الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 14:01

بعيدا عن نظرية المؤامرة


نُشر: 14/07/06 12:29

1- بعيدا عن نظرية المؤامرة والوقوع في فخها فإن القرائن الكثيرة تقول إن أوروبا الرسمية لا تزال في أغلبها تمارس سلوكيات مؤذية عن سبق اصرار تنم عن اصرارها القديم على محاربة الاسلام والعروبة وقيم الاسلام والعروبة وحاضر المسلمين والعرب. وأقول اوروبا الرسمية لأن هذه السلوكيات المؤذية في أغلبها تصدر عن الأنظمة والقيادات الاروروبية الحاكمة ولا تصدر عن الشعوب ، بل على العكس هناك الكثير من الشعوب الاوروبية التي باتت تتعاطف مع قضايا حاضر المسلمين والعرب . وأقول أوروبا الرسمية في أغلبها وليست كلها لان هناك بعض الأنظمة والقيادات الأوروبية الحاكمة التي باتت تتعاطف مع قضايا حاضر المسلمين والعرب، وعلى سبيل المثال وهو مثال قريب فإن لهجة الإدانة التي صدرت عن السويد والنرويج على الصعيد الرسمي التي استنكرت من خلالها الإجتياح الاسرائيلي الاحتلالي للضفة الغربية وقطاع غزة كانت هذه الإدانة شديدة اللهجة ولعلها لم تصدر مع شديد الأسف عن كثير من الدول المسلمة والعربية، وأقول ان هذه السلوكيات المؤذية تنم عن إصرار قديم لأن اوروبا الرسمية أغلبها على مدار التاريخ البعيد والقريب لم تنقطع عن مواصلة اعلان حالة الحرب على حاضر المسلمين والعرب قيما وحضارة وتاريخا ورابطة عملاقة تجمع في إطارها مليارا ونصف مليار.

2- فهذا القائد الأوروبي (أرناط) حاول في الماضي أن يعد حملة عسكرية لاحتلال المدينة المنورة ولحفر قبر رسول الله سيدنا محمد، وهذا (لورنس) الذي عُرف بملك العرب كان هَمُّه الوحيد تفتيت الوحدة الاسلامية واسقاط الخلافة ثم تفتيت الوحدة العربية وهذا ما قاله في كتابه ( أعمدة الحكمة السبعة ) ، وهذا ( غلادستون) الذي شغل منصب رئيس مجلس العموم البريطاني ذات يوم دعا الى ضرورة محاربة القرآن حتى تتمكن اوروبا من السيطرة على الشرق، وهذا (كرومر) رئيس الاستعمار البريطاني في مصر لما دخل مصر لأول مرة لما كانت مستعمرة بريطانية قال علانية: ( جئت إلى مصر لأهدم الثلاث: القرآن والكعبة والأسرة المسلمة ) ، وهذا (بلفور) صاحب الوعد المشؤوم الذي استباح حرمة شعبنا الفلسطيني وأهدر حقه وأعلن الحرب على استقلال وجوده منذ صدور ذاك الوعد المشؤوم عام 1917م، والقائمة طويلة جدا، والأسماء فيها كثيرة والشواهد فيها كثيرة، وكلها تعكس ذاك العداء القديم المتواصل الذي حملته اوروبا الرسمية في أغلبها على كل ما هو اسلامي وعربي.

3- ويبدو ان اوروبا الرسمية في أغلبها لا تزال تحمل ذاك العداء القديم  ولا أقول ذلك رجما بالغيب، فإن القرائن الكثيرة تؤكد ما أقول، ولعل المثال الصارخ اليوم هو اصطفاف أوروبا الرسمية في أغلبها مع الموقف ( الامريكي - الاسرائيلي) أو مع الموقف (الأمريكي) كما بات يحلو للبعض أن يسميه، والذي بات يستهدف مواصلة فرض الحصار على شعبنا الفلسطيني، وهذا يعني مواصلة تجويعه حتى الموت عقوبة له لأنه مارس حقه يوم انتخابات المجلس التشريعي وأدلى بصوته واختار حركة حماس حكومة له ، ولأنه قام بذلك فيبدو انه تجاوز الخط الأحمر في عيون الموقف (الأمريكي- الاسرائيلي) والموقف الاوروبي الرسمي في أغلبه، ولذلك فان هذا الشعب يستحق العقوبة، ولا بأس على المؤسسة الاسرائيلية لو قامت بقصفه برا وبحرا وجوا، ولا بأس عليها لو قامت بإيقاع المجارز وخطف الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني وهدم الأحياء السكنية الكاملة وتدمير الجسور ومباني الوزارات وصروح الجامعات والمدارس والروضات والعيادات ومواصلة إهلاك الحرث والنسل ونشر الخراب على صعيد القدس الشريف والضفة وقطاع غزة، ويبدو أن الموقف (الأمريكي - الاسرائيلي) والموقف الأوروبي الرسمي في أغلبه قد أجمعوا أمرهم على ضرورة مواصلة هذا التدمير الذي يقوم به جيش الاحتلال الاسرائيلي حتى اسقاط الحكومة الفلسطينية.

4- ومع رداءة هذا الموقف الذي اختارته اوروبا الرسمية في أغلبها لنفسها، والذي قادها من حيث تقصد او لا تقصد الى التخلي عن قيمها التي طالما تحدثت عنها وتغنت بها في الماضي والتي أحالتها الى شعارات تطالب لكل شعوب الارض بالحق والمساواة والحرية وحق تقرير المصير وحقوق الانسان .. الخ، يبدو ان اوروبا قد شاخت وفقدت دورها وأضحت شعاراتها خدّاعة ومتلونة ، ومشروطة وذات مقاسات خاصة، لا تليق إلا للرجل الأبيض في عيون أوروبا الرسمية في أغلبها.

5- ولأن اوروبا الرسمية في أغلبها باتت كذلك، فها هو المجلس الاوروبي لحقوق الإنسان يؤكد تورط 14 دولة اوروبية في شبكة السجون العالمية السرية التابعة للوكالة الأمريكية، وعمليات نقل المشتبه بتورطهم في أعمال إرهابية ، ويوضح التقرير الذي أصدره المجلس ان تلك الدول لعبت دورا في عمليات ادارتها الـ(CIA) ولم تكن مجرد ضحايا لهذه العملية، وقال ( ديك مارتي) المحقق السويسري بالمجلس عضو البرلمان الاوروبي في التقرير إن : ( من الواضح رغم أننا لم نكشف بعد عن الحقيقة الكاملة ان السلطات في العديد من الدول الأوروبية شاركت بشكل إيجابي مع وكالة المخابرات المركزية في هذه الأنشطة غير المشروعة )، ويوجه التقرير أصابع الإتهام الى بولندا ورومانيا في إدارة مراكز اعتقال سرية، ولألمانيا وقبرص واسبانيا لكونها مراكز إنطلاق لعمليات نقل غير مشروعة لمحتجزين، وحدد التقرير كذلك كلا من إيرلندا وبريطانيا والبرتغال واليونان وإيطاليا لكونها ( محطات لعمليات نقل غير مشروعة لمحتجزين)، كما اشار التقرير الى السويد وبريطانيا ومقدونيا وألمانيا فيما يتعلق بقضايا افراد بعينهم.

