الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 08:02

القفازات البيضاء في يد القاتل لا...

بقلم: تميم منصور
نُشر: 15/03/09 08:18

قطعان الفاشيست المدججة بالارهاب الصهيوني والخداع الأمريكي والقهر العربي الرسمي تحاول اليوم التغطية على الجرائم التي ارتكتبتها حكومة اولمرت , براك , بحق الأطفال والشيوخ والنساء في قطاع غزة .
من أليات هذه التغطية على الجرائم المذكورة قيام العديد من المسؤولين الأسرائيلين وباذن من وزارة الدفاع ارتداء قفازات مخملية بهدف التغطية على الجرائم التي ارتكبت خلال العدوان الأخير على غزة , هذا هو أسلوب القادة الأسرائيليون بعد كل جريمة يرتكبونها , فبعد مجزرة كفر قاسم أثناء العدوان الثلاثي على مصر 1956 تم تقديم من نفذوا هذه المجزرة الى محاكمة صورية اعقبها دفع ثمن الضحايا ممن سفكت دماءهم تحت غطاء الهيمنة والرعب الذي فرضته هذه المجزرة .
اعيد تكرار هذا الأسلوب بعد كل المجازر التي قامت بها اسرائيل خاصةفي الضفة الغربية وقطاع غزة والجنوب اللبناني , هذه هي الخديعة بحد ذاتها التي عملت اسرائيل دائماً على التستر وراءها وتغطية انيابها التي تقطر دماً , فتحاول الظهور برداء الأنسانية مستخدمة كل اساليب الكذب ولأفتراء والمناورات وشراء الذمم .
ماذا ينفع ارضاء ايتام غزة وطبع ابتسامة مخلوطة بالدماءوالدموع على وجوههم بعد ان قام جيش ايهود براك بقتل واعدام آباءهم وامهاتهم وكل ابناء اسرهم وهدمت بيوتهم .
اثناء العدوان الآخير على غزة تحول الجنود الأسرائيلين الى الآت وسكاكين تقتل الأطفال والنساء كما جعلوا انفسهم جرافات للهدم والتخريب من اجل التخريب ليس الا , هذه هي البربرية والفاشية الحديثة , انهم تتار العصر الذين دمروا بغداد واباحوا دمشق واتلفوا الأخضر واليابس .
أين الرجولة العسكرية والبطولات في هذه الأعمال التدميرية؟ لقد اعترف الجنرال "يعلون" رئيس الأركان السابق بأن الجنود الأسرائليون لم يقاتلوا قتالاً حقيقياُ , وقال كان جنودنا يراوحون مكانهم وحول انفسهم واعترف انهم انتصروا على الأطفال والعمارات والمزروعات ولم تكن هناك مواجهة حقيقية مع رجال المقاومة وهذه هي الحقيقة بأن المواجهات كانت محدودة بسبب كابوس حرب لبنان الأخيرة .
لقد عجز الجيش السرائيلي عن القيام بالمهام التي ارسل من اجلها وهي القضاء على البنية العسكرية والأدارية والتنظيمية ومخزون سلاح المقاومة , سبب هذا الخوف من المواجه وسبب هذا الفشل تحول الاطفال والنساء والمؤسسات الى ضحايا للعدوان (فش خلقه فيها )بعد هذه الجرائم تحاول اليوم حكومة اولمرت غسل اياديها من دماء ضحاياها, في البداية حاولت اقامة مستشفى ميداني بالقرب من معبر ايرز بهدف معالجة الجرحى من الفلسطينين , الا انها فشلت لأن هذا المستشفى بقي بدون عمل وكان للدعاية والأعلام فقط , بعد رفض الفلسطينيون  التوجه الى مستشفى الخدعة هذا من منطلق واحد ان الذي يضمد الجراح لايقتل ولا يمكن ان يكون مجرماً .
آخر القفازات المخملية التي تحاول حكومة اولمرت خداع العالم بها اليوم للتغطية على جرائمها استدعائها لعشرات الأطفال من الأيتام  الفلسطينيين بعد اقرت بسفك دماء امهاتهم واباءهم وهدم بيوتهم . ما تريده من هذه الخديعة التغطية على جرائمها والتكفير عن خطاياها بحقهم وتدعي أنها تريد ان تخفف من الآمهم بالقيام بترفيههم داخل بعض مدنها ومستوطناتها التعاونية بأسم الأنسانية .
حقيقة بأن ما تقوم به هو مهزلة واستخفاف بحق الأنسانية والدوس فوق الدم الفلسطيني والتقليل من قيمة هؤلاء الأطفال وذويهم الشهداء . الضباط والجنود الأسرائليون المسؤولين عن كل عمليات القتل والمسؤولين عن اعدام احلام هؤلاء الأطفال غيرقادرين على اعادة الأمل والمحبة الى هؤلاء الأطفال. لقد تحول الأجرام والقتل الى جزء من نمط وحياة هذا الجيش الفاشي المجرد من الأنسانية . القتل بالنسبة للجندي الأسرائيلي غريزة من غرائزه الحيوانية وحاسة من الحواس التي صنعتها الصهيونية بدعم من قيادته العسكرية .
كيف يستطيع هؤلاءالضباط والجنود النظر في عيون ضحاياهم من الأطفال الفلسطينين بعد ان قتلوا ما يقارب الخمسمائة منهم وشوهوا المئات ايضاً ؟
أنها كذبة العصر... يدُ تحمل السلاح وتقتل وآخرى تغلق مسامات الألم وتعدم الفرح في قلوب هؤلاء بطرق وأساليب رخيصة لايصدقها أحد , لكن السؤال الذي لابد منه .. كيف وافق المسؤلون في قطاع غزة المشاركة في مثل هذه الخدعة الاسرائيلية ان المشاركين في هذه اللعبة الرخيصة يساهمون في تلميع وجه حكومة اولمرت الاجرامي ويحدون من ادانتها كما انهم يلحقون العار بأنفسهم ويضعون الدم الفلسطيني , دم الشهداء في سوق الدلالة الاسرائيلي.

مقالات متعلقة