* حتى لو قدمت لوائح اتهام ضد البعض منهم, فان المحاكم الإسرائيلية تتعاطى مع الأمر بتسامح وبرحابة صدر
* لقد اعتدوا على الأرض وعلى العرض, استباحوا حياة الناس وسلبوا حريتهم, ثم اعتدوا على ممتلكاتهم في عقر دارهم
اننا نعترف بأسف ومرارة أن أحرف اللغة لا تعبّر عن سخطنا وسخط سائر الأحرار من الناس إزاء أفعال رعاع من المستوطنين في الأراضي المحتلة. فهم يتفننون في فعل الرذيلة مع كل فجر ويبدعون الجريمة كل صباح. لقد اعتدوا على الأرض وعلى العرض, استباحوا حياة الناس وسلبوا حريتهم, ثم اعتدوا على ممتلكاتهم في عقر دارهم, وها هم اليوم يحرقون مسجدا ويدنسونه بوحشية وهمجية! ان وقوف السلطات دون ان تحرك ساكنا ازاء هذه الاعمال الاجرامية إنما يشجع المجرمين على التمادي بأفعالهم المحرّمة وفقا لكافة شرائع الأرض.
انه وفقا للإحصائيات المنشورة, فان مئات الأعمال الإجرامية التي احترفها المستوطنون ضد المواطنين العزل في الأرض المحتلة رغم فظاعتها, لم تقدم بها لوائح اتهام إلى المحاكم, ولكن الأسوأ من ذلك, انه حتى لو قدمت لوائح اتهام ضد البعض منهم, فان المحاكم الإسرائيلية تتعاطى مع الأمر بتسامح وبرحابة صدر, وكأن هناك إجماعاً على استباحة الجريمة طالما لم تكن الضحية اسرائيلية. إننا نطالب مؤسسات الدولة بالاضطلاع بواجباتها القانونية لمعاقبة المستوطنين المعتدين على الناس.إن جريمة حرق المسجد في ياسوف, انما هي جريمة نكراء تندى لها جباه الشياطين, ولكنها ليست أول جريمة تقترف بحق مساجد المسلمين, فقد حرقوا قبله مسجد بيسان ولم تفعل الدولة شيئا لمعاقبة الفاعلين رغم مطالبتنا بذلك رئيس الدولة والمستشار القضائي للحكومة وغيرهم . ازاء هذا الحال المستحيل فانه لا بدّ من أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الطبيعية والخُلُقيّة لحماية مقدسات المسلمين على هذه الأرض المباركة, وحفظ دمائهم واعراضهم وممتلكاتهم.