6- فهذه اوروبا الرسمية في اغلبها تتحدث عن حق الشعوب باختيار ممثليها عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع ولكنها تصطف في نفس الوقت مع الموقف الأمريكي - الاسرائيلي بهدف إلغاء نتائج الانتخابات الفلسطينية ومصادرة حق اختيار الممثلين عبر صناديق الاقتراع من شعبنا الفلسطيني !! ثم ماذا ؟! هذه اوروبا الرسمية في أغلبها تتحدث عن حقوق الانسان ولكنها تصطف في نفس الوقت مع موقف الـ(CIA) هذه الوكالة المخابراتية الأمريكية التي ملأت اوروبا بالسجون السرية بهدف خطف المسلمين والعرب والزج بهم فيها الى حين نقلهم الى سجن (جوانتنمو) او الى سجن (بغرام) او سجن (ابو غريب) !! فأي اوروبا هذه التي بات الرسميون فيها في الأغلب يبصمون للموقف ( الأمريكي- الاسرائيلي) مجرورين بكل تبعية لهذا الموقف وجارين خلفهم شعوب قارة كاملة.

7- ولأن اوروبا الرسمية في أغلبها باتت كذلك، فهي اوروبا الرسمية التي تتحدث عن الرفق بالحيوان وهي اوروبا التي تقيم عشرات الجمعيات للرفق بالحيوان وعشرات بل مئات العيادات للرفق بالحيوان ولكن هي اوروبا الرسمية في اغلبها التي قرر الاتحاد الأوروبي الرسمي فيها تخصيص 1.2 مليون يورو مؤخرا لمشروع ( الحجاب ، القيم في الديمقراطيات الليبرالية، المساواة والفروق) يهدف المشروع الى تحديد سياسة مشتركة بين كافة دولة الاتحاد إزاء الحجاب الاسلامي، وستقوم فرق من الباحثين من مختلف الجامعات الاوروبية بالتدقيق في القوانين والنقاشات الدائرة حول الحجاب، وكانت بعض الدول الأوروبية مثل بلجيكا قد سنت قوانين تحظر بعض الأزياء الاسلامية ودفع غرامة مالية على من ترتدي الحجاب في الشوارع البلجيكية منذ سنة 2004م، اما الخِمار فقد تم منعه في ثماني ولايات ألمانية من بينها العاصمة برلين، اما فرنسا فحظرت كافة الرموز الدينية في المدارس الحكومية العام الماضي !!

8- ولأن اوروبا الرسمية في أغلبها باتت كذلك فقد اوردت صحيفة السبيل ما يلي :» أفادت تقارير انه من المحتمل ان تفرض المدارس في العاصمة النرويجية اوسلو حظرا على ارتداء الطالبات المسلمات الحجاب( النقاب)، وذلك بناء على القواعد المدرسية ، وأصدرت إدارة التعليم والتدريب النرويجي قرارها بعد أن أحال مجلس مدينة اوسلو الامر إليها في وقت سابق من العام الجاري ، وقال المعلمون إنه من الصعب القيام بمهمتهم التعليمية لأنهم لا يستطيعون رؤية تعبيرات وجه الطالبات المرتديات النقاب. وقال تورجير أودجارد مستشار مجلس مدينة اوسلو لشؤون المدارس والتعليم النرويجية العامة ( إننا لا نمنع إرتداء اللباس الديني ، لكن يجب على المرء التفريق بين الحجاب الديني الذي يغطي الشعر والنقاب ، فالأخير يجعل من المستحيل حدوث تواصل جديد بين المدرس والطالبة وبين الطالبات مع بعضهن بعضا أيضا ) وكانت الوكالة الوطنية للتعليم في السويد قد أعلنت قبل سنوات قليلة انه من الممكن ان تحظر المدارس إرتداء النقاب لأسباب مشابهة ، وأوصت الوكالة بإقامة حوار مفتوح مع الطالبات اللاتي يرغبن في ارتداء النقاب ، وقالت الوكالة النرويجية التي على اتصال مع السلطات السويدية انها على دراية بأنه يمكن ان تتم معارضة هذا الحظر بمقتضى الميثاق الأوروبي لحقوق الانسان ، ولكنها قالت إنها ترى أن مصلحة التعليم والإنضباط اكثر أهمية!! هكذا إذن على الميثاق الاوروبي لحقوق الانسان السلام في عيون اوروبا الرسمية على الأغلب .

