الفلسطينيون يتحدّون الإحتلال

العرب 16:57 21/09 |
حمَل تطبيق كل العرب

وإن كانت أزقة القدس في البلدة القديمة تشهد حركة نشطة للمصلّين المتوجهين لأداء صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك ، إلاّ أن القدس وأبواب محلاتها التجارية تتأخر قليلا عما تعتاد عليه المحلات التجارية من الإفتتاح المبكر ، وهكذا بدت شوارع القدس لطاقم " مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " خلال الأيام الأولى من هذا الأسبوع ، في ساعات ما قبل الظهر بساعتين او ثلاث ومع إقتراب صلاة الظهر من كل يوم تزداد الحركة وتزداد معها البركة . في مثل هذه الساعات تبدأ حافلات " مسيرة البيارق لإحياء المسجد الأقصى المبارك" والتي ترعاها   وتسيّرها " مؤسسة البيارق "  ، حافلات من الجليل وأخرى من المثلث ،أو من النقب ومن المدن الساحلية – حيفا ، عكا ، يافا ، اللد والرملة – تتوافد الى مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك أولا ، ثم للتسوّق والتحوّج من أسواق القدس ، لهجة اهالي الداخل الفلسطيني مميّزة ، أو قل تميّزها عن لهجة أهل المقدسيين المعروفة خاصة تلك الممزوجة بالنبرة الخليلية ، مجموعة من النساء تشتري الملابس الشرعية ، أو ملابس للأطفال ، وأخرى تشتري المقتنيات المنزلية ، ومجموعة من الرجال تحرص على شراء الكعك او الحلوى المقدسية ، اما الشباب او الشابات فيختارون شراء بعض الأشرطة ، والكل يدفع المبلغ المطلوب بحبّ ورضا وفرح وأريحية ، مقصدهم دعم القدس وتعزيز صمودهم في المدينة وحول المسجد الاقصى ، في مثل هذه الأوقات أيضا يتوافد الى القدس الى البلدة القديمة الآلاف من اهل القدس الذين يسكنون في الأحياء او القرى المجاورة في مجموع محافظة القدس ، وأعداد من أهل الضفة الغربية – رام الله ، الخليل ، بيت لحم او حتى نابلس وطولكرم – ممّن سهّل الله وصولهم الى القدس لزيارتها وزيارة المسجد الأقصى المبارك ، في مثل هذه اللحظات تتصور انت - الذي تعايش القدس وتسكن القدس في أحشائك والمسجد الأقصى في لبّ قلبك وعقلك – تتصور أن القدس تبتسم قليلا لقدوم هذه الوفود والتي جاءت لتساهم في تخفيف الحصار والقهر عنها والذي تفرضه المؤسسة الإسرائيلية الإحتلالية ، ومناظر هذا الحصار ومشاهده تراه في كل زاوية من زوايا القدس ، الشرطة والعسكر والمخابرات والمستوطنين والبنادق والحواجز والطواقي السوداء والهدم والحفر والتدمير ، ولكن انّى لهذا المحتلّ ان يمنع الحبّ او العشق للقدس حاضنة المسجد الأقصى اولى القبلتين وموطن الإسراء والمعراج ، القدس تبتسم وتريد المزيد . في لحظات ما بعد المغرب تبدو شوراع القدس وأزقتها القريبة من المسجد الأقصى بأبهى زينة ، زينة اجتهد شباب القدس وأهل حاراتها نصبها في شوراع القدس القديمة ، الأهلّة والنجمة الإسلامية ، ولفظ الجلالة ، وأسماء الله الحسنى ، وكلها زينة مضاءة ، وتزدان القدس أكثر مع مرور الوقت بعد المغرب ، عندما تبدأ الزحوف تتوافد الى المسجد الأقصى ، من كل ابوابه ، من الناس من يأتي راجلا من بيته القريب او البعيد من الأحياء المجاور ، او راكبا من الأحياء الأبعد ، شارع الواد ، عقبة السرايا ، باب الزاهرة ، باب الأسباط ، زحوف تلج مسرعة الى المسجد الأقصى ، لا الجدار العازل ، ولا شوراع الطوق ، ولا الحواجز الشرطية ، ولا أيادي العسكر على الزناد ، ولا التضييق على مواقف السيارات والحافلات ، ولا خطاب الترهيب والتخويف ، ولا إجراءات المنع ، ولا طوابير التفتيش ، ولا النظرات والإستفزازات تمنع كل هذه الزحوف من اهل القدس واهل الداخل الفلسطيني أن تزحف نحو القدس لأداء صلاة العشاء والتروايح في المسجد الأقصى ، رجال ونساء شباب وأطفال ، تواصل ورباط وصيام وإعتكاف ، قيام ودعاء ، وقنوت ، في رسالة واحدة وموحدة الثبات الثبات فالفرج قريب .. قريب ، أوليس هذا دعاء أئمة المسجد الأقصى ومن خلفهم المؤمنّين " اللهمّ فرجك ونصرك القريب  - آمين " . يخرج الناس من بعد صلاة العشاء والتراويح من المسجد الأقصى ، تنتشر الأكشاك على جانبي الطريق في شوارع القدس وأزقتها ، منهم من يبيع الشاي ، او القهوة ، او السحلب ، او الحلوى ، في جو مقدسي ، رمضاني ، أخوي ، والابتسامات تعلو الوجوه ، ويعرض عليك الشباب المقدسي كل مساعدة تطلبها او يجدونها مناسبة ، زمالة او صداقة عابرة لكنك تشعر انها من القلب الى القلب ، وما هي إلا ساعة فتخلو القدس من الناس ، الاّ ساكنيها في البدة القديمة ، وتذهب القدس الى نوم خفيف مثقلة بهمومها وما أكثرها ، في نهاية الطريق وقبل ان نغادر البلدة القديمة ، يودعك صوت الحادي الذي انطلق صوته عبر جهاز المذياع  الذي وضع على حافة كشك بسيط ، يبدد صوته سكون القدس : " هنا في القدس والصخرة .. هنا باقون ، هنا في أرضنا الحرة .. هنا باقون " .نعم يعيش المسجد الأقصى المبارك مع هذه النفحات ، كل يوم يتجدد العهد والأمل نهارا او ليلا في صلوات التراويح مع هذه الزحوف ، او الحشود التي تأتي كل يوم جمعة ، رغم آلام الطريق وصعوبة الوصول والمعاناة ، جاءوا في الجمعة مائة الف او يزيدون ، وفي الجمعة الثانية مائة وخمسون الفا او يزيدون ، ولقاؤنا في الجمعة الثالثة القريبة ان شاء الله تعالى ، الى اللقاء في القدس والاقصى .

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربة المستخدم. هل تسمح؟

عنوان: اختبار طريقة اختبار الشارع P.O. 60009 دولور / ألاسكا

الخامس +1 234 56 78

فاكس: +1 876 54 32

البريد الإلكتروني: amp@mobius.studio