريخ".

ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد فإذا حملت بصورة متتالية قالوا: (مفش عندها إلا الحمل كأنها قطة تنجب أطفال كثير حتى تربط زوجها). وفي حال لم تحمل ثانية قالوا أكيد أنها غير سعيدة بحياتها الزوجية أو أن زوجها ما ينفق عليها كفاية وتمضي عمرها مع طفل واحد.

أما عن النساء الأرامل والمطلقات فحدث بلا حرج، فإذا تزوجت الأرملة قالوا: (كيف تتزوج مبين نسيت زوجها السابق وخانت ذكرياته)، وإذا رفضت الزواج بعد وفاة زوجها فيقولون: ( من سيحميها ومن سيصرف عليها وعلى أبنائها ومن سيربيهم بعد مات رجلها).

هذه الكلمات يا نساء وفتيات المجتمع العربي هي غيض من فيض اكتبها لكل رجل عربي واطرح من خلالها في كل مرة مشكلة من ألاف المشاكل التي تعانيها المرأة والفتاة العربية في مجتمعنا، وأحاول أن اطرحها بصورة بسيطة تماما كما نعيشها في الواقع يوميا. صحيح أنها كلمات سطحية بسيطة ولكنها تحمل في طياتها معان ومعاناة وتجسد جانب واحد من الجوانب المظلمة في حياة المرأة العربية في مجتمعنا.
وأخيرا أقول لحواء إلى أن نلتقي في مقالة قادمة: لا تعتبري هذا الكلمات نوع من الاستسلام، فهي رؤية واقعية لمجتمعنا الذي نعيش فيه وفقط أحببت لفت الانتباه.

مقالات متعلقة