مع كتاب عفيفة مخول-خميسة

اطلت علينا الاخت عفيفة مخول-خميسة بكتابها معليا-على طبق الذاكرة ...
هذا الكتاب في رأيي ا طلالة موفقة وتستحق التوقف عندها.
عدت قبل ايام من عملي ,وصلت الى البيت الساعة الخامسة صباحا واذا الكتاب المذكور على الطاولة,كانت زوجتي قد حصلت عليه في اليوم السابق .شدني الكتاب جدا جدا حتى بدأت اقلب صفحاته واقرأ فقرة هنا واخرى هناك .....صورة قديمة واخرى حديثة , ثم اعود واقلب صفحاته
لم اقرأ الكتاب من الغلاف الى الغلاف حتى اليوم ...ولكن بين الغلافين قرأت الكثير الكثير ........
فوجدته مثل \"جراب الكردي\" فيه كل شىء .....التاريخ,التراث,الحكايات,الحنين,الدين,النكتة,الاغاني الشعبية,المواقع ,الاشخاص,فهو كتاب جامع بين الماضي والحاضر ورؤية المستقبل.
اهنىء الاخت عفيفة واشكرها على هذا الجهد,وانا اقدًرتماما كم من الجهد صرفت لاجله,فانا اجمع واسجل واكتب واخزن منذ سنتين ولم انته بعد,فها هي الاخت عفيفة اصدرت ما بافكاري وقلبي الى النور ....والف مبروك.
هذا الكتاب بسرده الحكايات وصور الماضي والحاضر ,يشكل جزأ من تأريخ رواية هذه القرية واهلها وكفاحهم ونضالهم ,ويشكل ايضا مدماكا اضافيا في توثيق الحكاية والرواية الشفوية,والتاريخ غير المكتوب .نحن كمجتمع فلسطيني نعيش في اسرائيل لنا خصوصياتنا ,وعلى المؤسسات والمثقفين فينا ان يقوموا بدورهم في هذا المضمار ,نحن لسنا مقطوعين من شجرة ,بل لنا تراث وحضارة نعتز بهما ,وعلينا نقلها للاجيال الشابة في عصر الانترنيت والفيس بوكس ونانسي عجرم  وغير ذلك ......علينا التأكيد والمحافظة على تراثنا وحضارتنا امام المد الصهيوني وسياسة \"العدمية القومية \"التي تحاول السلطات فرضها علينا يوميا في المدارس والصحافة المكتوبة والمرئية والممارسات اليومية .....نحن لسنا ضد التقدم بالعكس لنا ماض وحاضر ومستقبل ايضا. ولن نقبل ان نصبح كالغراب الذي قلد الحجلة فنسي نطته.
ابدعت الاخت عفيفة باسلوب السرد القصصي والانشائي,وهذا عمل جبار بالمفهوم الادبي ,ويؤكد
مدى اطًًلاع الكاتبة في هذا المجال.......فلك يا اختي كل الاحترام .
الاشخاص والحكايات والصور في الكتاب هم جزء مًنا,وربما في هذا الكتاب جزء من تكريمهم
وتقديرهم على دورهم الاجتماعي.
همسة في اذن الاخت عفيفة واقبلي مني هذه الملاحظة ........وهذا ما يلاحظه فقط المعلاوي في الكتاب, انك اشرت في عدة مرات ومواقع الى اطار عائلي معين باسهاب ,كان من الممكن تلاشيه بحكمتك ومعرفتك للامور ....
آمل ان يصل هذا الكتاب الى كل بيت وان يقرأه كل الناس فهو كتاب معلاوي اصيل ,وان تتكرر التجربة في باقي قرانا ,ويكون مرجعا لحضارتنا وتراثنا وليس اقل من اعمال سلام الراسي.
ولك مني مرة اخرى كل التقدير والاحترام.