شعر

مدينة لا تنام-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان - 04:34 10/02 |
حمَل تطبيق كل العرب

 

مدينة لا تنام

يسير الليلُ كالنهارْ

مقهى الرصيفِ لم يعدْ له مكانْ

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

يسير كلُّ الناسِ مسرعينَ في الزُحامْ

كأنّهم قد فاتهم قطارْ

أصابني اختناقْ..

أريد الاختباءَ في ضفةِ النهرِ

أو على شاطئ المحيطْ..

لا أريدُ الوصولَ واقفاً

في حافلةٍ تسير كالسُلحفاءِ

في زحامٍ لا يطاقْ..

لا أريد الوصولَ واقفاً

في قاطرةٍ تسير في نفقْ.

لا أريد انتظار سائق أجرةٍ..

يعرف أن الكثيرين غيري في الانتظارْ.

***

أنا الذي ولدته أمُّهُ

في ظلَّ أشجار التوتِ والبرتقالْ

أنا سبحتُ مع أسماكٍ صغيرةٍ

في جداول الصفاءِ والنقاءْ

أنا الذي شربتُ أعذبَ المياهِ في الآبارْ..

أفتحُ نافذةَ البيتِ في المدينة التي لا تنامْ

لأنني أريد أن أرى الأشجارْ

فلا أرى سوى جدارْ

أمامهُ جدارْ..

وخلفهُ جدارْ.

***

رآني نورسٌ جاء من بلادي؛

بكاني ثم قال:

لا تقطعْ الرجاءْ!

فحُلمُك القديمُ

ليس بالمحالِ في الأشياءْ؛

تريدُ أن تعيشَ في غابةٍ خضراءْ

أشجارها الزيتونُ والليمونُ والكستناءْ

تريدُ فسحةً نظيفة الهواءْ

فيها التينُ والرمانُ والصبّارْ..

فيها الندى يبلِّل الأزهارْ..

لحافُها النجومُ في السماءْ..

طيورُها الحسّونُ والحمامُ والشِّنارْ..

تريدُ حضنَ أمِّكَ

الذي لا يملُّ الانتظارْ..

أمك التي علمتكَ

أن الحبَّ سرُّ الصبرِ

والوقودُ في عروق الانتظارْ

ينبوعُ حبِها ألفاكَ نهرَ حُبٍ دافقٍ

لا سقفَ له ولا قرارْ

فصار كلُّ يوم حبٍ يومَ عيدْ

وصار أجملَ الهوى

الحبُّ من بعيدْ.

يوسف حمدان - نيويورك

 

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio