*  الأسباب الكامنة وراء التبدل في مواقف الحريري نصائح تلقاها من الأميركيين والمصريين بعدم عقد صفقة مع حزب الله..

* الحريري انقلب على الاتفاق السياسي الذي رعته سوريا والسعودية وأنه هو من يقف وراء حملة التحريض على الحزب..

يتحدث مقربون من حزب الله وتيار المستقبل هذه الأيام عن اتساع الهوة بين الفريقين بسبب الخلاف الجوهري على تشكيل الحكومة، كما يتحدثون بقوة عن انقطاع الاتصال المباشر بين الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة النائب سعد الحريري وقيادات في حزب الله أوكل إليها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله مهمة التواصل مع الرئيس المكلف من أجل الوصول إلى صيغة مقبولة للحكومة العتيدة التي أسندت إليه رئاستها.
ويحمل كل فريق الفريق الآخر المسؤولية عن انقطاع التواصل، ما أدى إلى نشوب تعقيدات حالت دون تشكيل حكومة التوافق الوطني التي تحظي بغطاء عربي كبير.
وينقل قيادي بارز في المعارضة عن السيد حسن نصرالله بأن هناك مشكلة جدية مع فريق 14 آذار وأن هناك داخل هذا الفريق من يعمل بقوة على إشعال الجبهة مع حزب الله، وأن الرئيس المكلف هو من بدأ يعطي الإشارات التصعيدية سواء من خلال الحملة التي كلف بها مقربون منه وأعضاء في تكتله النيابي أو في مؤسساته الإعلامية أو من خلال رسائل خاصة يبعث بها عبر من يرى أنه ناقل أمين للرسائل الدقيقة.
ويعزو القيادي الأسباب الكامنة وراء هذا التبدل في مواقف الحريري إلى نصائح تلقاها من الأميركيين والمصريين بعدم عقد صفقة مع حزب الله في موضوع الحكومة لانعدام الحاجة إلى عقدها بعد فوز قوى 14 آذار بالانتخابات، وبعدما وافقت هذه القوى على تفادي الصدام معه بتجاهل قضيته الرئيسة التي تتعلق بسلاحه ودوره الإقليمي.

ويشير القيادي إلى توافر معلومات موثقة لحزب الله تقول بأن تيار المستقبل يعتبر أن الخطر الحقيقي بوجه 14 آذار والرئيس المكلف وقواهما السياسية والاقتصادية هو حزب الله وأن وليد جنبلاط نفسه أقر بهذه الحقيقة وهو يدافع عن خطوته بالانفتاح على الحزب والسوريين وبالتالي، يعتبر غلاة 14 آذار أنه إذا كان حزب الله يبتزنا طوال الوقت بأنه قادر على قلب الطاولة بسبب قدراته العسكرية والمالية، فهذا لا يعني أن تكون رهائن عنده، بل يجب عدم تجاهل الحقيقة والذهاب مباشرة نحو مواجهة مباشرة معه لا مع الآخرين.
ويتهم قيادي بارز في حزب الله الأميركيين والمصريين، من دون السعوديين والفرنسيين يشجعون 14 آذار على هذا المنعطف ويحرضون الرئيس المكلف على عدم تقديم أية تنازلات، وأن هذا المنطق هو السائد بقوة حول سعد الحريري وفيه ينخرط كل الذين يمكن وصفهم بالفريق السياسي والإعلامي والدبلوماسي بما في ذلك قوى بارزة في 14 آذار على رأسها القوات اللبنانية.
ويرى هؤلاء وفق معلومات القيادي البارز في حزب الله انه لا بد من وضع آلية تمنع التورط في حكومة تغطي حزب الله من جديد فيما ليس هناك ضمانة بالتزامه عدم متابعة برامجه الخاصة بالمقاومة، ومن هنا كانت مطالبة القوات اللبنانية الرئيس المكلف بصرف النظر عن الحكومة السياسية وتشكيل حكومة تكنوكراط لكي يتخلص من عبء ومن مخاطر إشراك حزب الله في حكومته.
ويتهم القيادي البارز في حزب الله الرئيس المكلف بأنه انقلب على الاتفاق السياسي الذي رعته سوريا والسعودية وأنه هو من يقف وراء حملة التحريض على الحزب ويحمله مسؤولية موقف العماد ميشال عون وأنه لا يريد للحكومة أن تبصر النور إلا بشروطه الاستئثارية، إضافة إلى إعادة الاعتبار للخطاب المذهبي التحريضي المترافق مع عودة الكلام عن التسلح وهو أمر ظهر واضحا في موقف النائب محمد كبارة عن الحزب الله، وفي موقف النائب السابق مصطفى علوش عن التسلح في طرابلس لمصلحة الحزب، والأخطر هو الكلام الذي سمعه الوزير طلال أرسلان من الحريري نفسه وقوله إنه إذا فكر حزب الله بالعودة إلى الشارع مجددا واللجوء إلى السلاح، فنحن لن نسكت ونحن نقدر على قلب الطاولة وإذا كان الجيش قد وقف على الحياد في المرة الماضية فنحن نقدر على شق الجيش ولدينا نفوذنا الكبير داخله هذه الظواهر التي بدأت تطل بقوة على مشهد الازمة الحكومية المتمادية تؤشر إلى أن الأمر يتجاوز الملف الحكومي وأن في لبنان والمنطقة حراك سياسي قوي يتمخض حكما عن وقائع جديدة على الساحة اللبنانية، وهو ما ادى الى الفرملة الحاصلة في تأليف الحكومة.