الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 11:01

إن نسيتك يا قدسنا فلتشل يميني ...بقلم: الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامي

كل العرب
نُشر: 23/12/09 17:59,  حُتلن: 14:31

- الشيخ ابراهيم صرصور:

* لا ينكر أحد أن إسرائيل هي الأقوى عسكريا في منطقة الشرق الأوسط

* أمام إسرائيل شعبا فلسطينيا مصرا على انتزاع حقوقه بما في ذلك القدس والأقصى ، وأمة ستتخلص يوما ما من كل أساب ضعفها وتخلفها وهزيمتها

* معركة القدس وما حولها بدأت منذ إعلان ( كليرمونت ) الشهير سنة 1095 للميلاد ، والذي أطلق فيه بابا الفاتيكان شرارة الحروب الصليبية الوحشية ضد المسلمين

معركة الأقصى المبارك والقدس الشريف لم تبدأ ، لأنها لم تنته يوما حتى تبدأ من جديد ... إنها معركة مستمرة منذ ألف عام تقريبا ، ولا ندري إلى أين ستمضي ومتى ستنتهي قبل أن يتحقق وعد الله الصادق ، ووعد رسوله الأمين ، إذا ظلت أوضاع الأمة على حالها ...
معركة القدس وما حولها بدأت منذ إعلان ( كليرمونت ) الشهير سنة 1095 للميلاد ، والذي أطلق فيه بابا الفاتيكان شرارة الحروب الصليبية الوحشية ضد المسلمين ، مرتكزا في تحريضه للفلاحين والبسطاء في أرجاء أوروبا على مجرد أكاذيب وأباطيل لا أكثر ، حرك بها غرائز الآلاف فسجلوا أبشع صور الانتهاكات في تاريخ الإنسانية ...
يبدو أن مرور ألف عام على تلك الحروب لم تكف ليستخلص العالم الدرس من أن الأكاذيب والادعاءات الزائفة التي ينقضها الواقع وتعارضها الحقائق الساطعة ، لا تستحق أن تُراق من اجلها الدماء وتُزهق في سبيلها الأرواح وتُستباح في هواها الحرمات والمقدسات ...
أكاذيب في الماضي فَجَّرَتْ حروبا طاحنة أكلت الأخضر واليابس ، وأكاذيب إسرائيلية معاصرة تهدد أمن المنطقة ، وتنذر بحرب ستكون في نتائجها أفظع وأبشع من كل الحروب العالمية التي عرفها المجتمع الإنساني على الإطلاق ...
لا ينكر أحد أن إسرائيل هي الأقوى عسكريا في منطقة الشرق الأوسط ، والأعمق حشدا للرأي العام العالمي من وراء سياساتها التوسعية وممارساتها الوحشية ضد القضية الفلسطينية : إنسانا ووطنا ومقدسات ... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل يمكن لعاقل أن يصدق أن عربيا أو فلسطينيا في هذه الأيام يمكن أن يشكل تهديدا وجوديا أو أمنيا لإسرائيل ؟؟!! طبعا لا . العالم لم يعد يصدق هذا الإفك الإسرائيلي المبين ، ولكن ضعف العرب والمسلمين واختلاف الفلسطينيين هو الذي جرأ العالم على البقاء في خانة الانحياز لإسرائيل رغم وضوح الصورة وانجلاء المشهد ...
هل يمكن لأحد أن يصدق الأكذوبة الإسرائيلية حول القدس ( عاصمة أبدية ) بما في ذلك الأقصى المبارك ، لِوَهْمٍ عِشَّشَ في أدمغة المشعوذين من متطرفيها حول الهيكل المزعوم تحت أرض الحرم ، وفي إصرارها عل التمسك بالمستعمرات / المغتصبات على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية ، وفي إصرارها على الاحتفاظ في إطار أية عملية سلام بمنطقة غور الأردن المحتل ، ومنع إقامة أي كيان فلسطيني مستقل بسمائه وأرضه وحدوده ومياهه الإقليمية ومجاله الجوي وثرواته الطبيعية وحرية حركته ، واستقلال قراره في عقد المعاهدات والاتفاقات ، وفي حقه في الدفاع عن نفسه ؟؟!! ألا يمكن لهذه الأكاذيب الإسرائيلية أن تعرض المنطقة لخطر عظيم لن ينجو من تبعاته احد ؟؟!!
ليس هنالك أخطر من أن يعيش الإسرائيليون رهائن عُقَدِ الماضي بكل أشكالها وأنواعها ، ولا أن يتمسك الإسرائيليون بشعارات تتناقض وبشكل صارخ مع أبسط قواعد العدالة ، ولا أن يعيشوا أسرى في زنازين الشكوك والأوهام الخادعة والدعاوي الزائفة ، ولا أ ن يُغَلِّبُوا العقلية الغارقة في سُكْرِ القوة العسكرية ونشوة التفوق الاستراتيجي ...
إن أمام إسرائيل شعبا فلسطينيا مصرا على انتزاع حقوقه بما في ذلك القدس والأقصى ، وأمة ستتخلص يوما ما من كل أساب ضعفها وتخلفها وهزيمتها ... شعب ضحى كثيرا ولم يبق ما يتنازل عنه .. شعب لن يتنازل عن أي شبر من أرضه المحتلة عام 1967 ... فإما ذاك ، وإلا فلنترك القضية برمتها إلى الأجيال القادمة تحدد منها موقفها بما يليق بأمة عرفها التاريخ ك - ( خير أمة أخرجت للناس .. ) ...

مقالات متعلقة