علمت "كل العرب" من مصادر موثوقة أن العلاقات بين التجمع الوطني الديموقراطي وبين رئيس الحزب القومي العربي النائب السابق محمد حسن كنعان تشهد أزمة خلفيتها مالية تهدد بمستقبل العلاقات بينهما. ونشبت الأزمة هذه، بحسب المصدر المطلع، في أعقاب توقف التجمع قبل نحو ثلاثة شهور عن التزامات لمحمد كنعان والتي اتفق عليها عشية الإنتخابات البرلمانية الأخيرة. وذكر المصدر ان هناك اتفاقا قد أبرم بين كنعان وبين رئيس التجمع الدكتور عزمي بشارة قبيل الإنتخابات الأخيرة حيث تم على اثرها خوض الإنتخابات البرلمانية للكنيست السابعة عشرة متحالفا مع التجمع.

وأشار المصدر أن النائب سعيد نفاع وعضو المكتب السياسي باسل غطاس كانا شاهدين على الاتفاق الشفوي المبرم بين بشارة وكنعان لافتا إلى أن كنعان مستاء وغاضب على خرق التجمع الوطني للاتفاق المذكور. وأضاف " استذكر محمد كنعان لمقربين منه هذا الأسبوع ما جرى بينه وبين التجمع فقال إن التجمع التزم بالاتفاق بالفترة الأولى لكنه ما لبث أن توقف عن التزامه، وعندها توجه لقادة التجمع وأبلغهم بضرورة المضي به ولتغطية نفقات الحزب القومي العربي ومكتبه في سخنين وغيرها". وقد أبلغ قادة التجمع، بحسب المصدر المطلع، أنه ليس بوسعهم الاستمرار بتطبيق الاتفاق كونه ثقيلا على كاهل التجمع ،لافتين إلى أن مكتب كنعان يخدمه بشكل شخصي ولا يتبع التجمع وعندها أبدى كنعان استعداده لتغيير اسم المكتب وتثبيت لافتة تحمل اسم التجمع الوطني الديموقراطي. لكن قادة التجمع عادوا وادعوا بعد موافقة كنعان على تغيير اسم المكتب أن الحمل كبير وطلبوا مراعاة وضعهم وعندها استجاب كنعان آخذا بالحسبان وضع التجمع وأضاف المصدر " رغم ذلك لم يتلق كنعان سوى المماطلة لكن الاتصالات توقفت مع تفجر قضية الدكتور عزمي بشارة الذي غادر البلاد قبل نحو ثلاثة شهور". ونقل المصدر أن كنعان غاضب جراء ما آلت إليه الشراكة مع التجمع وأنه يهدد بنشر كافة تفاصيل القضية وبتقديم شكوى في الشرطة ودعوى للقضاء وقال " يعتبر كنعان أنه أحق من نواب التجمع الثلاثة بعضوية البرلمان نظرا للدعم الكبير الذي وفرّه للتجمع خلال الانتخابات والذي لم يكن ليجتاز نسبة الحسم لولا ذلك".
وفي حديث ل"كل العرب" رفض محمد حسن كنعان التعقيب على الموضوع. ولضيق الوقت تعذر علينا الحصول على تعقيب حزب التجمع الوطني وسنقوم بنشره الأسبوع القادم في حال توفره كما ننوه إلى أننا آثرنا التحفظ على بعض التفاصيل لحساسيتها. يذكر أن النائب السابق هاشم محاميد كان قد تحالف هو أيضا مع التجمع الوطني الديموقراطي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.