9- ولأن اوروبا الرسمية في أغلبها باتت كذلك فها هي صحيفة (الوطن) السعودية تذكر ( ان فتاة بلجيكية من أصل مغربي تعرضت الى الفصل من عملها لارتدائها الحجاب ، ولجأت سميرة إشبيتا - 24 سنة - الى نقابتها العمالية التي تتبعها والى مركز مساواة الفرص الذي يكافح العنصرية ببلجيكا ، وذلك للتقدم بشكوى ضد صاحب العمل الذي فصلها دون أي إنذار من عملها الذي التحقت به منذ 4 سنوات لمجرد إرتدائها الحجاب، في حين برر مدير العمل الفصل بأنه نتيجة لاستطلاع آراء بعض الزبائن الذين تتعامل معهم الفتاة المغربية من خلال الشركة ، الذين أبدوا رفضهم وعدم ترحيبهم بالتعامل معها بغطاء الرأس، مما استوجب فصلها حرصا على مصلحة الشركة - حسب قوله- كما انها ارتدت الحجاب قبل 4 أشهر دون أن تخطر الشركة بما تنوي فعله ) وهكذا تصبح القيم في ميزان اوروبا الرسمية توزن بميزان الربح والخسارة المالية ومدى قابلية هذه القيم ان تجذب زبائن الى الشركة او ان تبعدهم عنها !! فالمال اولا والزبون أولا ثم القيم.

10- ولكن على الرغم من كل ما تقوم به اوروبا الرسمية في أغلبها، وعلى الرغم من سعيها الدؤوب لمطاردة كل ما هو مسلم وعربي في وطنه وخارج وطنه ، وفي مسقط رأسه وفي مهجره ، وفي لقمة طعامه ولباسه وعبادته ودراسته ، على الرغم من كل ذلك فمن الواجب علينا ان نقوي تواصلنا الدائم مع القطاعات الاوروبية غير الرسمية التي قد تكون أحزابا وقد تكون اعلاميين ، وقد تكون مؤسسات غير حكومية لحقوق الانسان، وقد تكون قوى شعبية مختلفة، مع حذرنا الشديد وحرصنا الشديد ألا نقع في فخ الجمعيات الداعمة المشبوهة التي تدعم بيد وتفرض بيدها الأخرى اجندتها على كل جهة مدعومة، نعم علينا ان نتنبه لهذه الفخاخ ولكن علينا في نفس الوقت ان نقوي التواصل المبصر والحكيم مع قطاعات اوروبية غير رسمية بهدف ان تتعرف علينا وعلى قيمنا وعلى قضايانا من خلالنا لا من خلال الأبواق الغربية والصهيونية العدائية، سيما وان هناك من مفكري اوروبا من يعتقد بحدوث مرحلة تقارب قادمة وقد تكون قريبة بيننا وبينهم .. فهذا الفيلسوف الإنجليزي جورج برناردوشو يقول :» لقد درست محمدا باعتباره رجلا مدهشا ، فرأيته بعيدا عن مخاصمة المسيح ، بل يجب ان يدعى منقذ الانسانية ، وأوروبا بدأت في العصر الراهن تفهم عقيدة التوحيد، وربما ذهبت الى أبعد من ذلك، فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها بطريقة تجلب السلام والسعادة ، فبهذه الروح يجب ان تفهموا نبوءتي" ، وهذا الباحث الفرنسي كليمان هورات يقول : " لم يكن محمد نبيا عاديا، بل استحق بجدارة ان يكون خاتم الانبياء ، لأنه قابل كل الصعاب التي قابلت كل الأنبياء الذين سبقوه مضاعفة من بني قومه ، نبي ليس عاديا من يقسم أنه (لو سرقت فاطمة ابنته لقطع يدها) ولو ان المسلمين اتخذوا رسولهم قدوة في نشر الدعوة لأصبح العالم مسلما" .

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
4.04
EUR
4.71
GBP
248168.02
BTC
0.51
CNY