الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 08:02

بكاءٌ بلا دموع...


نُشر: 05/01/09 07:26

عينان جاحدتان تميزهما ألنظرات ألبرَّاقة, ووجهٌ صافٍ أبيض, وألابتسامة لا تفارقه أبدًا, ويداه ألمتجعدتان وألمرتجفتان, وتلك المشية ألتي تدلُ على ألاحترام وألوقار, وقد تقوّس ظهرهُ من كثرة ألتعب, وكلامهُ ألرزين, وتفكيره ألمتكامل, كل شخص ينظر إليه ويرى كل ذلك, يظن ولو لأول برهة أنه أسعدُ إنسانٍ على وجه هذه ألبسيطة, لكنه في ألحقيقة ليس إلا أتعس إنسانٍ يعيش, علمتُ ذلك عندما جلسنا سويةً تحت ظل تلك ألشجرة, كنت في حالةٍ من ألغضب وألحزن ألشديد لا بل التعاسة وأليأس, أتى إليَّ لينشدني نحو ألإبتسام دائمًا, قصَّ عليَّ سبب تلك ألإبتسامة, وقال:-" أنا شخص اُحب ألكمال, ولا اُكثر من ألسؤال, ولذلك أبقى مبتسمًا, لا اُحب أ أفصح عما في قلبي....", أضاف وهو يبتسم إبتسامة ذلك ألليث:-" أنا أبكي بلا دموع, وأشكو دون كلام, وأنظر بلا عينين, وأسمع بلا اُذنين....", ذُهلتُ بما قالهُ وسألتهُ:-" كيف لك أن تبتسم في كل ألأوقات؟!؟", قال:-"إنه لأسهل أمرٍ, عليكِ بكره إظهار عما يجول داخل قلبك, فأنا همومي كثير, ومشاكلي لا تنتهي, مع أن دموعي قد إنتهت وحان وقت ألبكاء بلا دموع, إلا أنَّ قلبي يبكي بكاءً أشد من بكاء ألعينين".
قلتُ:-" لماذا قلبك الذي يبكي لا عيناك؟!؟!", قال:-" لأن ألدموع قد جفت من عذاب ألدنيا وألقدر, فقد تعبت ولم أعد اُطيقُ نزول تلك ألاشياء ألتي تُسمى"دموع" على وجنتيَّ...", أكمل حديثه عن حياته ألتعيسة, وأنا بدأتُ أغوصُ في محيطي ألذي تملأه ألأفكار, وجدتُ أنه لأمرٍ حقيقيٍ أنه لم نعد نرى نرى اولائك الذين تبكي أعينهم, علمت منذ تلك أللحظة أن على ألإنسان ألإبتسام بكل ألأوقات, مع أنَّ أصعب وأجمل شيئٍ هو أن تبتسم وسط حالة حزنٍ.
منذ ذلك ألحين بقت همومي داخل قلبي مقفلاً عليها, بقفلٍ لا يُفتح أبدًا, وألإبتسامةُ لم تفارق شفتيَّ أبدًا, وعينايَّ تبرقان بريقًا غريبًا, وكل حالتي تغيرت حتى تفكيري, إن ذلك ألعجوز أنشدني نحو ألإبتسام دائمًا, وأنا يا صديقي ومن بعد تجربةٍ, اُنشدك بألإبتسام مهما حلّ بك, فهمومك لك وحدك ولن يفهمها أحدٌ غيرك, فلا أحد يشعر بألمصيبة غير صاحبها, وكذلك لا تحسد إمرأً على إبتسامةٍ خير لك, فإن تلك ألإبتسامة تحملُ في طياتها ألكثير من ألبكاء وألدموع....

مقالات متعلقة