جئت لا أعلم من أين ولكنّي أتيتُ
انني جئت وأمضي وأنا لا أعلمُ
أنا لغزٌ ومجيئي كذهابي طلسمُ
document.BridIframeBurst=true;
var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });والذي أوجد هذا الّلغزَأعظمُ
لا تجادل ذا الحجا من قال إنّي
لستُ أعلمُ....
لست أدري..... غنّاها الشاعر الكبير إيليا ابو ماضي ، قصيدة شهيرة !!!صفّق لها الشّرق والغرب ، وأطلقوا عليها الطلاسم ، ودرّسوها في المدارس والكلّيات ، ولقّنوها للطلاب سُمًّا زعافًا.
لست أدري !!!
ولكن ليسمح لي شاعر التفاؤل الكبير والقائل :
أيّها الشّاكي وما بك داءٌ
كُنْ جميلاً تر الوجود جميلا
ليسمح لي أن أقول له ولو بعد عشرات السنين ، وبعد أن تمتعّت بالمُعلّم وشربتُ من خمرته الرُّوحيّة أكؤسًا عطرة ، ونهلت من ينابيعه ماءً حيًّا ، ليسمح لي أن أقول له : أخطأت وكان الخطأ فادحًا.
فأنا أعلم من أين أتيت ، وأعلم يقينًا الى أين سأذهب ، وأنا على استعدادٍ تامٍّ أن أصف لك مدينتي الخالدة العتيدة ، التي ستكون مكان سكناي وسكنى كلّ البشر الذين " يدرون " مثلي، والذين نهلوا والذين ما زالوا ينهلون من ينبوع الحياة ، ويستظلّون تحت تينته وظلّه وستره .
أعرفها وأزورها في منامي ، فلا خداع فيها ولا شهوة ولا حواري ولا مرض ولا بكاء ..... إنّها فوق المدارك والانسان وفوق المدى والمحدود.
أعرف يا شاعرنا المهجريّ من أين أتيتُ ، ومن أين جئت ، وألأهمّ إنّي أعرف الى أين ستحطّ قدماي بعد رحلتي التي ان طالت وان قصرت تبقى " مشوارًا".
كم أتمنّى ان تكون قد اختبرت ما أختبرت أنا يا شاعرنا المبدع !
كم أتمنّى ان تكون قد تذوّقت قبل ان ترحل وتفارق هذه الفانية ؛ تذوّقت حلاوة يسوع وعذوبته وخلاصه وعسل كلماته وشريعته ، فمقتّ هذه الــ " لست أدري" ودريتَ كما دريْتُ أنا أنّ الكون بنجومه ومجرّاته وفضائه وسمواته يحكمه ربٌّ حنون ، عطوف ، أب لا تشوبه شائبة ، ولا يعرف الا المحبة والعدل والحنان والعفو ....
أنظر يا رعاكَ الله هذه " لا يعرف"...مع أنّه يعرف كلّ شيء ، بل انه المعرفة بعينها ، والحكمة بنفسها .
حقًّا أعرف وأدري الى أين سأذهب ومن أين أتيتُ.
أعرف الطريق تمامًا ، فقد ماشيته وعاشرته وأصادقه كلّ يوم لا أكلُّ ولا أملُّ ، والأروع أنّه هو أيضًا لا يملّ بل يدفع الأجر والمبيت والطعام والكسوة وكلّ شيء ولا مِنّة في فيه.
أعرف الطريق يا شاعري ...
وليتك عرفته ، لقد صرخ على ضفاف بحيرة طبريا أكثر من مرّة وما زال صدى صوته الشجيّ يردّده نهر الأردن وجبال أريحا واليهوديّة والسّامرة، وتُغنّيه بلابل الجليل وتتنفسه سوسنات الكرمل.صرخ :
" أنا هو الطريق والحقّ والحياة ، ليس أحدٌ يأتي الى الآب الا بي"
سرْتُ معه يا شاعري الحبيب تارة بجانبه وطورًا خلفه ، وعندما أتعب أو أخاف الظلمات والمِحن يحملني على كتفيْه ومنكبيه ويعبر بي السّدود.
إنّه عظيم لو تعلم ، لا يعرف الا الحبّ والحنان والتضحية والعطاء.
صرخ مرّةً بميت طواه القبر أربعة ايام فأنتن صرخ : " اليعازر هلمّ خارجا" ...فخرج هذا الميت سليما معافى ملفوفا بالأقماط.....
وقد علّق أحد رجالات الله على هذه الاعجوبة قائلا : لو لم يصرخ السيّد وينادي اليعازر باسمه لقام الموتى كلّهم !!!..
ويقف الطبّ حائرًا .... مَنْ هذا ؟ وتصرخ وترتجّ اورشليم ...من هذا ؟ وأنت تقول بعد الفي سنة : لستُ أدري !!!
ألم تقرأ يا سيدي ولم تسمع عن الذي أخرس الطبيعة ومشى على المياه ؟ .
ألم تسمع عن الذي جبل الطين عينًا ترى وتشاهد وترنو الى السماء...
شاعري الحبيب كم اتمنّى ان تكونَ قد عرفته فعلا فألاقيك هناك في ضيافته ورحابه ، حيث لا مرض ولا حزن ولا أنين.
عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا
الخامس +1 234 56 78
فاكس: +1 876 54 32
البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio