خاطرة

أنا وايليا أبو ماضي - بقلم: زهير دعيم

زهير دعيم 22:31 04/11 | شفاعمرو والقضاء
حمَل تطبيق كل العرب

 

جئت لا أعلم من أين ولكنّي أتيتُ

انني جئت وأمضي وأنا لا أعلمُ

أنا لغزٌ ومجيئي كذهابي طلسمُ

document.BridIframeBurst=true;

var _bos = _bos||[]; _bos.push({ "p": "Brid_26338945", "obj": {"id":"19338","width":"100%","height":"320"} });

والذي أوجد هذا الّلغزَأعظمُ

لا تجادل ذا الحجا من قال إنّي

لستُ أعلمُ....

لست أدري..... غنّاها الشاعر الكبير إيليا ابو ماضي ، قصيدة شهيرة !!!صفّق لها الشّرق والغرب ، وأطلقوا عليها الطلاسم ، ودرّسوها في المدارس والكلّيات ، ولقّنوها للطلاب سُمًّا زعافًا.

لست أدري !!!

ولكن ليسمح لي شاعر التفاؤل الكبير والقائل :

أيّها الشّاكي وما بك داءٌ

كُنْ جميلاً تر الوجود جميلا

ليسمح لي أن أقول له ولو بعد عشرات السنين ، وبعد أن تمتعّت بالمُعلّم وشربتُ من خمرته الرُّوحيّة أكؤسًا عطرة ، ونهلت من ينابيعه ماءً حيًّا ، ليسمح لي أن أقول له : أخطأت وكان الخطأ فادحًا.

فأنا أعلم من أين أتيت ، وأعلم يقينًا الى أين سأذهب ، وأنا على استعدادٍ تامٍّ أن أصف لك مدينتي الخالدة العتيدة ، التي ستكون مكان سكناي وسكنى كلّ البشر الذين " يدرون " مثلي، والذين نهلوا والذين ما زالوا ينهلون من ينبوع الحياة ، ويستظلّون تحت تينته وظلّه وستره .

أعرفها وأزورها في منامي ، فلا خداع فيها ولا شهوة ولا حواري ولا مرض ولا بكاء ..... إنّها فوق المدارك والانسان وفوق المدى والمحدود.

أعرف يا شاعرنا المهجريّ من أين أتيتُ ، ومن أين جئت ، وألأهمّ إنّي أعرف الى أين ستحطّ قدماي بعد رحلتي التي ان طالت وان قصرت تبقى " مشوارًا".

كم أتمنّى ان تكون قد اختبرت ما أختبرت أنا يا شاعرنا المبدع !

كم أتمنّى ان تكون قد تذوّقت قبل ان ترحل وتفارق هذه الفانية ؛ تذوّقت حلاوة يسوع وعذوبته وخلاصه وعسل كلماته وشريعته ، فمقتّ هذه الــ " لست أدري" ودريتَ كما دريْتُ أنا أنّ الكون بنجومه ومجرّاته وفضائه وسمواته يحكمه ربٌّ حنون ، عطوف ، أب لا تشوبه شائبة ، ولا يعرف الا المحبة والعدل والحنان والعفو ....

أنظر يا رعاكَ الله هذه " لا يعرف"...مع أنّه يعرف كلّ شيء ، بل انه المعرفة بعينها ، والحكمة بنفسها .

حقًّا أعرف وأدري الى أين سأذهب ومن أين أتيتُ.

أعرف الطريق تمامًا ، فقد ماشيته وعاشرته وأصادقه كلّ يوم لا أكلُّ ولا أملُّ ، والأروع أنّه هو أيضًا لا يملّ بل يدفع الأجر والمبيت والطعام والكسوة وكلّ شيء ولا مِنّة في فيه.

أعرف الطريق يا شاعري ...

وليتك عرفته ، لقد صرخ على ضفاف بحيرة طبريا أكثر من مرّة وما زال صدى صوته الشجيّ يردّده نهر الأردن وجبال أريحا واليهوديّة والسّامرة، وتُغنّيه بلابل الجليل وتتنفسه سوسنات الكرمل.صرخ :

" أنا هو الطريق والحقّ والحياة ، ليس أحدٌ يأتي الى الآب الا بي"

سرْتُ معه يا شاعري الحبيب تارة بجانبه وطورًا خلفه ، وعندما أتعب أو أخاف الظلمات والمِحن يحملني على كتفيْه ومنكبيه ويعبر بي السّدود.

إنّه عظيم لو تعلم ، لا يعرف الا الحبّ والحنان والتضحية والعطاء.

صرخ مرّةً بميت طواه القبر أربعة ايام فأنتن صرخ : " اليعازر هلمّ خارجا" ...فخرج هذا الميت سليما معافى ملفوفا بالأقماط.....

وقد علّق أحد رجالات الله على هذه الاعجوبة قائلا : لو لم يصرخ السيّد وينادي اليعازر باسمه لقام الموتى كلّهم !!!..

ويقف الطبّ حائرًا .... مَنْ هذا ؟ وتصرخ وترتجّ اورشليم ...من هذا ؟ وأنت تقول بعد الفي سنة : لستُ أدري !!!

ألم تقرأ يا سيدي ولم تسمع عن الذي أخرس الطبيعة ومشى على المياه ؟ .

ألم تسمع عن الذي جبل الطين عينًا ترى وتشاهد وترنو الى السماء...

شاعري الحبيب كم اتمنّى ان تكونَ قد عرفته فعلا فألاقيك هناك في ضيافته ورحابه ، حيث لا مرض ولا حزن ولا أنين.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio