اخبار محلية

حلوة يا شفاعمرو - بقلم: زاهد حرش

07:07 14/11 |
حمَل تطبيق كل العرب

هناك بعض من الناس ربما يظنون، إنني أكتب، وكتبت ما كتبت، بسبب خلافًا شخصيًا مع السيد عرسان ياسين، إلا انه للحقيقة والتاريخ، لم تحدث بيني وبينه حتى أية مشادة كلامية، بل على العكس، كان الرجل يحترمني ويحاول كسب ودي، عّلني اخفف من حدة اعتراضي على أسلوبه وإدارته. وبما إنني لم ابحث، ولن ابحث، عن أي مكسب شخصي، لا من السيد عرسان ياسين ولا من غيره، أخذ الأمر ذلك الشكل الواضح من إبداء الرأي وقول الحقيقة. وقد أصدرت عدة منشورات، حتى منذ أن ظهر عرسان على حقيقته، إي بعد وصوله إلى رئاسة البلدية، تذكروا بيانات "جماعة الغد" التي تشهد على ذلك. إن رئاسة البلدية، في نظري، هي إدارة وتدبير على الصعيد البلدي، وهي صوت المدينة ومستقبلها على الصعيد الثقافي والتربوي، وأيضًا هي صورة ووجه البلدة على الصعيد السياسي والوطني، إسرائيليا وعربيًا أيضا. ربما إن ما قام به السيد عرسان على صعيد العمل البلدي، شهد إخفاق من ناحية، وشهد نجاحًا في نواحٍ أخرى.. إلا انه على الصعيد الثقافي والتربوي، وعلى الصعيد السياسي والوطني ارتكب أخطئًا لا يمكن غفرانها أو التغاضي عنها.لقد وصل حال شفاعمرو في عهده، على الصعيد التعليمي، التربوي والثقافي، المنهجي من خلال المدارس، والا منهجي من خلال المؤسسات الثقافية، إلى ما يشبه العدم، فمعظم المراكز والمرافق الثقافية تعطلت أو أقفلت، واسم شفاعمرو بعد تلك التصريحات الصبيانية، لإرضاء "الأسياد".. وصمت جبين شفاعمرو بالمذلة والمهانة، وجعلت أبناء هذه المدينة يخجلون بها، أمام أبناء شعبهم في المدن والبلدات الأخرى. ولذلك كان لا بد من "إسقاط عرسان". مبروكتحقق الشعار الأهم "إسقاط عرسان"، وتحققت تلك الرؤية التي حملت عنوان "انتهى عرسان" نشر في 28.10.08.. واهم من هذه وذاك، انه تحطم حلم البقاء في رئاسة البلدية لعدة عقود من الزمن. لم يعد هناك من إمكانية أن يبقى رئيس بلدية في منصبه لأكثر من دورتين متتاليتين، هذا هو الانجاز الأهم، وهذه هي الحقيقة التي يتوجب علينا جميعًا، أن نجعلها البند الأول في دستور اللعبة الديمقراطية في شفاعمرو.باعتقادي أن شفاعمرو تعرف كيف ومتى تحاسب، هي تمهل لكنها لا تهمل. فهذا التاريخ الطويل لهذه الأرض التي وطئ ربوعها، الكثير من الحضارات والشعوب والأزمنة، تعلمت وعرفت، كيف تقلم أغصانها وتنقي بيادرها، وعرفت كيف تصون صفحة جبينها، وتحافظ على شهامتها رغم كل شيء. لكم جميعًاأثبتت انتخابات 2008 أن شفاعمرو مثال فخر واعتزاز لكل أهلها، فرغم شدة التنافس، وحدة الصراع على كل صوت، ظلت الأجواء العامة هادئة ومتزنة وأخلاقية، إلى حد كبير، ولم يُسجل ولا حادث خرق واحد، أو خلاف فئوي أو طائفي، بين اية فئة وأخرى، رغم تكاثر قوائم العضوية وانقسامها. لقد أثبتت شفاعمرو أنها تستطيع ذلك، تستطيع التغيير وتستطيع أن تخلق أجواء جديدة من خلال تقليص التمثيل البلدي لتسعة قوائم. وقد ساهم في خلق هذه الأجواء عوامل عدة، أهمها:1) اعتراف القوائم الطائفية على أنها تسعى لكسب ثقة أصوات طائفتها، كما طرحت برامجها الطائفية بصورة علنية واضحة، ولم تختبئ خلف شعارات وتصريحات شكلية لا تعني فيها ما تقول.2) الإعلان صراحة عن المكسب أو المركز الذي تسعى القائمة للوصول إليه بحال فوزها بتمثيل اكبر.3) الابتعاد عن التجريح الشخصي إلى حد ما.. وعدم الدخول في خصوصيات المرشحين للعضوية والرئاسة.4) المشاركة الواسعة والنشطة لعدد كبير من الناس ما قبل الانتخابات. 5) التزام الغالبية العفوي بالحفاظ على سير الانتخابات بشكل ديمقراطي.  6) المشاركة في الانتخابات بنسبة عالية.  7) انحسار التنافس على الرئاسة بين قطبين، عرسان من ناحية ومرشحي التغيير من الناحية الأخرى. ولكن...تحقق المطلب الأهم، بيد أن الانتخابات لم تحسم الاختيار بين مرشحي الرئاسة. ولأن المعركة بين قوى التغيير وعرسان كانت واضحة المعالم والاتجاهات، كان من السهل التنبوء بانتهاء عهد عرسان. أما الآن فالأمر يحتاج إلى مزيد من المعرفة والوعي، والاطلاع على قدرات كل من مرشحيّ رئاسة البلدية، ففي حين كان الاثنان يعملان على إسقاط عرسان، أصبح المطلب الآن اختيار واحد منهما. ومن الصعب في هذه الحالة توقع النتيجة لأن نتائج انتخابات العضوية، وتحديد القوائم التي ستتمثل في المجلس البلدي، ستساهم في خلق صيغة متغيرة وغير ثابتة في دعم هذا المرشح أو ذاك.وجل ما أخشاه أن تعقد صفقات واتفاقيات ثنائية أو ثلاثية، بين احد مرشحي الرئاسة ومرؤوسي القوائم، تكون نتيجتها الحد من سلطة وقدرة الرئيس الذي سينتخب، فيتحول هذا الانجاز الكبير الذي حققته شفاعمرو، إلى مجرد حالة تبديل.. بدل أن تعطي هذه المرحلة إمكانية اختيار البديل، الذي يمكنه أن يكون رأس الحربة لتغيير حقيقي في الرؤية والأداء، والذي يمكنه أن يحقق برنامجه الإصلاحي على كل الأصعدة في هذه المدينة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio