مقالات

كيف تحولت المدرسة الى مكان للهرب منه/ بقلم: محمد حبيب الله

محمد حبيب الله 12:33 31/01 |
حمَل تطبيق كل العرب

محمد حبيب الله:

هل فكّر المعلمون يومًا بتغيير جو المدرسة وتحويلها إلى مكان يرغب الطالب البقاء فيه والرجوع إليه؟

هل المدرسة مكان للهرب منه أو هو مكان يجب الولد أن يبقى فيه وان يعود إليه بعد الرجوع إلى البيت لممارسة نشاطات وفعاليات تقيمها المدرسة وتشدّ وتجذب الولد إليها؟ بحيث تتحول المدرسة إلى بيت ثان محبوب عنده.

كثيرون منا يحملون ذكريات مدرسية تجعلهم يذكرونها بالخير أو يستعيذون بالشيطان عند ذكرها، لقد وصل النهج التقليدي الذي تتبعه المدارس في التعامل مع الطلاب إلى جعل الولد ينفر من المدرسة لأسباب كثيرة سآتي على ذكرها في هذا المقال، كثيرون هم الذين كتبوا عن المدرسة ووظيفتها بين التقليد والتجديد وكثيرون هم الذين انتقدوا المدرسة بسبب أدائها التعليمي الذي يُكَوّن عند الطالب موفقًا سلبيًا، والشاهد على ذلك سلوك الولد في آخر الحصة الأخيرة وإغلاقه الحقيبة المدرسية قبل انتهاء الدرس والاستعداد وهو يحمل الحقيبة في يده للخروج من الصف وبسرعة شديدة مع ضرب الجرس وانتهاء الحصة... فهو يسلك كمن يريد الهرب من شيء لا يحبه ولا يرغب فيه، الهرب من كابوس ثقيل عليه طيلة بقائه في المدرسة من الثامنة صباحًا وحتى موعد انتهاء الدوام، قرأت قبل مدة كتابًا باللغة الإنجليزية عرّف فيه الكاتب المدرسة بأنها مكان للهرب منه School is a place to escape from وفي هذا الكتاب يعالج المؤلف الاداء الوظيفي للمدرسة يجعل الطالب يشعر انه ليس بحاجة إلى مدرسة فإذا كان الهدف حشو الذهن بالمعلومات والتركيز على المادة التعليمية وتحويل الولد إلى مستودع لإيداع المادة التعليمية وتحويل الولد إلى مستودع لإيداع المعلومات فيه فإن الولد يتساءل هل وجودي في المدرسة يستوجب ذلك؟ وهل من أتعلمه والطريقة التي أتعلم بها توجب البقاء بين جدران المدرسة ساعة بعد ساعة ويومًا بعد يوم لأعد الأيام والساعات ولأردد المعلومات التي استقيها من المدرسة وأحفظها من أجل صَبّها في قالب اسمه "الامتحان" والطالب بمجرد تفريغه للمادة في الامتحان، يتخلّص من كابوس يعكر عليه صفو حياته، فما أسرع أن ينسى ما تعلمه لأن بقاءه ذكرى مؤلمة له.

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

ونؤكد الدراسات ان ما يتبقى في ذهن الولد من المعلومات التي يتعلمها لا يزيد عن 10% مما تعلمه ودرسه واُمْتحِنَ فيه، وحبذا لو ان القارئ لهذا المقال يسأل نفسه "ماذا تبقى في ذهني من المادة التي تعلمتها؟" والتلميذ يسأل نفسه هل أنا بحاجة إلى البقاء في المدرسة من أجل إيداع معلومات يمكن أن استقيها من مراجع خارجية أين ومتى أريد وبالرجوع إلى الحاسوب والانترنت الذي يسعفني دائمًا في الوصول إلى أي معلومة احتاجها وبسرعة البرق وباستعمال جوجل والانترنت أصل إليها من أجل تحقيق هدف معيّن، وإذا كان هدف المدرسة إعداد الطالب لمهنة فالانجع أن يلتحق بالمصنع أبو بالإطار الخارجي ليعمل فيه ويتعلم ذلك مع ربط المادة النظرية التي يحتاجها بالإداء العملي في المصنع أو الورشة.

وإذا كانت المدرسة من أجل جمع ما ذكرت وإذا فقدت المدرسة الأهداف الحقيقية من وجودها من حيث تحويل عملية التعلم من الإيداع إلى الإيداع ومن حيث إكساب مهارات تعلم ومهارات فهم ومهارات نفسية/حسية/حركية/سلوكية/ عقلية، إذا لم يكن كل هذا فالأول إغلاقها إذا لا حاجة لها وستبقى في نظر الولد مكان للهرب منه، بدلاً من أن تكون مكانًا للمتعة واكتساب خبرات حياتية على اختلاف أنواعها وتلبية حاجات ودوافع يرغب في تحقيقها فنحن نخطئُ الهدف من وجودها، على مدارس اليوم مراجعة نفسها في عصر طغى فيه الانترنت والكمبيوتر وغلب فيه التعلم الذاتي على التعلم الذي يعتمد على التلقي من الغير.

وأخيرًا، هل فكّر المعلمون يومًا بتغيير جو المدرسة وتحويلها إلى مكان يرغب الطالب البقاء فيه والرجوع إليه؟ وهل فكر المعلمون في تغيير أساليب التعليم وتغيير أنماط سلوكهم مع الطالب وجعلهم يحبونهم ويحبون الدروس التي يعلمونهم إياها؟ نحن بحاجة إلى ثورة في التعليم وثورة على المدارس كما تبدو لنا اليوم! 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio