الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 17 / يونيو 06:02

الأوقاف الإسلامية: إلى أين / بقلم الشيخ إبراهيم صرصور

كل العرب
نُشر: 09/02/10 11:21,  حُتلن: 15:10

- إبراهيم صرصور :

* قاعدة الانطلاق في هذا المشروع والذي هو من أفضل أنواع البر والإحسان كانت وما تزال الرغبة في تحقيق مصالح المجتمع من مسلمين

* إسرائيل وحتى اليوم ( تقضم ) ما تبقى من هذه الأوقاف ، كما وتصر على الاحتفاظ بكل المعلومات المتعلقة بحجمها وحجم ريعها الذي تمتصه وزارة المالية

لقد كانت للأوقاف الإسلامية على امتداد تاريخ الخلافة الإسلامية دور مركزي في رعاية شؤون المجتمع وبالذات الشرائح الضعيفة فيه ... لقد أدت مؤسسات الوقف مهمة لم تقل خطورة من الناحية الاجتماعية والأخلاقية ومحاربة الفقر والمرض والجهل وتأمين الخدمات الدينية والعامة والسكن ، والأراضي الكافية لحاجات الناس ، والزراعة والمراعي والتجارة والاقتصاد والطرق والمياه ، وتطوير المجتمع في كل نواحيه ، وبالتالي في تحقيق الأمن الفردي والجماعي ، من دور الدولة ... قاعدة الانطلاق في هذا المشروع والذي هو من أفضل أنواع البر والإحسان كانت وما تزال الرغبة في تحقيق مصالح المجتمع من مسلمين وغيرهم ، استجابة لنداء الله سبحانه في قوله : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ) ، وابتغاء رضوانه عن عقيدة وإيمان ... لذلك لم يكن غريبا تنافس سلف الأمة الصالح وخلفها في تقديم أنفس ما يملكون تحقيقا لهذا الغاية النبيلة...
حظيت فلسطين باهتمام الدولة الإسلامية على امتداد التاريخ لما لها من أهمية دينية وسياسية إستراتيجية ، حتى أصبح واحد من ستة عشر جزءا من مساحتها وقفا إسلاميا ، الأمر الذي جعل من مؤسسات الوقف فيها رائدة في رعاية الشؤون العامة بلا منازع ، والمجلس الإسلامي الأعلى في مدينة القدس الشريف على امتداد زمن طويل وحتى عشية النكبة الفلسطينية ، من أهم المؤسسات وأقواها وأكثرها فعالية على الساحة الفلسطينية ... صادرت إسرائيل الأوقاف الإسلامية منذ قيامها في العام 1948 بناء على قانون أملاك الغائبين / 1951 ، وبحجة أن الجهة المالكة وهي المجلس الإسلامي الأعلى قد انتهى وجوده ، متجاهلة تماما حقيقة أن الوقف ملك لله الذي لا يغيب ، أوقف لمصلحة المسلمين / الفلسطينيين في هذه الحالة الذين لم ولن يغيبوا هم أيضا أبدا ...
بعد مرور واحد وستين عاما على قيام إسرائيل ما زالت البقية الباقية من أوقاف المسلمين تعيش أوضاعا مزرية سواء في المدن العربية المسماة اليوم بالمختلطة ، أو في مواقع أكثر من خمسمائة قرية فلسطينية دمرتها إسرائيل وهجرت أهلها ، ما زالت آثارهم وأوقافهم تشهد بإسلامية وعروبة الأرض ... ما زالت إسرائيل وحتى اليوم ( تقضم ) ما تبقى من هذه الأوقاف ، كما وتصر على الاحتفاظ بكل المعلومات المتعلقة بحجمها وحجم ريعها الذي تمتصه وزارة المالية ، كَسِرٍّ دفين وخطير من أسرار الدولة ترفض الكشف عنه بكل إصرار ... من خلال متابعته لهذا الملف الخطير عبر القنوات البرلمانية ، طلب الشيخ إبراهيم صرصور إلى قسم المعلومات والأبحاث في الكنيست إعداد دراسة وافية حول موضوع الأوقاف الإسلامية : حجم الأوقاف ، الدخل المادي الذي " تسرقه الدولة من ريع هذا الوقف ، ما يصرف منه على مصالح المسلمين في البلاد ، الوثائق المتعلقة بهذا الوقف ، إلى غير ذلك من المعلومات ، إلا أن قسم المعلومات أخبر رئيس الحركة الإسلامية أن دوائر الدولة المختلفة ترفض التعاون في هذا الشأن بالشكل المطلوب ، الأمر الذي جعل من عملية إعداد وثيقة حقيقية حو الموضوع مستحيلة ... وللحديث بقية ...

مقالات متعلقة