مقالات

هل تم استعمال المشتركة وللمرة الثانية .. وبالمجان !-بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور 00:00 04/12 |
حمَل تطبيق كل العرب

 

لكلٍ اسبابه ، فلبيد هو راس المعارضة ووظيفتة الاولى إسقاط الحكومة ، وبينيت في أوج التاييد الذي يمكن ان يصبو اليه ، والوقت الراهن بالنسبة له هو التوقيت الأنسب لذهابه لإنتخابات جديدة ، وغانتس لم يُبقِ أي اداة ضغط سوى التلويح باسقاط الحكومة ، ويبقى السؤال لماذا المشتركة ؟ ولماذا الان ؟

تلخصت خطابات الاعضاء المؤيدين من المشتركة ، بين ثأر اعمى صبياني ، وإثبات وجود هزيل ، والتلويح بوعدهم الجماهير باسقاط نتانياهو واليمين ،  وها هم يوفون بوعدهم !! مستغفيلن بذلك للجماهير العربية ، وكأن الجمهور العربي لا يدرك أن اسقاطهم للحكومة الانية لا يعني إسقاط نتانياهو ولا إبعاده عن الساحة السياسية ولا بالوقوف حائل امام حكومة اليمين  ، بل اسقاط الحكومة يعني وحسب الكثير من المحللين وتدعمهم الإستطلاعات الاخيرة ، يعني إعطاء نتانياهو فرصة رابعة ذهبية ، وتمكينه من حكومة أحلامه وبأغلبية يمينية نقية دون رادع ولا وازع ، بعد ان كانت حكومة مقيدة مشغولة بنفسها .

في الإنتخابات الاخيرة أوصت المشتركة على غانتس الذي ارتمى في حضن اليمين خَجِلاً من اي علاقة مع المشتركة ، وفي هذه المعركة الاخيرة ترتمي المشتركة في احضان لبيد وغاننتس وبنيت معا دون دعوة ولا غاية ولا مقابل ولا اي استراتيجية سياسة قريبة كانت ام بعيدة ، حيث ان إختيار كل حزب - كما سلف - الذهاب للانتخابات هي خطوة استراتيجية ترمي لنتائج افضل ولخلق واقع يلائمه اكثر ،  ولكن المشتركة تريد الذهاب للانتخابات في اوج ضعفها واقتتالها الداخلي العلني ، وفي النقطة الابعد عن الوحدة والعمل المشترك .

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

لو افترضنا ان رمية المشتركة العمياء قد اصابت هدفها ، وحصلت انتخابات ، ولو افترضنا ايضا ان نتنياهو قد انتهى سياسيا ، فعلى ما يبدو  ، فان الفائز الاكبر سيكون بينيت ، ويبقى السؤال :  هل هذا هو ما حلمت به المشتركة ؟ ام انها بدلت كابوسا باخر اسوء واعتى منه وفي ظروف أحلك.

لو اراد غانس وحلفاؤه إسقاط الحكومة ، الم يكن حري بهم حجب الثقة عنها لتسقط على فورها ، ام انهم اختاروا " المقترح الفردي " والذي من اجل تحقيقه الفعلي يجب إقامة لجنة وقراءات ثلاث ، الامر الذي يتعدى الرغبة في اسقاط الحكومة ، ليكون اداء للضغط فقط على نتنياهو ،  الذي باستطاعته في اي لحظة الغاء التصويت  من خلال تقديم تسوية لغانتس ، ليكون غانتس بذلك قد استعمل واستغل تصويت المشتركة وللمرة الثانية .

تحدثوننا عن الكرامة والعمل السياسي براس مرفوعة ، واين الكرامة في ذلك ، حيث تُستغلون مرة تلوة الاخرى وتقعون فيما حُذرتم منه  ، دون دعوة او مقابل ، اليست هي لحظات سياسية حرجة للاحزاب الاخرى كان لا بد من اغتنامها ، اليس وزير العدل والذي يتبع لغانتس هو من منعكم من ابطال كلي لكمينتس ، ولا حتى تجميده ،  ليستمر الهدم في القرى العربية تحت سمعهم وبصرهم ؟ اليس بنيت هو لب اليمين والمرشح لتبديل نتانياهو والذي كان من الممكن احتواءه بشكل جزئي من خلال هذا التصويت بدل اعطاءه مراده بالمجان ؟ الم يحن الوقت لطلب وعد علني من لبيد بإلغاء قانون القومية .. إن لم تكن هذه هي السياسة النقية بنظركم فماذا بقي ؟  الا تعتبر هذه هي الممارسات السياسية الحقيقية والبعيدة عن كل الشعارات ؟

قلتم  : محرم علينا مخاطبة اليمين ، ولا التعاطي معه ، ولا تبادل المصالح ، فنراكم ايضا تحرمون على انفسكم محادثة كل الاوساط المتبقية الاخرى ، لتقذفوا بانفسكم في حضنها دون مقابل ، واكثر من ذلك تُستعملون من اجل مصالحهم دون تحقيق اي مكسب عربي بل تذهبون لانتخابات لتخسروا بضع مقاعد لاسباب اقترفتموها , ويبقى اليمين ويبقى نتنياهو  .. فلا تلومن احد إلا أنفسكم

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio