مقاطعة حتى النصر في عكا

"اذا كان المستعمر متوحشا واحمق وفاقدا للاخلاق، فيجب الا ننجرف وننافسه في توحشه واخلاقياته.. ولنثبت للعالم اننا اصحاب حضارة واخلاقبات". هكذا لخص المهماتا غاندي احد وجوه ابرز قيادات القرن العشرين فلسفته في مقاومة الاستعمار الانجليزي للهند. لقد اختار غاندي طريق المقاطعة للانجليز هي الحل الامثل لمحاربة المستعمر الانجليزي في بلاده بدلا من العنف والرصاص.ان تجربة غاندي ونضاله ضد الاستعمار البريطاني منذ عام 1869- 1948، ليست هي التجربة التي تطيق بالضبط على عرب عكا وفلسطينيي ال 48 عامة في مقاومنهم للعنصرية الصهيونية، ولو ان ذلك كان ينطيق تماما على فلسطين المحتلة منذ عام 1967.لكن حالة العنصرية المنفلة في مدينة عكا ضد العرب في هذه المدينة، وفي غياب برنامج نضالي من قبل قيادة الجماهير العربية الني اختارت في هذا الموقف بالذات ان تلجئ الى ثقافة الجبن والخوف والتأتأة والاستجداء بالسلطة (اقصد هنا جميع الاحزاب) بعد ايام من الاعتداء على السكان العرب في عكا يؤكد ان نظرية غاندي ما تزال حية في قلوب الشعوب المقهورة بما في ذلك الفلسطينيين في عكا وان الجماهير المقهورة ومؤسساتها الاهلية الوطنية لا تزال جزءا من ثقافة الشعوب المقهورة والمسحوقة في مقاومتها للظلم والاستغلال والعبودية.حسنا فعلت جمعية الياطر وزميلي سامي هواري وباقي المؤسسات الوطنية وعلى راسها فرقة "ولعت" عندما عملت بسرعة البرق على تنطيم مهرجان فني بديل، ملتزم وغاضب ردا على البلطجية الصهيونية في عكا، حسنا فعلت المؤسسات والمسارح والفرق الفنية في الجليل وحيفا وعكا عندما اتخذت موقفا جذريا ثابتا ووطنيا عندما اتخذت زمام المبادرة وردت الصاع بصاعين لتنظيم مهرجان فني بديل تزحف اليه الجماهير الفلسطينية العريضة نحو عكا ليس فقط دعما لاقتصادها وانما ايضا للتاكيد على صلة الدم والمصير الواحد للفلسطينيين في هذه البلاد، وهي رسالة للتاكيد ان ثقافة الحمص والفلافل " ايزه طعيم هخوموس بعكو" قد ولت الى غير رجعة.لقد عمل المناضل غاندي طوال حياته في النضال ضد العنصرية، وقد عمل في حملة كبيرة لمقاطعة الملابس الاجنبية من اجل تحرير الاقتصاد الوطني. وخصص اربع ساعات يوميا لينسج بنفسه قماشا على مغزل يدوي حتى يصير مرة اخرى قدوة للناس ليستخدموا هذا القماش البسيط المغزول داخل البلاد وبايدي ابنائها بدات من شرائهم المغازل البريطانية التي اودت بحياة صناعة الهند المحلية.صحيح ان ثقافة المقاومة التي انتهجها غاندي في مقاطعة الاستعمار في الاقتصاد والبنوك لا يمكن ان تطبق تماما على مرافق الحياة الاقتصادية مثل البنوك والبريد في عكا ومناطق ال 48  لكنها ثقافة لا تزال قائمة وواردة لدى كل من يهمه ثقافة المقاطعة في عكا، عندما يتعلق الامر بالعنصرية والفاشية الاسرائيلة..ان المرحلة الانية تتطلب من كل العرب الفلسطينيين ومن كل ابناء عكا الاحتذاء بنداء الجمعيات الاهلية وبنقابة "صوت العامل" للدفاع عن اهالي عكا في وجه العنصرية الصهيونية التي تريد  ترحيلنا عن وطننا.