اخبار محلية

تقرير خاص بكل العرب| بئر هدّاج.. قرية صامدة في صحراء النقب تعاني من هجمة سلطوية شرسة

ياسر العقبي 10:41 20/06 | النقب
حمَل تطبيق كل العرب

بدأت بمطاردة جيب عسكري أطلق النار في القرية.. وانتقلت إلى حملة للسلطات الإسرائيلية طالت الأخضر واليابس

 استنكر الأهالي هذه الهجمة وقالوا:

بدل أن تعالج شرطة إسرائيل العنف وجرائم القتل في المجتمع العربي، حيث قتل عدد من الشبان العرب خلال الأسبوع الأخير، تقوم بملاحقتنا في رزقنا ومواشينا

تقرير خاص بـ"كل العرب" - استمرت حملة السلطات الإسرائيلية على قرية بئر هدّاج في النقب الجنوبي حتى الخميس الأخير، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي، حيث شارك فيها كافة أذرع السلطات الإسرائيلية على اختلاف مسمياتها من بينها الشرطة ووزارة الزراعة والمالية – فتم اعتقال عدد من الشبان ومصادرة صهاريج سولار ومواشي ولصق أوامر هدم على بيوت المواطنين الذين يريدون في نهاية المطاف أن يعترفوا بقريتهم كقرية زراعية قروية، تلائم طريقة حياتهم. 

قائد لواء الجنوب في الشرطة، الميجور جنرال يورام سوفر، يشرف شخصيا على الحملة -  تصوير الشرطة

 وكانت ذروة الحملة التحريضية على أهل القرية، حسبما قال أحد القياديين في حديث لمراسل "كل العرب"، أثناء جولة لنا في القرية، حين قامت الشرطة بنشر بيان هذا الأسبوع، لصقت فيه كافة أشتال الكنابيس التي تم الكشف عنها في مناطق عسكرية وأخرى بعيدة عدة كيلومترات عن القرية بأهلها. وكل من يعرف تضاريس النقب، يفهم أن الصور التي نشرتها الشرطة بعيدة عن القرية تماما. 

مخدرات تمّ ضبطها في منطقة إطلاق نار بعيدة عن بئر هدّاج.. ولكن تم الصاقها بالقرية-  تصوير الشرطة 

 

ويقول أحد القياديين: "كأنك تعثر على مخدرات على بعد 3 كلم عن مدينة يروحام، وتقول إنّ المخدرات التي تمّ الكشف عنها هي لأهل المدينة. هذه قمة العنصرية الممنهجة والهادفة إلى ثنينا عن هدفنا وهو الاعتراف بقريتنا كقرية زراعية وليست مدنية. الهدف من هذه الحملة الذي قادها قائد لواء الجنوب في شرطة إسرائيل، الميجور جنرال يورام سوفر، كان واضحا - وهو أن يشرعنوا الحملة على القرية وأهلها في الرأي العام الإسرائيلي، بعد ردود الفعل والتعقيبات العنصرية أنّ النقب يجب أن يكون تحت الحكم الإسرائيلي، وليس تحت حكم البدو على حد تعبيرهم التحريضي".

وبالرغم من محاولات وزير الأمن الداخلي، أمير اوحانا، وصم القرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها قرية "تخرق القانون"، إلا أنّ ذلك لم يمنع من وحدة المتطوعين في بئر هدّاج، بالخروج أمس للبحث عن الجندي المفقود من قاعدة "شيزافون" العسكرية، عديئيل فيشلر (21)، الذي فقدت آثاره يوم الخميس الماضي حيث تشارك في عمليات البحث قوات عسكرية وشرطية برية وجوية.

قوات الشرطة الخاصة تستعد ليوم جديد في القرية -  تصوير الشرطة

استنكار الأهالي للهجمة

وقد استنكر الأهالي هذه الهجمة وقالوا: "بدل أن تعالج شرطة إسرائيل العنف وجرائم القتل في المجتمع العربي، حيث قتل عدد من الشبان العرب خلال الأسبوع الأخير، تقوم بملاحقتنا في رزقنا ومواشينا".

ويقول سليم الدنفيري، رئيس اللجنة المحلية في قرية بئر هدّاج، في حديث لمراسلنا: "نحن أمام هجمة ممنهجة وعقاب جماعي لكل القرية. كل المكاتب الحكومية، من وزارة المالية مرورا بالتأمين الوطني وحتى أصغر مكتب، حيث مسّوا حتى بالمحال التجارية التي نشتري منها ما يلزمنا، علما أن أقرب مدينة للقرية هي مدينة بئر السبع على بعد 50 كلم، علما أن الأرامل والعجزة ومن لا يملك سيارة يشتري من هذه البقالات. كل الوزارات المسؤولية عن المواطن حضرت لمحاسبتنا وعقابنا على عمل نحن غير مسؤولين عنه – خرق جنود الجيش للقانون، والذي أكده أيضا قائد المعسكر في تقريره، حيث قال إنّ ليس من مهام الجنود مطاردة المواطنين، علما أن الجنود قاموا بإطلاق النار في القرية وقمنا نحن بتقديم الشكوى في الشرطة".

وتابع قائلا: "حتى ملفات المباني غير القانونية فتحوها مجددا، علما أنه لا يوجد أي مبنى قانوني في القرية عدا المدارس. كان هناك محاسبة لكل الناس، وأجبروا النساء بالتوقيع على أوامر التفتيش – حتى لو لم يكن لهنّ صلة مباشرة بالبيت الذي يتم تفتيشه، ومن كان يملك عدد من المواشي لا يتعدى 5-10 رؤوس أغنام يعيل بها أولاده – فتحوا له ملفا في قسم التفتيش على الحيوان والنبات في وزارة الزراعة، وتغريمه بمبالغ تصل إلى عشرات آلاف الشواقل، ما يعني أنه سيكون مطاردا كل حياته. ألا يعني كل ذلك أننا مستهدفون؟!".

وأشار سلمان بن حميد، عضو اللجنة المحلية، في حديث لمراسل "كل العرب" إلى أن هذه الحملة المنظمة تأتي ضمن ما أسموه "العقاب الجماعي وتشويه الصورة لدى الرأي العام الإسرائيلي، بقيادة رغيفيم والمنظمات المتطرفة الأخرى ووزير الأمن الداخلي أمير أوحانا، على خلفية قضية قاعدة تسئليم العسكرية".

من حملات الشرطة في القرية - تصوير الشرطة

وشهدت القرية منذ ما يسمى "حادثة تسئليم" حيث قام أحد الشبان بنشر فيديو مطاردة لجيب عسكري على "التيك-توك" قام جنوده بإطلاق النار في القرية التي تبعد قليلا عن منطقة إطلاق نار، عمليات واسعة النطاق بكل ما يتعلق بأذرع المؤسسات الإسرائيلية، على اختلافها من دوريات خضراء ووحدة الحيوانات في وزارة الزراعة والضريبة ووحدات الشرطة الخاصة مثل "يوآف" التي تقوم بحماية مفتشي سلطة البدو التي تقوم بلصق أوامر الهدم على بيوت المواطنين.

وقال أحد القياديين في القرية لمراسل "كل العرب": "هذه ليست سلطة إنفاذ القانون بل سلطة انتقام بَنَت مخططها على كذب وتستمر في نشر أكاذيبها وكأن المخدرات التي ادعت الشرطة انها ضبطتها في مناطق واسعة في النقب الجنوبي تم ضبطها في قرية بئر هدّاج. الهدف واضح - تشويه سمعتنا من أجل شرعنة الهجمة في الرأي العام الإسرائيلي".

لجنة المتابعة تتضامن

وخلال الأسبوع الأخير، وفي ظل هذه الهجمة قام وفد لجنة المتابعة بزيارة تضامنية لقرية بئر هدّاج، التي قامت اللجنة فيها ببناء خيمة اعتصام على مدخلها.

وقال عضو اللجنة المحلية، سلمان بن حميد: "قريتنا مستهدفة كونها تلقت الاعتراف بها من الدولة عام 2003 كقرية زراعية قروية متعددة الأنماط. كل رئيس سلطة توطين للبدو يريد تغيير هذا الاعتراف الذي تم انتزاعه في ظروف معيّنة. اليوم يحاولون من خلال أوامر الهدم ومخالفات وإغلاق يومي للقرية بالتضييق على القرية". ولفت إلى أنّ محيط بئر هدّاج هو منطقة عسكرية وبالتالي منذ بداية الجدل مع القوة العسكرية الذي بدأ بعد نشر شائعة بأن الجنود أطلقوا النار وأصابوا فتى في القرية – والقرار الذي تمّ بعدم نشر أي شيء على وسائل التواصل بالاتفاق مع الشرطة والذي خرقه أحد الشباب على "التيك توك" – "والقرية تتعرض لهجمة مستمرة وتشويه سمعة من قبل أذرع السلطة على اختلاف مسمياتها".

من جانبه، أكد رئيس لجنة المتابعة أن حضور الوفد جاء للوقوف إلى جانب أهل القرية، الذين يعانون الأمرّين، وأشار إلى أهمية إنجاح مظاهرة 22 حزيران الجاري، التي ستجري في مدينة بئر السبع، ودعا أبناء الجليل والمثلث والنقب والساحل إلى مشاركة في مظاهرة جبّارة لنقل رسالة إلى السلطات الإسرائيلية، بأننا لن نسكت على الظلم. وأشار بركة إلى حادثة الجيب العسكري مع شباب بئر هدّاج وقال: "من يدخل للإعتداء علينا فسنتصدى له. بيوتنا لها حرمات وشوارعنا لها حرمات".

وأكد المتحدثون أهمية الوحدة للتصدي للمخططات التي تأتي تحت مسميات مختلفة، ولكنها تستهدف الوجود العربي في النقب بصورة عامة.

الشرطة: "الحملة ضد المجرمين"

وعقب الناطق بلسان شرطة إسرائيل على توجه مراسل "كل العرب" قائلا: "خلافاً للادعاء، تمّ تنفيذ نشاط إنفاذ قانون موجه ضد المجرمين في قرية بئر هدّاج وفي منطقة إطلاق النار المجاورة، ما أدى إلى الكشف عن عشرات المخالفات الإجرامية والإدارية، ما أضر بأمن السكان الذين يحترمون القانون في القرية وخارجها. النشاط ضد المشتبه بهم بصفتهم مرتكبي الجريمة وضد من يشكل خطرا على سلامة الجمهور وأمنه سيستمر".

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio