إن التفاؤل روح تسري في الروح فتجعل الفرد قادراً على مواجهة الحياة وتوظيفها وتحسين الأداء ومواجهة الصعاب ، والناس يتفاوتون في ملكاتهم وقدراتهم ولكن الجميع قادرون على صناعة التفاؤل .كثيرون هم من هاجموا مجتمعنا بالسلبيات لكن لماذا ؟ . ما الذي جعل غالبية شبابنا ومجتمعنا بترك ايجابياته والبحث عن سلبياته ؟ عجب لماذا لم تنتبهوا مرة على ايجابياتنا ولماذا تحبطون شبابنا؟ والمشكلة أن من يحبط الشباب هو الشباب بحد ذاته! . إن النظرة إلى الناس على أنهم جاهليون خطأ كبير ، بل جعل الله تعالى في هذه الأمة خيراً ، ولا يخلو عصر من قائم لله بحجة ، وحتى أولئك المفرطون والعصاة ، في دواخل الكثير منهم بقية من معاني الخير والبر والإيمان والندم ، وهم بحاجة إلى الاستنبات والتحريك ، وسقي تلك البذور وتنمية تلك المشاعر الخيرة لتنمو وتورق وتثمر.إن نظرة التخطئة والاتهام للناس ، ومحاصرتهم بأخطاء وقعوا فيها ، أو ظُن أنهم وقعوا فيها ، واختصارهم في هذه الزلة أو السقطة ، وتخيل أن من ورائها ركاماً وجبلاً من الخطايا لا يجدي شيئاً ، بل إنه من قلة الفقه ، وانعدام العدل ، وغلبة النظرة السوداوية ، وتكوين تصوّرات خاطئة فنتائج خاطئة.
ديانا محاميد
فلما نترك شبابنا المتعلم والمثقف ونذهب لمن هو سلبي مع أن السلبيين نسبتهم قليلة والناجحين نسبتهم تفوق أضعاف وأضعاف منهم ! . فلما لا نفرح للناجحين ، ونهتف لهم ، ونكتب لهم ، ونثني عليهم ، ونبتسم لنجاحهم ؟ فبذالك سنكون شركاء لهم . ولما لا ننظر بالنظرة الإيجابية ، وهي معنى عميق عظيم لشخصك ، وللأحداث من حولك ، أياً كانت أحداثاً خاصة في محيطك وأسرتك ومجتمعك ، أو عامة في بلدك وأمتك. إن من المهم جداً أن يكون لدى الإنسان نظرة واقعية توازن بين الأشياء ، ومن الخطأ أن يسبغ المرء من شعوره السلبي على الأشياء من حوله وكثيرون يصبغون ما يشاهدونه أو ما يحيط بهم وحتى رؤاهم في المنام بصبغة مشاعرهم فالخائف ينظر إلى الأشياء كلها من منطلق المؤامرة المحكمة . لما نخاف من الواقع ومن المستقبل ؟ فنحن نستطيع تحقيق كل حلم حلمناه وذالك بعزيمتنا ومثابرتنا ، وأجيالنا التي سبقتنا ها هي تنعم بما إرادته . ونحن علينا فعل هذا فإن تفاءلنا سنرى كل ما هو أمامنا ومخبئ لنا جميل وسنرى الدنيا ضاحكة لنا فما علينا إلا الابتسامة فتدرّب على الابتسامة وكن جاهزاً لتضحك باعتدال فإن البسمة تصنع في قلبك وحياتك الكثير ، خصوصاً إذا كانت ابتسامة حقيقية يتواطأ فيها القلب مع حركة الوجه والشفتين ، وليست ابتسامة ميكانيكية . فما عليك بذالك إلا بأن تنضج قلبك بالطيب ، وأنت بإذن الله على ذلك قادر انوِ النية الطيبة ولا تحسد الناجحين ، كن ناجحا مثلهم وانظر فقط إليهم وحب لهم ما تحب لنفسك . فماذا ينقصك غير الثقة من نفسك ؟ كن واثق من نفسك لنراك مساعدا في مجتمعنا . تعلم واصنع وساعد وثابر ، ابتسم وافرح ، شجع وغامر . فغدا لعل ناظره لقريب . ونحن بانتظار الغد لنرى أنفسنا بمكانة الناجح . فلا تهمك الصعاب فإذا أردت الوصول لما هو صعب عليك بالتضحية فلا نجد طعم النجاح إلا بالتضحية . وها أنا أهنئ شبابنا العربي ومجتمعنا العربي على ما هو عليه فلا ينقصنا شيء عن الغرب بل نحن أفضل منه بكثير لدينا المتعلمين والمثقفين والمثابرين ولدينا عادات وتقاليد ترفع من شأننا أمام جميع الغرباء ولنحمد الله على انه جعلنا عرب ذوو أصل وجعل منا الصالحين . قليل من التفاؤل ونحن أفضل أمة . لن نتخلى عن عروبتنا ولن نحبطها وسنرفع من شأنها فنحن صانعين الحياة من جديد. وما أجمل حياتنا بشبابنا .